تتألف جزر ماريانا الشمالية من سلسلة جزر تبلغ 14 جزيرة، تمتد إلى 89 كيلومتراً، فهي عبارة جزر بركانية، حيث تضم مناظر ذات طبيعية متنوعة بما في ذلك الخلجان الجميلة والمنحدرات المذهلة والكهوف والجبال، تملك موقعاً استراتيجياً غرب المحيط الهادئ، من دول الكومنولث، متحدة سياسياً مع الولايات المتحدة وتقع في المسافة ما بين الفلبين وهاواي.
ونسبة لموقعها الاستراتيجي المهم لعبت دوراً بارزاً خلال الحرب العالمية الثانية، حيث لاتزال حطام السفن حول الساحل شاهداً على الصراع حولها من قبل الولايات المتحدة واليابان. ويعتبر الغوص في مياهها العذبة من الأنشطة الشعبية التي تتيح استكشاف الشعب المرجانية الوفيرة وحطام السفن المثيرة للدهشة فوق سطح المحيط.
ومن هنا، من جزيرة تنيان الصغيرة تحديداً، كانت الولايات المتحدة قد أرسلت طائرتها B29 لإلقاء القنبلة النووية على اليابان، الجزيرة لديها متناقضات صارخة، فالعاصمة سايبان هي أكبر الجزر التي تشكل جزر ماريانا الشمالية في غرب المحيط الهادئ جزيرة تجارية بشكل مفرط لعديد من هواة التسوق، وتعج بالحافلات السياحية، ومبان حديثة عسيرة على الوصف، لكنها أيضاً استطاعت أن تتأقلم بشكل سريع مع المشكلات الاقتصادية المستمرة، كما أنها مرتبطة إلى حد كبير باختفاء سوق السياحة اليابانية الذي كان مزدهراً في يوم من الأيام.
وفيما وراء سايبان، فإن ثقافة التشامورو التقليدية لاتزال قائمة، إن لم تكن سليمة تماماً، فهذه الجزر كان يستوطنها المهاجرون القادمون من جنوب شرق آسيا قبل أكثر من 6 آلاف سنة ماضية، مع العلم أن أجداد أهالي الجزر هم من قاموا ببناء أحجار ضخمة (المغليثية)، حيث بقي القليل منها، وأكد علماء الآثار في العام 2013 أن المستوطنين الأوائل لجزر الماريانا قاموا بأطول رحلة عابرة للمحيط من دون توقف في تاريخ البشرية، وتشير الأدلة التي قدمها علماء الآثار أن جزيرة تينان هي أول جزيرة استضافت المستوطنين من بين جزر المحيط الهادئ.
أما ما وراء التاريخ، فهو عجيب وكئيب على حد سواء، فجزر ماريانا الشمالية تتمتع بشواطئ بيضاء، والمياه اللازوردية وأشجار اللهب المذهلة، كما أن رياضة المشي لمسافات طويلة والغطس تعتبر من الأنشطة الترفيهية الرئيسية هنا، وكلاهما مجزٍ للغاية، وكذلك غروب الشمس لا يصدق أيضاً ولا ينبغي تفويته.
أوقات الزيارة
أشهر موسم الجفاف الذي يبدأ من ديسمبر/كانون الأول إلى يونيو/حزيران هي الوقت المثالي للوصول إلى جزر ماريانا الشمالية. ويتعين على الراغبين في تجنب الحشود أن يبتعدوا خلال الأعياد الوطنية اليابانية التي يقام العديد منها خلال هذه الفترة. تبدأ فترة العطلة اليابانية المعروفة باسم الأسبوع الذهبي بين أواخر إبريل/نيسان وأوائل مايو/أيار هي واحدة من أكثر الأسابيع ازدحاماً.
من ناحية أخرى، قد لا يبدو موسم الأمطار في جزر ماريانا الشمالية، هو الوقت المثالي للزيارة، حيث إن الجزر معرضة للأعاصير من يوليو/تموز إلى أكتوبر/تشرين الأول. ومع ذلك، نادراً ما تدوم معظم الأمطار الغزيرة طويلاً. وينصح السياح كذلك بحمل مستلزمات المطر الضرورية، حتى خلال موسم الجفاف، حيث تهطل الأمطار في جميع أوقات السنة.
مناطق الجذب
- العالم المائي: تشتهر جزر ماريانا الشمالية بمياهها الشفافة وحياتها البحرية العامرة، وبهواة الغوص والغطس، فلو كنت ترغب في استكشاف العالم المائي وتظل غير مبتل، ينصح بأخذ قارب ذي قاع زجاجي إلى جزيرة (مايجو فاهانغ) أو (جزيرة الطيور)، وهي جزيرة جميلة عذراء تزخر مياهها بالحياة البحرية.
