هناك أشياء كثير يمكن الاستمتاع بها اكثر من التجوال في شوارع جوتنبرج الأصيلة وتناول مأكولاتها البحرية اللذيذة، مثل طابعها المحلي القوي ومبانيها المعمارية الأنيقة، وثقافتها المتواضعة المتينة، فجوتنبرج جذابة وأصيلة معاً.
إن أصعب جزء في المدينة هو معرفة من أين تبدأ، هل يتبضع السائح في حي هيب ليين؟ أو يسترخي ويتفرج على حشود المتنزهين في حديقة الكونجز باركين؟ قد يكون من المفيد التحقق من المتاحف والمعالم العديدة البارزة للمدينة أولاً، بما فيها تلك التي تتيح للسياح مقارنة ذكائهم بالأشخاص الحائزين على جائزة نوبل، لا شك أن جوتنبرج ساهمت في تاريخ السويد الذي يمكن الاطلاع عليه من خلال زيارة متاحف المدينة ومعارضها ومشغولاتها اليدوية التي تقام بمباني البلدية القديمة ذات المعمار الجميل، ومتحف البحرية الراقي القابع فوق أكبر سفينة بالعالم.
تعتبر البطاطا المقلية مع السمك والمحار جزءاً أساسياً بقائمة الأطعمة المحلية في كل المطاعم المنتشرة في أنحاء المدينة، لا يحتاج المرء إلى الانتظار طويلاً لتناول أطباق السمك الشهية لأن إجراءات رحلات الصيد إلى الأرخبيل تتم بسرعة.
كما أن رحلات التنزه على متن الدراجات تبعث على السعادة في النفس وبأسعار زهيدة، إنها الطريقة الأجمل لرؤية المناظر الطبيعية الخلابة للمدينة، فيما مناطق الجذب السياحي الدائرية مثل مركز الشاطئ يمكن السياح من إلقاء النظرة على لاعبي كرة الطائرة في الهواء الطلق. أما لأولئك الذين يريدون تعديل أمزجتهم فيمكنهم زيارة دار الأوبرا القابعة جوار المرفأ التي جهزت بتقنيات عالية في عام 2009، أو الاشتراك في برنامج لفنون الرقص في أحد المسارح العصرية العديدة، ربما ليست لدى جوتنبرج قوة العاصمة استكهولم ولكن بمزيج ريفها المذهل الذي يبعث على التسلية وتزجية الوقت، ومركز مدينتها السهل على الاستكشاف، وأنشطتها الكثيرة لن يفوت السائح أي فرصة.
ومن أبرز الأماكن السياحية مبنى كرونهوست، أو مبنى قاعة البلدية القديم هو اقدم مبنى في جوتنبرج حيث بدأ فيها الحياة عام 1654 كمستودع للمعدات العسكرية يتبع لسلاح المدفعية المحلية، أما اليوم فالمدينة مقر لأوركسترا ويند، فرقة موسيقية مهنية ومركز للمشغولات اليدوية، توجد اغلبها في الساحة المبنية على الطراز الهولندي حيث توجد محال تقليدية عديدة وورش من بينها، ورشة جراسبلور، و جولدسميث، وكلوكميكر وجوكليت كتشن. مواعيد الزيارة الاثنين والجمعة من الساعة العاشرة صباحاً حتى الخامسة مساءً، والسبت من 11 صباحاً إلى الساعة الثانية ظهراً.
أما متحف البحرية فهو مزيج غريب من متحف وحوض سمك، قابع فوق أكبر سفينة بحرية طافية بالمتحف، ومقر لأكثر من 19 سفينة مختلفة، بما في ذلك غواصة، يغطي المتحف الأحداث الرئيسية التي وقعت في الأربعمئة سنة الأخيرة، ومن الأشياء البارزة بالمتحف جهاز لمحاكاة الملاحة ذات تقنية عالية وعرض مقتنيات مثيرة للإعجاب كانت تخص البحارة السويديين العاديين في يوم من الأيام. مواعيد الزيارة أيام الثلاثاء والخميس والسبت من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الخامسة مساء، ويوم الأربعاء من الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة الثانية ظهراً.
متحف ينيفيرسم، هو متحف علوم ضخم ومركز علمي مثير، يقدم لمحة عن آخر الاكتشافات والتطورات العلمية بطريقة سهلة ومسلية لعامة الناس، بعض أقسامه تختص بالهندسة والتكنولوجيا الحيوية، بينما الأقسام الأخرى تركز على العلوم البيئية والإحيائية، وكذلك هناك قائمة من الزوار المتحدثين من الحائزين على جائزة نوبل الذين يسعدهم مشاركة النقاشات مع الزائرين. مواعيد الزيارة الأحد والاثنين من الساعة العاشرة صباحاً حتى السادسة مساء.
