من المعروف أن المحميات الكبيرة تضم أعداداً هائلة من الحيوانات البرية إلى درجة أنها تنتشر خارج المحمية أيضاً، أما في المحميات الصغيرة فتتواجد حول الأراضي الرطبة بمجموعات كبيرة بحيث يمكن الاستمتاع بمراقبتها خلال يوم واحد، فالأمر لا يقتصر على الحياة البرية وحدها، بل هناك فرصة للسياح لالتقاط بعض الصور الفوتوغرافية الخلابة للمحمية. قد يكون السير لمئات الأمتار بحثاً عن الحيوانات البرية العديدة بكافة أشكالها وأنواعها برفقة الدليل السياحي الذي يخبر مخابئها وأعشاشها وأماكن تواجدها وتحركاتها مضنياً ومكلفاً، ومع ذلك تختلف الأسعار من شركة إلى أخرى، لذا يجب الاطلاع على الآراء وتلقي المعلومات من السياح والإعداد جيداً قبل الانطلاق.
أما أفضل وقت للخروج في رحلات السفاري بإفريقيا فهو الوقت الذي تتجمع فيه الحيوانات بأعداد كبيرة، فتحديد موعد للذهاب إلى محميات إفريقيا يعتمد على البلد الذي ترغب في زيارته، والوقت الذي تستطيع فيه القيام بذلك، فالمواسم تختلف في شرق إفريقيا وجنوبها، عليه يمكن للمرء أن يقوم بتخطيط رحلته في كل شهر خلال العام إذا كان الوقت يسمح بذلك.
محمية سيرينجيتي الوطنية - تنزانيا
سيرينجيتي يعني تقريباً الأرض المنبسطة التي ليس لها نهاية في لغة قبائل الماساي، حيث تضم المنطقة أكبر هجرة للثدييات في العالم، حيث يهاجر أكثر من مليون من حيوانات التيتل وحمر الوحش و الغزلان من مناطق تكاثرها في الجنوب وصولاً إلى شمال ماساي مارا في كينيا، ومن ثم تعود عندما يخضر العشب بالأمطار الموسمية، وتتراوح أماكن الإيواء بالنسبة للسياح من الأكواخ الفاخرة إلى الخيام الريفية، يمكن للمرء تجريب مراقبة الحيوانات البرية عن قرب، فضلاً عن القطط الكبيرة، من الأشياء التي يجب تجربتها التحليق بالمنطاد فوق السافنا.
محمية تارانجير الوطنية - تنزانيا
غير بعيدة من ابنة عمها سيرينجيتي، حيث تشتهر بالأعداد الكبيرة للفيلة ويرجع السبب إلى وجود أشجار الباوباب الضخمة التي تزين أرض المحمية، حيث تشرب الفيلة من خزاناتها الليفية، وفي بعض الأحيان تترك الفيلة ثقباً غائراً في وسطها، وتشمل المزايا الأخرى البارزة للمحمية تلال النمل الأبيض الكبيرة، حيث تقيم فوقها حيوانات النمس ذات الوجه الوردي المحاكمات، بالإضافة إلى أشجار الصبار التي تشبه الشمعدان، حيث قطرة واحدة منها يمكن أن تصيب الإنسان بالعمى، أما الطيور البرية فمتوفرة في السافنا وحول نهر تارانجير ما يجعلها منطقة تستحق الزيارة في حال يحب المرء تعقب الطيور النادرة، أفضل وقت لزيارتها هو فصل الجفاف عندما تكون الثدييات العطشى متوجهة إلى الأراضي الرطبة ذات الأشجار المعمرة.
محمية تشوب الوطنية - بوتسوانا
محمية جميلة أخرى في الأراضي الرطبة، تقع على مسافة تبعد أقل من ساعتين من شلالات فكتوريا في زامبيا، حيث تشكل القسم الشمالي الشرقي لرواق الحياة البرية التي تمتد وصولاًً إلى دلتا أوكافانغو، وتشمل رحلات السفاري في تشوب ركوب القوارب الممتع على طول النهر ومراقبة الحيوانات البرية من على متن السيارة، فهذه المحمية لا تقتصر على الطيور الوفيرة، بل يمكن مشاهدة العديد من الفيلة السابحة لتناول طعامها، كما أنه من السهل أيضاًً رصد العديد من الظباء التي ترعى على ضفتي النهر.
محمية موريمي - بوتسوانا
تعتبر موريمي من المحميات التي تحظى بالاهتمام بشكل رسمي في دلتا اوكافانغو وهو بحر شاسع من الأراضي الرطبة العشبية، ينبع من هضبة أنغولا، ويمر عبر شمال شرق بوتسوانا، وتتبخر مياهها داخل صحراء كلهاري، هناك العديد من الغابات الكثيفة والأراضي الفيضية المفتوحة للرحلات، ويعتبر أحد الأماكن القليلة في إفريقيا التي يتمنى المرء فيها رصد الكلاب البرية النادرة والمتوحشة، ولو كان الوقت يسمح يمكن للسياح أن يقوموا بالتخييم، حيث تقدم المساعدات من قبل أفراد القبائل المحلية الذين لديهم شخصيات كاريزمية، حيث يقومون باستصحاب السياح إلى المياه الضحلة للدلتا، فمن موقع التخييم يستطيع السياح رؤية الفيلة العابرة للمياه قبل أن يتوجهوا إلى مراقبة الحياة البرية بمساعدة المرشدين.
محمية كروجر الوطنية - جنوب إفريقيا
تعتبر محمية كروجر من أكبر المحميات التي تضم الحيوانات البرية في جنوب إفريقيا، وإحدى أكبر المحميات الوطنية في العالم، حيث توجد على بعد 4 ساعات بالسيارة من مدينة جوهانسبيرج، ولكن معظم الجهات التي تنظم رحلات السفاري توفر المواصلات للسياح من المدينة، كما أن محمية كروجر تضم أعداداً كبيرة من الثدييات من أي محمية أخرى، ما يجعلها أكثر إغراءً، أما أماكن الإيواء فتتراوح ما بين الأكواخ الفاخرة إلى المخيمات الجاهزة داخل المحمية وخارجها، حيث يستطيع السياح الاستمتاع بالسفاري مشياً على الأقدام، كما توجد رحلات السفاري الليلية إلا أنه من الصعب تحديد الجزء الذي ترغب في زيارته، لذا من الجيد السؤال عن أي من الحيوانات ترغب في رؤيتها لتحديد أماكن تواجدها.
