كانت ميدلين الكولومبية إحدى أخطر مدن العالم في فترة الثمانينات والتسعينات نسبة لحجمها وكانت معدلات الانتحار والاختطاف عالية، فالمدينة كانت تحت سيطرة العصابات المنظمة خلال هذه الفترة، إلا أنها بدأت في التعافي منذ منتصف التسعينات بشكل كبير مما جعلها وجهة سياحية ساحرة. بعيد هذه التطورات ذات الصلة أصبحت ميدلين آمنة أكثر من أي وقت مضى، فالبيزوس سكان هذه المنطقة فخورون بتقدم مدينتهم، ومستعدون للمضي قدماً بكل شجاعة.
تم بناء المدينة الضخمة من شمالها إلى جنوبها في وادي«أبوراء»، حيث تحيط بها مرتفعات جبلية ضخمة من كل جانب، فأثرياؤها يقيمون في حي ببالدو الواقعة فوق التلة المحصنة بشكل جيد، وفي الضواحي التقليدية في أحياء مثل حي إنفيغادو ولوريلي، فهذه المناطق التي يسكنها الأثرياء معزولة وهادئة على خلاف وسط المدينة. كما أن هناك أيضاً أسواقاً وحياة شوارع مفعمة تضفي على المدينة جمالها، فالمدينة موطن لست جامعات تمثل مشهداً لحياة ليلية وثقافية متلألئة، يدرس بها آلاف الطلاب القادمين من جميع أنحاء البلاد.
تعتبر ميدلين أيضاً أكبر مركز صناعي لكولومبيا، وموطن لمصانع تنتج كل شيء ابتداء من الأقمشة والسيارات، تعج التلال الشمالية للمدينة بالعديد من اللاجئين الهاربين من الحرب الدائرة، كما أن قدرتهم على مسايرة الحياة مثيرة للغاية وستصيبك بالذهول.
وبوصفها مدينة جديدة نسبياً، فإن مبانيها تتميز بجاذبية حداثية لا تخطئها العين، تتسق تماماً مع رقي وتطور من يعيشون على أرضها، تتمتع المدينة أيضاً بأول خط مترو تم بناؤه في البلاد، ينصح السياح بزيارة متحف بوتيرو الشهير الذي يستمد اسمه من أشهر الفنانين الحداثيين والذي لا يزال على قيد الحياة، كما تشتهر أيضاً بطقسها الرائع والمثالي، حيث تلقب المدينة بـ«مدينة الربيع الأبدي».
المنطقة العاصمية
تحيط بميدلين 8 بلدات صغيرة، تشكل معاً منطقة المتروبوليتان، مع عدد سكان 3.5 مليون نسمة، وهي بيلو، ايتاجوي، سبانيتا، لا استريلا، كالداس، كوباكابانا، جيراردوتا و باربوسا. لا تتبع بلدة إفينغادو المجاورة إلى هذه المنطقة الإدارية، على الرغم من قربها أكثر من تلك البلدات المذكورة. فميدلين مجموعة من البلدات، سيصعب عليك معرفة الحدود بين بلدياتها، يقع وادي ريونجرو هو الأكبر في الجبال، تضم هذه المنطقة بعض أهم المصانع، والساحات الترفيهية وضواحي المدينة، فضلاً عن مطارها الدولي.
السلالم المتحركة
العابرون من السكان المقيمين يسمح لهم باستخدام السلالم المتحركة مجاناً لتسلق الجبال في طريقهم إلى أماكن إيوائهم، حيث تصل إلى ارتفاع يعادل مبنى مؤلف من 28 طابقاً مجاناً، وتوجد هذه السلالم في غرب المدينة بمنطقة سان شافير، والتي تعد من الأحياء الوعرة، كما أنها ليست في مكان يمكن الوصول إليه من محطة مترو سان شافير التي لا تبعد كثيراً. وهناك نماذج مشابهة للسياح فقط توجد بالقرب من بيلباو بالقرب من بورتغاليتي، في الطريق إلى جسر فيزكايا، و تل مونتجويك في برشلونة.
ركوب الدراجات
تسمح قيادة السيارة برؤية المناظر الطبيعية الخلابة أثناء صعود وهبوط السيارة في المدينة وصولاً إلى الجبال المحيطة التي تقودك إلى وجهتك، حيث يمكن استئجار السيارة في المدينة أو في المطار. وطالما أن التلال الوعرة لميدلين تحرم العديد من السياح قيادة دراجاتهم عبرها، فإن البديل الجذاب هو استئجار اسكوتر أو الدراجات النارية، حيث هناك أماكن لاستئجارها.