ويعتبر متنزه ليزبيرج، اكبر مجمع ترفيهي في اسكندنافيا، ومن أشهر وجهات الجذب السياحي في جوتنبرج وفي السويد، حيث يجذب أكثر من ثلاثة ملايين سائح سنوياً ويتيح عددا وافرا من أماكن الجذب المتنوعة التي تتراوح ما بين العروض المسرحية والموسيقية واللهو بالمراجيح وركوب الخيل، و الأفعوانية المصنوعة بالكامل من الخشب والعجلات الليزبرجية حيث تتيح رؤية المناظر الخلابة للريف المحيط، ومع بداية موسم الصيف يفتح المتنزه أبوابه مع أعياد الكريسماس. مواعيد العمل تختلف خلال العام.
أوقات الزيارة
ويعتبر فصل الصيف افضل الأوقات لزيارة جوتنبرج، وهو أكثر الفصول شيوعاً، ففي جنوب السويد ساعات اليوم أطول بشكل ملحوظ، وغالباً ما يكون الجو معتدلاً ومشمساً، هذا يتيح للسياح الجلوس خارجاً بالأمسيات ومشاركة السكان المحليين في الاستمتاع بتناول وجبة الفريكسو، حيث ينصح السياح القادمين إلى المدينة لتجريب المأكولات المحلية الشهية بمطاعم المدينة الفاخرة المنتشرة بأرجائها، أما بقية الفصول فتعتبر أفضل الرهان، وعلى الرغم من ذلك العديد من المطاعم تتوقف عن العمل خلال عطلة الصيف من منتصف شهر يونيو/ حزيران إلى منتصف أغسطس/ آب.
تاريخ المدينة
على الرغم من مظهر مركز مدينتها القديم جداً، إلا أنها تأسست في 1603 من قبل الملك شارس التاسع، فقد كان هدفه خلق نقطة يقفز منها إلى الحروب مع الدنمارك وبولندا، فيما كانت المدينة تشكل فوق حطام ثلاث مستعمرات منيت بالفشل خلال القرون الوسطى التي كان يهيمن عليها الحصون منذ بدايتها.
وبعد ثمانية أعوام وبعد أن تنصرت المدينة، دمرت من قبل القوات الدنمارية الغازية خلال حرب كالمار، ولم تنهض مرة أخرى حتى عام 1619، إلى أن أعطى الملك غوستاف الثاني، أدولف ميثاق المدينة، وسمح لها أن تحكم نفسها بنفسها.
مضت جوتنبرج قدماً مع شركة غرب الهند السويدية، ما ساعد المدينة على التحول إلى ميناء مزدهر بالتجارة مع الصين وأقصى الشرق؛ حيث قويت مكانتها أكثر؛ لما رفضت أن تشارك في حصار نابليون القاري، وهكذا قويت علاقاتها التجارية مع المملكة المتحدة.
لقد استخدمت المدينة إكمال قناة غوتا المائية في 1832؛ للمحافظة على سمعة الشحن البحري التي لا تزال باقية حتى يومنا هذا؛ حيث يظل أكثر الموانئ ازدحاماً ونشاطاً في منطقة اسكندنافيا؛ حيث تعد مرسى لأكثر من 10 آلاف سفينة بحرية يومياً. وحققت المزيد من النجاحات الاقتصادية بفضل إنشاء شركة فولفو مصانعها في 1927. وفي التسعينات، أصبحت جوتنبرج نقطة مغادرة رئيسية للمهاجرين الاسكندنافيين المتوجهين إلى الولايات المتحدة؛ ولذلك توجد جوتنبرج بولاية نبراسكا.
لقد ازدهرت الحياة الثقافية في المدينة بعد أن أصبحت جوتنبرج مركزاً مهماً للفنون، واستمر هذا خلال الحرب العالمية الثانية، وساعد على ذلك أكثر تدفق اللاجئين - بينهم يهود الدنمارك المحتلة؛ حيث حط كثير منهم رحالهم في جوتنبرج.
اليوم تظل بوتنبرج مع تغير طفيف في مظهر مركز المدينة مقارنة بماضي أيامها مركزاً تجارياً هاماً رغم الأزمات الاقتصادية، والحرب الباردة، والاضطرابات الدولية. وأكبر تغيير حدث مؤخراً كان في اسمها، فمستشارو المدينة ارتأوا أن يغيروا اسم المدينة من جوتبورج إلى جوتنبرج في 2009.