Quantcast
Channel: سياحة و سفر
Viewing all articles
Browse latest Browse all 552

«القارة البيضاء»رحلة وسط الجبال الجليدية

$
0
0
إعداد: قرشي عبدون

يعد الإبحار إلى القارة القطبية الجنوبية رحلة العمر؛ حيث تعد هذه الرحلة حلماً للكثيرين من السياح، إنها جميلة ومذهلة على نحو فريد مع حياتها البرية المدهشة، وتسلق الجبال؛ حيث يشاهد السياح جبالها الجليدية، التي تفوق العديد من السفن البحرية حجماً. كل عام يقوم حوالي 20 ألفاً من السياح بزيارة هذه القارة البيضاء؛ حيث يصل معظمهم إلى شبه جزيرة القارة عبر السفن البحرية من أمريكا الجنوبية. وعلى الرغم من مناطق جذبها، إلا أن معظم الناس لديهم مفاهيم خاطئة، أو لديهم أشياء لا يفهمونها عن القطب الجنوبي فلو كان السائح يسعى للذهاب إلى هناك فمن المفيد أن يكون لديه المعلومات الأساسية عنها.
حوالي 50 سفينة بحرية تبحر إلى مياه القارة البيضاء سنوياً؛ حيث تختلف هذه السفن حجماً، فهنالك السفن التي تتسع لأقل من 25 سائحاً، والسفن ذات الرحلات التقليدية التي تتسع 1000 سائح، فمن المهم معرفة أن السفينة التي سوف تستقلها لن يكون على متنها أكثر من 500 سائح.
وعلى الرغم من أن السفن الصغيرة تتيح تجارب رائعة، إلا أن أسعارها مكلفة؛ لكنها تستحق ذلك؛ لكونها رحلة العمر، أما السفن الصغيرة الأقل كلفة فقد تكون خياراً مناسباً لأولئك الذين يصابون بدوار البحر أو أولئك الذين يرغبون في أن يكون لديهم المزيد من وسائل الراحة على متن السفينة، وفريق بحري أفضل، وخدمات طعام ذات خيارات متنوعة، فالسفن التي تقل 300 إلى 450 سائحاً تكون خدماتها في كثير من الأحيان أقل كلفة، ومع ذلك تقدم طعاماً رائعاً، ومقصورات مريحة وأماكن عامة.

السباحة في المياه المثلجة

ينصح السياح بأن يحملوا معهم جميع أدوات السباحة إلى القارة البيضاء، فالسياح بالقارة عادة ما يتحينون الفرص ليغمروا أجسادهم في مياه القارة المثلجة على عكس القادمين من المناطق الباردة، الذين لا يهتمون بها. ولو كان المرء يعتقد أن السباحة في مياه القارة تعد نوعاً من الجنون فإنه يمكنه استخدام مستلزماته تلك في الحمامات الصحية و«الساونا» وفي أحواض الاستحمام الساخنة.

رياضة على متن السفينة

كثير من السياح يخشون من عدم المقدرة على ممارسة تمارينهم الرياضة على متن الرحلات البحرية المتوجهة إلى القارة، وبما أن «اتفاقية أنتاراكتيكا» تحدد عدد السياح والزمن، فإن السياح يكون لديهم المتسع من الوقت في الطريق.
في كثير من الأحيان، لا تتوافر صالة التمارين الرياضية بالسفن الصغيرة أو قد تتوافر صالة صغيرة للغاية، ومع ذلك يكون لدى السائح الكثير من الوقت ليقضيه حتى بلوغ السفينة وجهتها الأخيرة؛ لكن لا يكون ذلك الوقت كافياً لممارسة التمارين الرياضية؛ لذلك فإن من يرغب في ممارستها عليه أن يحجز في السفن الكبيرة المزودة بكل الوسائل، فضلاً عن فرصة مشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة بشكل أفضل؛ حيث تتميز أيضاً بأسطح واسعة وبمسارات للمشي والرياضة.

التجديف في المياه الهادئة

لمن لا تتناسب معه السباحة في مياه القارة المثلجة يمكنه تجريب متعة التجديف بالزوارق فمياهها الساحلية تتميز بالهدوء؛ حيث يستطيع هواة التجديف رؤية الجبال الجليدية ومشاهدة الحياة البرية مثل البطاريق وحيوانات الفقمة والحيتان.
أما التسوق فيقتصر خلال الرحلة على متن السفينة، وبرغم ذلك يستطيع السياح التسوق في بعض المحطات؛ لأن هناك فئة من السياح يحبون شراء الهدايا التذكارية والبطاقات البريدية.