- محجر روتا لاتيه: يمكن للزوار التنزه في هذه الحديقة الحجرية التي تضم المنحوتات العملاقة من الأحجار، في هذا المحجر أقيمت مستوطنة من قبل شعب (التشامور) لا يعرف عنها الكثير، المحجر يقع بالقرب من (سينابولو)، ويوجد داخل حديقة جميلة، يستحق الزيارة.
- جبل ودينج كيك: يستطيع السياح الاستمتاع بالتنزه في جبل (ودينج كيك) أي (كعكة الزفاف) الرائع، الذي يشبه الكعك ذات الطبقات المتعددة أثناء وجودهم في روتا، يقع الجبل بالقرب من قرية (صونج صونج)، ويطلق عليه رسمياً جبل تينبال. كما يمكن مشاهدة القطع الأثرية الغريبة في متحف كهف روتا الموجود في كهف كبير من الحجر الجيري.
- أنفاق روتا: جزيرة صغيرة ووادعة تضم مناطق جذب طبيعية متنوعة، حيث يستطيع حشود السياح المندفعون خارج قرى (سينابولو) (وصونج صونج)، العثور على مواقع مثل (تاغا كييف)، عبارة عن كهوف ضخمة من الحجر الجيري ذات سلالم تقود إلى الأعلى والأسفل، فهي كهوف ضخمة للغاية حيث كانت تستخدم كمستشفى إبان الحرب.
- دار تاغا: توجد بجزيرة تنيان أيضاً، عبارة عن معبد أو ملتقى لديها ارتباط برئيس (تاغا) الأسطوري، حيث تحتوي على أعمدة عملاقة مبنية من الحجر، منحوتة بطريقة تقليدية، جلبت من المناطق الساحلية القريبة، كذلك يستطيع السياح في الجزيرة الاستمتاع بمخلفات الحرب العالمية الثانية بما في ذلك قطع وشظايا القنبلة النووية.
- رحلة تينان: تعج هذه الجزيرة الجنوبية بالعديد من الكهوف الصغيرة، وعند الشاطئ الشمالي توجد ثقوب جليدية، حيث تدفع القوية بالمياه إلى مسافة تصل 6 أمتار في الهواء، وعلى الرغم من أنها أقل تنمية من الجزر المجاورة لها، فإن السياحة تعتبر مصدر دخلها الرئيسي.
- المناظر الخلابة: بعض المناظر الطبيعية الرائعة عبر المنطقة ستمنحك راحة وهدوء بال كنت تبحث عنهما. ومع ذلك فإن بعض بقع الجمال في هذه الجزر لديها تاريخ مظلم: مثل بونتان سابانيتا (المعروف أيضاً باسم بانزاي كليف) ولادران باناديرو (المعروف أيضاً باسم سوسايد كليف)، حيث قفز منه مئات الجنود والمدنيون اليابانيون إلى حتفهم لتجنب الوقوع في الأسر.
- مهرجان هوت بيبر: يقام في جزيرة تنيان في شهر فبراير/شباط من كل عام احتفاء بيوم عطلة نهاية الأسبوع الخاص بالرئيس، وكذلك يقام مهرجان فلفل (دوني سالي) الصغير الحجم والحارق احتفالاً وتكريماً لعلاقته الأصيلة بالجزيرة، عادة يجد السياح فرصة سانحة لالتهام الكثير من الأطعمة الساخنة بنهم في شواطئها وشوارعها الخلفية الهادئة.
تاريخ الجزر
مستعمرة يابانية سابقة، وأصبحت جزءاً من أمانة إقليم جزر المحيط الهادئ، تدار من قبل الولايات المتحدة تحت التفويض الذي منح من قبل الأمم المتحدة في 1947، وفي إعقاب الاستفتاء في 1975، نالت جزر ماريانا الشمالية الحكم الذاتي داخلياً بمجلسين تشريعيين، وفي 1984 قام الرئيس رونالد ريغان بإعطاء الحقوق السياسية المتاحة إلى سكان الجزر، وفي وقت لا حق بعد عامين، بعد انتهاء تفويض الأمم المتحدة، أكسب الإقليم الولايات المتحدة وضعية الكومنولث، في هذه المرحلة تم منح المواطنين الجنسية الأمريكية.
تقليدياً مثلت السياسة المحلية الاحتكار الثنائي للحزب الجمهوري والديمقراطي، حتى ظهور حزب الميثاق المستقل عن كلا الحزبين الأمريكيين الرئيسيين. وفي الانتخابات الأخيرة التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني 2001، فاز المرشح الجمهوري، جوان باباوتا، بنسبة 43%من الاستطلاع. ومع ذلك، في أحدث استطلاع للرأي لمجلس النواب المحلي، عاد حزب الميثاق كأكبر حزب.
تواجه الجزر مشكلات سياسية واجتماعية بارزة تتصل بشكل واسع إلى النمو السريع للسكان في العقدين الماضيين، ونقص فرص العمل والبنية التحتية على حد سواء.