مانيتوبا. مقاطعة بوسط كندا، لديها خط ساحلي على خليج هدسون، عاصمتها وينيبيغ. كانت المنطقة جزءاً من «روبرت لاند» منذ 1670 حتى تم تحويلها إلى كندا من قبل شركة «خليج هدسون» وأصبحت محافظة في عام 1870، يقطنها حاليا أكثر من مليون شخص. تعتبر مانيتوبا التي يغفل عنها الكثيرون، سراً من أسرار كندا، حيث تمتد عبر التندرا القطبية الشمالية والمروج المترامية الأطراف، بجانب عاصمتها الحديثة، وبراريها الشاسعة.
وهناك الساحل الشمالي للقطب الشمالي في تشرشل على خليج هدسون، حيث يمكنك مراقبة الحيتان في الصيف أو الدببة القطبية الجائلة في الخريف، ومن ناحية أخرى، هناك وينيبيغ المدينة العصرية العالمية، حيث تكتظ بالمتاحف المثيرة والمعالم التاريخية.
أما في الوسط، فليس هناك الكثير على الإطلاق خلاف المناظر الطبيعية الهائلة من الأراضي الزراعية الكاسحة، المروج المزهرة وحوالي 100 ألف بحيرة من البحيرات التي تدعم مجموعة من الحياة البرية، بما في ذلك الأيائل والدببة السوداء والذئاب والطيور المهاجرة بأشكالها المختلفة. فمن غير المستغرب أن تكون هذه المقاطعة جنة لعشاق المغامرات الذين يقومون برحلات التجديف في نهر «هايز» التاريخي، أو التخييم في أماكن مثل حديقة بحيرة بينت، ليصلوا منها إلى شلالات كواسيتشيوان.
إذا كانت كل تلك المساحة المفتوحة تخيفك، توجّه إلى المدينة. فعادة ما تكون مانيتوبا إما ساخنة للغاية أو باردة بشدة، ولكن لا تدع الطقس يشعرك بالكسل، تتباهى المدينة أيضاً بأقدم معرض عام في كندا، وكذلك بالمتحف الكندي لحقوق الإنسان، افتتح في عام 2014 والمتحف الوطني الأول بني منذ ما يقرب من 50 عاماً.
هذه المدينة المرتمية في حضن البراري بشدة، تتباهى بتشكيلة ثقافية مثيرة للإعجاب بحق، بما في ذلك مدارس تعليم رقص الباليه، ومسارح الحفلات الموسيقية، ودار للأوبرا، ومن كان يعلم أن أي عملة كندية في محفظتك صكت في وينيبيغ.
تعتبر مانيتوبا مقاطعة مترامية الأطراف نسبياً مقارنة بعدد سكانها، حيث يشتهر ساكنوها بطبائع الكرم والبشاشة وقبولهم للآخر واستقبالهم للأجانب، فوينيبيغ هي مركز مهرجان فلكلوراما الثقافي، حيث يقام احتفال بالمجتمعات العرقية الكندية، فالمانيتوبيون أنفسهم يعتبرون خليطاً مفعماً من أعراق عالمية، يضم الإيسلنديين واليابانيين والطليان.
تدور الثقافة والتاريخ المانيتوبي حول تجارة الفراء بشكل كبير، والعديد من شعب الميتيس المانيتوبيين وشعوب الأمم الأولى عملوا بكد من أجل المحافظة على تقاليدهم المميزة الخاصة بهم وسط تدفق المهاجرين، حيث يظهر تأثير ثقافة المانتوبيين والميتيس في رقصة «ريفر رد جيغ» التقليدية. كما تمكنت العديد من مجتمعات مانيتوبا الصغيرة التي أسسها المهاجرون للحفاظ على ثقافاتها الفريدة التي لا مثيل لها في كندا، من سكان جيملي الإيسلنديين إلى الشتاينباخ الناطقين بالألمانية.
تاريخ مانيتوبا
كانت وينبينغ الحاضرة مركزاً تجارياً مهماً بالنسبة للعديد من المانيتوبيين الأوائل الذين استوطنوا قبل أن يضع الأوروبيون نصب أعينهم عاصمة الإقليم المستقبلية بفترة زمنية طويلة، وقد استغل الأسينيبوان، والسيوكس والأوجيبواي والكري والأنيشيناب البحيرات والأنهار العديدة الموجودة في المنطقة كشبكة مواصلات لنقل محاصيلهم إلى أقصى نهري ميسوري وميسيسيبي. فالسياح يستطيعون معرفة تاريخ السكان الأصليين بمركز أبورجينال الثقافي القابع داخل محطة قطار سي بي التاريخي.
وكان من أوائل الأوروبيين الذين وصلوا إلى مانيتوبا «هنري هدسون»، حيث هبط في أقصى شمال المنطقة قبالة خليج هدسون، وخيّم عند الخليج الذي يحمل اسمه خلال رحلته الاستكشافية للمضيق الشمالي الغربي، ومع ذلك لم يكن قد تم إنشاء شركة «هدسون باي» بعد بشكل رسمي حتى عام 1670، كما أن العديد من المجتمعات المانيتوبية الحديثة قامت في بادئ الأمر كمراكز تجارية صغيرة لتجارة الفراء خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، بما في ذلك وينيبيغ التي سميت بثلاثة أسماء مختلفة قبل تأسيسها رسمياً في عام 1873.