دفء القارة

يعتقد العديد من السياح أن درجة الحرارة بالقارة البيضاء تكون منخفضة إلى درجة لا يمكن تحملها؛ وذلك لسماعهم بقصص شتائها المرعب، فالسفن لا تبحر إلى القارة إلا في الفترة ما بين شهر نوفمبر/تشرين الثاني، ومارس/ ذار وهذا هو الوقت الوحيد الذي يمكن فيه زيارة القارة القطبية الجنوبية.
تقوم السفن بزيارة شبه جزيرة القارة الجنوبية؛ حيث تكون درجة حرارتها أكثر دفئاً من جنوب القارة؛ حيث تصل أعلاها إلى 20 درجة إلى 30 خلال الشهور المذكورة. أما الرياح في القارة تجعل الأجواء وكأنها باردة؛ لكن لو كان المرء يتجول مشياً على الأقدام حينها يشعر بدفء كبير، ومع ذلك يتوفر في السفن المعاطف الشتوية الدافئة، إضافة إلى الأحذية الجلدية الخاصة.

توقيت الرحلة

دائماً ما يكون لدى السياح ذكريات جميلة لا يمكن نسيانها في رحلة القارة البيضاء، ومع ذلك، كالعديد من أجزاء العالم، فإن التوقيت الذي تختاره هو ما يجعل التجربة مختلفة، فالمرء يشاهد هطول أمطار كثيرة في شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، وتكون البطاريق في أعشاشها في شهر ديسمبر/كانون الأول؛ حيث يتمكن المرء من مشاهدة صغارها في يناير/كانون الثاني، وفبراير/شباط. تكون الرحلات البحرية أقل كلفة في شهر نوفمبر وديسمبر ومارس أكثر منه في مواسم الذروة في أواخر يناير وفبراير عندما تكون الأجواء أكثر دفئاً.

لا تتجه إلى أقصى الجنوب

الذين سافروا إلى القارة القطبية الجنوبية من قبل يعرفون أن السفن تبحر شمالاً إلى أبعد من دائرة القطب الشمالي في فصل الصيف، حتى أن بعض السفن تعبر الممر الشمالي الغربي الشهير الذي يربط شمال الأطلسي وألاسكا والممر الشمالي الشرقي الذي يربط النرويج بالمحيط الباسيفيكي. فالعديد من السفن المتجهة جنوباً إلى القطب الجنوبي في الشهور المعلومة تصل أيضاً إلى دائرة القطب الجنوبي، ومع ذلك فإن القطب الجنوبي لا يمثل المياه الدافئة لتيار «جولف استريم» القادم من خليج المكسيك؛ حيث تظل باردة بسبب كتلة الأرضية للقطب الجنوبي أكثر من القطب الشمالي؛ حيث تسد جبال الجليد الممرات في كثير من الأحيان بين الجزر والقارات. فلو كان هدفك عبور دائرة القطب الجنوبي المتجمد، يمكنك حجز رحلة صغيرة لاحقاً خلال الموسم، فبراير/شباط أو مارس/آذار.

الفقمة المتمددة

على الرغم من أن البطاريق ينظر إليها كواحدة من أجمل ما في الحياة البرية بالقطب الجنوبي، إلا أن السياح يرون أنواعاً عديدة من حيوانات الفقمة، فهذه الحيوانات اللطيفة تتدافع فوق الجبال الجليدية في كثير من الأحيان أو تزحف تحت أشعة الشمس. ينصح بعدم الاقتراب منها كثيراًَ، لكن من الممتع مشاهدتها زاحفة ومتدحرجة أثناء النوم.

الحيتان السابحة

من الصعب معرفة عدد الحيتان التي تشاهدها خلال الرحلات؛ حيث تهاجر الحيتان، والحيتان الحدباء إلى مياه القطب الجنوبي خلال الشهور المذكورة، فالسياح من كل أنحاء العالم لا يملون من مراقبة هذه الحيتان الضخمة وهي تتغذى وتطوف حول مياه الشواطئ.

البطاريق الوديعة

الجميع يحب طيور البطريق، والقطب الجنوبي هو المكان الوحيد الذي يمكن أن تراها فيه وسط الثلج. توجد في المياه القطبية الجنوبية 6 من أصل 17 نوعاً من طيور البطريق. ويرى معظم المسافرين رحلة بحرية ثلاثة من تلك الأنواع على الأقل.
مشاهدة البطاريق وهي تجدف وتسبح وتعشش، وتتفاعل مع أقرانها، أو تقوم بأنشطتها اليومية من أجمل اللحظات الرائعة التي تعلق بالذاكرة؛ حيث تجعل معظم السياح يفتتنون طوال الوقت. قد يكون من الصعب الاعتقاد بأنها وديعة في بيئتها الطبيعية، كما كان ذلك متوقعاً، ولكن هذا يعد صحيحاً.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 552

Latest Images

Trending Articles



Latest Images

<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>