لكن ليس من السهل ركوب الدراجات في المدينة لوجود العديد من الأحياء فوق التلال، كما أن مسار ركوبها ضيق في لوريلز واستاديو وهناك القليل من الأماكن لإيقاف الدراجات، كما أن العديد من المواقف الرئيسية تكون مقفلة ليلاً أو عند نهاية عطلة الأسبوع.
أفضل وقت للزيارة
يتميز الطقس في ميدلين بالاعتدال الشديد، بحيث تستحق لقب «مدينة الربيع السرمدي» بمتوسط درجة حرارة يصل إلى 22 درجة مئوية، يتراوح ما بين 15 إلى 30 درجة، أما الرطوبة ففي حدود 50 إلى 70%، ونسبة لقربها إلى الإكوادور فهناك تباين طفيف بين مواسمها، وكذلك نسبة لوقوعها في منطقة مرتفعة وسماء معتدلة ملبدة بالغيوم، فإن أجواءها تظل باردة، مع سطوع أشعة الشمس الحارة بين الفينة والأخرى.
وبما أن ميدلين تقع في بلد استوائي، فإن غياب مكيفات الهواء في مدلين يفاجئ الزوار الأجانب. يتم استخدام تكييف الهواء في مناطق وسط المدينة. يأتي الهواء النقي من الجبال المحيطة بمدلين من جميع الجوانب والتي توفر مناخاً مثالياً على مدار العام. تكون درجة الحرارة عادة في نطاق 10-15 درجة مئوية ليلاً ويعتمد ذلك على هطول الأمطار من عدمه. كذلك غالبية المطاعم هنا في هذه المدينة تقدم خدماتها في الهواء الطلق، بدون جدران، بسبب مناخها المثالي.
أجمل المتاحف
متحف أنتيوكيا
يعكس مجموعة من الأعمال الفنية المعاصرة بما في ذلك العديد من القطع الأثرية والجداريات والمنحوتات للفنان الشهير فرناندو بوتيرو، الذي يمثل أحد أعظم النحاتين في العالم، يضم بلازا بوتيرو عدداً ضخماً من المنحوتات أمام المتحف مباشرة.
متحف جامعة دي انتيوكيا
يضم ست مجموعات فنية، الفنون البصرية، العلوم الطبيعية وتاريخ الجامعة وغرفة جاليلو التفاعلية، والإنسان وعلم الآثار، أكثر ما يجذب السياح هو قسم علم الآثار، حيث يضم العدد الأكبر من القطع الخزفية التي تعود إلى ما قبل تأسيس كولومبيا، وعددها 20 ألف قطعة، يقع المتحف داخل البلوك 15 بالحرم الرئيسي للجامعة.
متحف كازا فرناندو غونزاليز
كان موطناً للكاتب المحلي الذي كان يشتهر بلقب الفيلسوف الغريب، فهذا المتحف يتيح فرصة جيدة لرؤية المساكن التقليدية القديمة ذات الحدائق، ومقتنياته الشخصية وإرثه الخالد.
المعالم الرئيسية
بويبليتو بايس
هو إعادة بناء مشابه لقرية انتيوكيا التقليدية الصغيرة، تقع على رأس جريدة سيرو نتيبارا ولها إطلالة جميلة على المدينة، على بعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام من محطة مترو «اندسترياليز»، ولكن حيث إن السير إلى الأعلى يتطلب المشي لمسافات طويلة صعوداً لبعض الوقت، يجد الزائرون أن ركوب سيارة الأجرة هو الاختيار الأمثل.
لوس ألومبرادوس
هي أنوار أعياد الكريسماس التي تزين ميدلين، حيث تعد من أجمل الوجهات السياحية في أمريكا اللاتينية، وتكون الأنوار مضيئة من بداية شهر ديسمبر حتى منتصف يناير، تتمركز غالبية أجزائها حول ريو ميدلين في بونتي دي غواياكيل ووسط المدينة، وتزدان بالتماثيل الضخمة المصنوعة من الأنوار يمكن رؤيتها في كل أنحاء المدينة.
شارع جونين للمشاة
عبارة عن شارع مرصوف بالحصى في منطقة وسط المدينة يمتد من مبنى كولتير إلى منتزه بوليفار، ويعكس تاريخ المدينة مع صالون شاي أستور وصالون فيرساليس.