كان أكثر الأوقات المضطربة في تاريخ مانيتوبا تمرد «النهر الأحمر» بين سكان ميتيس في المقاطعة والمستوطنين الناطقين باللغة الإنجليزية والحاكم الذين يعتبرهم الميتيس تهديداً للغتهم وثقافتهم الفرنسية. أعدم زعيم التمرد، لويس ريل لخيانته العظمى بعد انتهاء التمرد في عام 1870، حيث ترك السكان الإنجليز والفرنسيون في جميع أنحاء كندا منقسمين بشدة بعد شنقه.
بعد أن أصبحت مانيتوبا مقاطعة كندية في عام 1870، تتمتع المنطقة بأعلى مستويات الهجرة. جاء معظم المانيتوبيين المهاجرين من بريطانيا والولايات المتحدة ودول أوروبا الشرقية مثل أوكرانيا. على الرغم من أن العديد من هؤلاء المهاجرين استقرّوا في المجتمعات الزراعية الصغيرة، انتقل 50 % من القادمين الجدد من مانيتوبا إلى وينيبيغ، التي أصبحت أكبر وأغنى مدينة في كندا الغربية بين القرنين التاسع عشر والعشرين.
ويوجد في مجتمعاتها الشمالية مثل طومسون الكثير من النمو الاقتصادي بعد اكتشاف النيكل، كما أن تشرشل هو موطن ميناء القطب الشمالي الكندي الوحيد، كما توجد حالياً محطة كهرومائية عملاقة من الحجر الجيري على نهر نيلسون. ويظهر تاريخ المقاطعة بأكبر قدر من التفصيل داخل صالات العرض التسع لمتحف مانيتوبا بشارع روبرت.
يمكن للسياح أن يلقوا نظرة عن كثب على حياة المينونايت القديمة ببلدة شتاينباخ الميوناتية الناطقة بالألمانية.ولأفضل أوقات الزيارة يختلف متوسط درجات الحرارة في مانيتوبا بشكل كبير من حيث الكمية. ونظراً للرطوبة فإن درجات الحرارة تكون باردة بالنسبة لمعظم أوقات السنة مع فرصة ضئيلة جدا لهطول الأمطار أو الثلوج على مدار السنة. الطقس في المنطقة يتميز بالاعتدال إلى حد ما - مقارنة مع الوجهات السياحية في جميع أنحاء العالم. إذا كنت من الباحثين عن أحر وقت لزيارة مانيتوبا هو شهر يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، ثم يونيو/ حزيران. أما أكثر وقت يتميز بالدفء فهو شهر يوليو / تموز، حيث تكون أعلى مستوياته حوالي 24 درجة مئوية، ونادراً ما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون 12.8 درجة مئوية في ساعات الليل.
متنزه وايتشيل الإقليمي
يقع متنزه وايتشيل الإقليمي على بعد بضع ساعات من وينيبيغ ويقدم مجموعة متنوعة من رحلات التجديف بعد الظهر خاصة بمغامرة البرية تمتد لعدة أسابيع. فرحلة ممر مانتاريو مثلا تمتد لأربعة أيام من خلال نظام جميل، يبدأ من البحيرات المتاخمة لحدود مانيتوبا أونتاريو. يعد نهر سيل في الشمال أحد أكثر المسارات تحدياً فيما يتعلق برحلة المسارات في كندا.
متنزه وابوسك الوطني
منطقة قصية ذات أجواء قطبية شمالية باردة للغاية، تعتبر موطناً لأحد أكبر مواقع تواجد الدببة القطبية في العالم، إضافة إلى مئات الآلاف للطيور المائية والساحلية.
مهرجان فلكلوراما
المهرجان الثقافي الكندي الأول في كندا، حيث يقام في وينبيغ أواخر شهر يونيو /حزيران إلى منتصف أغسطس، ينصح السياح بالانضمام للاستمتاع بأروع الحفلات الموسيقية والرقص وتناول الأطعمة الشهية، لا سيما الاطلاع على تاريخ الأعراق الكندية المختلفة التي أتت من أنحاء متفرقة العالم.
مهرجان مانيتوبا الإيسلندي
يقام في جيميلي، وهو أكبر مكان للتجمع خارج آيسلندا، فالمقاطعة لديها روابط تاريخية متينة مع البلاد، إنها تجربة سوريالية لتجريب تناول الطعام الإيسلندي ومشاهدة الناس وهم يرتدون الأزياء الإيسلندية في كندا.
المنطقة الغربية
تتيح للسياح فرصة لمشاهدة الغزلان والثيران الأمريكية البرية وسط الغابات والحدائق الكثيفة، بالإضافة إلى الكثبان الرملية التي يبلغ ارتفاعها 30 متراً التي تستحق الزيارة، أما مايندوسا هو المركز السياحي المزدهر في المنطقة بجانب مناطق التسوق، والشاطئ والمطاعم ومسارات الطبيعة.
مراقبة الحيتان
تتجمع حيتان بيلوجا بالآلاف خلال فصل الصيف عند منبع نهر تشرشل، ويوجد ميناء تشرشل في أقصى الشمال الشرقي بشبه القطب الشمالي، الوصول إليها عن طريق الجو عبر الأراضي المسطحة الشاسعة في خليج هدسون هو أفضل طريقة، حيث تشتهر بمراقبة الطيور والدببة القطبية خلال فصل الخريف.