تلال التاريخ وذكرى الإمبراطوريات القديمة

صباح اليوم الأول

ابدأ رحلتك باكراً بفنجان قهوة في فابريكا داغا وهي محمصة من الجيل الثالث تقدم مزيجاً من القهوة من كل أنحاء العالم، إنها على مقربة من المجمع السكني لسرديكا القديمة، قلب المدينة الرومانية القديمة، كما أن هناك بقايا 8 شوارع للمدينة ملحقة بمحطة مترو سرديكا، بالإضافة إلى أطلال المنازل وحمامات الغسل، مفتوحة للعامة خلال ساعات عمل قطار المترو (من 6 صباحاً إلى 11 مساء).

كان هذا الجزء يمثل قلب الطموحات الاشتراكية النابض لصوفيا، وكذلك حطام مدينتها المطوق على نحو مخيف عبر صروح الواقعية الاشتراكية التي تعود إلى خمسينات القرن الماضي مثل مبنى الاحتفال ومخزن تي اس يو أم، أما مسجد بنيا باشي الذي تم بناؤه أثناء الحقبة العثمانية، تحديداً عام 1576، فيقف شاهداً على التاريخ العثماني في بلغاريا.

متحف صوفيا التاريخي

يقبع في دار الغسل التركية الضخمة والقديمة، وبه معارض تحتوي على الانتيكات ولكنه يزخر أكثر بتاريخ القرن التاسع عشر واستقلال بلغاريا، فاختتم صباحك بالتنزه في النصف الشمالي من مركز المدينة، ماراً بالمسجد، بالإضافة إلى معابد صوفيا العديدة، فهذه الأيام تحول هذا الجزء من المدينة إلى سوق مقايضة للجالية التركية، وكذلك ادلف إلى مطعم إيجة التركي، لتناول وجبة غداء شهية بالكباب ولتستمتع أيضاً بثمار المزيج الثقافي لهذه المدينة.

عند الظهيرة

متحف علم الآثار، جاثم داخل مسجد قديم، ويعكس كنوز إمبراطورية تراقيا التي سبقت عهد الرومان، وقبالة الطريق، يوجد المبنى الرئاسي المقفل في وجه العامة (وهو مبنى آخر للاشتراكية الواقعية) ولكن عليك أن تصل في رأس الساعة لتحضر التفاصيل المتغيرة لحفلة الحراس فيه ولتستمتع بساعات من المرح الجميل، إنه مبنى سوفييتي تم تشييده في القرن الرابع عشر، محشورة بعيداً في بحر القرن العشرين العظيم، ثم خذ قسطاً من الراحة في حدائق المدينة المحاطة بالبقعة الخضراء لمسرح ايفان فازوف الوطني، فلو كنت تريد أن تزور مسرحاً آخر، فستجد معرض فنون مدينة صوفيا في ذات الحديقة التي تقيم المعارض الدورية للفنون المعاصرة.

عند المساء

حسب المزاج، ابدأ بالتنزه من شارع بل فيتوشا، وهو شارع مشاة أنيق يوجد على جانبيه مقاه ومحال جميلة، أما المأكولات المحلية الفاخرة، فجرب مأكولات مطعم ماما بلغاريا الذي يبعد مربعاً واحداً من فيتوشا.

وكذلك حاول العثور على الشوارع الجانبية الحديثة، مثل شارع اوول هريستو بلشف واوول انجل كنشيف، قبل المغيب، ولا تدع أن يفوتك كوكتيل الهواء الطلق بمحال بالفييج أيضاً.

صباح اليوم الثاني

لا تترك الكاميرا خلفك عندما تبدأ نزهتك في اليوم التالي من عند أبرز مبنى في صوفيا: كاتدرائية الكسندر نافيسكي، حيث تلمع القباب الذهبية لهذه الكنيسة الضخمة مع شروق الشمس، فقد استغرق بناؤها ثلاثة عقود، وخصصت من أجل الجنود الروس الذين لقوا حتفهم في تحرير بلغاريا من هيمنة الإمبراطورية العثمانية، أما السرداب فإنه يحمل أكبر مجموعة من الأيقونات الأورثوذكسية لبلغاريا، ويوجد بالقرب منها كنيسة تحمل اسم مدينتها: سيفيتا صوفيا، يعود تاريخها إلى القرن السادس، ولكن الكنز الحقيقي يرقد تحت الأرض: عبارة عن مقبرة كبيرة تضم 50 جبانة وحطام 4 كنائس أخرى.
إنه صباحك بمعرض صوفيا الوطني، فهو أكبر معرض فنون في المدينة، فلا غرو أن تختار التجوال بين آلاف اللوحات وغرف المعرض الثمانيي والعشرين، ولكن أكثرها متعة وإدهاشاً هي اللوحات البلغارية التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، فضلاً عن التحف الفنية الأوروبية التي تعود إلى القرن الثامن عشر والتاسع عشر.
ثم شق طريقك من مركز المدينة لمسافة 8 كيلومترات جنوباً لضواحي بويانا المزدهرة، القابعة أسفل جبل فيتوشا، أما طبيعتها فتلقى بخلفية مثالية على الجمال القيم لكنيسة بويانا المدرجة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.