فيجي.. سحر الرومانسية وعالم المياه

من منا لم يسمع بمتعة السياحة في فيجي؟!، فحتى اسمها مثير، ويصل إلى مسامعنا بشكل سلس ويصل إلى حنايانا على نحو لطيف، إنها الوجهة الأكثر شعبية وسط عشاق السفر في الوقت الراهن.
يبلغ عدد جزر فيجي نحو 333 جزيرة، تقع جنوب المحيط الهادي، وكلها تستحق الزيارة، ولعشرة أسباب سنجملها هنا:
تتميز هذه الجزر بأجوائها المثيرة وطقسها المتنوع، كما تشتهر أيضاً بأنشطة مألوفة مثيرة للإعجاب، إلى جانب الحشود الكبيرة. فمن الوهلة الأولى يسمع ضيوفها، عبارة «بولا، بولا»، وهي تحية سكان فيجي الرنانة والمفعمة بالحنين، حيث يطاردك صداها طوال فترة وجودك بالجزر.

في حين تقدم جزر المحيط الهادي منتجعات شاطئية مذهلة، فإن الجزر المنتجعية الخاصة ذات الأحجام الصغيرة هي من أشهر الأماكن التي تستهوي عشاق الهدوء، حيث تم تصوير العديد من الأفلام الشهيرة فيها مثل فيلم «كاست أواي»، فبدلاً من بناء منتجعات كبيرة ركز أصحابها على إضفاء مسحة التقاليد الفيجية عليها، بمنتجعاتها الصغيرة التي لا تتسع لأكثر من 30 شخصاً، حيث تقدم أماكن عزلة وخدمات راقية المستوى، فلا غرو من أن هذه المنتجعات الخاصة تجتذب العديد من المشاهير الذين يسعون وراء الاسترخاء والاستجمام.

سحر الرومانسية

تتميز فيجي بأكواخ البنغلو المسقوفة بالقش، تسمي بيور، تزين الشواطئ ومخبأة وسط أغصان الأشجار الاستوائية، تحتوي على غرفة واحدة، وفي بعض الأحيان غرفتين، بنوافذها التي تسمح بدخول النسمات، ومراوحها المعلقة بالسقف، فضلاً عن المستلزمات المدهشة مثل الأسرّة المتدلية، وحمامات الغسل المزودة بالخارج في الهواء الطلق، وحوض الاستحمام، وكل الوجبات والمشروبات الباردة والساخنة.

سل أي شخص زار فيجي عن ماذا وجد في فيجي؟ سيقول لك بكل تأكيد أهلها، فأهل الجزر في كل مكان في العالم طابعهم الود وعنوانهم حسن الضيافة، فوق ذلك، يشتهرون بميولهم إلى خلق الأوقات السعيدة، والكرم، وأداء الشعائر الدينية، وحب الضحك والغناء.
كان سكان فيجي في قديم الزمان من أكلة لحوم البشر حالهم كحال كل سكان الجزر في وسط المحيط الهادي، فكلما ألقوا القبض على عدو من أعدائهم كان ينتهى به الأمر على مائدة الطعام، حيث يمكن شراء الهدايا التذكارية مثل الشوك الخشبية الملتوية التي كانت تستخدم في أكل لحوم البشر والمحاربين القدامى، كما أن الفيجيين الذين ستقابلهم في المنتجعات عندما ستكون مدعواً لزيارة القرية المحلية سيقومون بفعل كل شيء يشعرك بالسعادة، حسن الضيافة، والالتفات إلى جمال جزرهم.

تعتبر مياه بحر المحيط الهادي الكريستالية الصافية لفيجي، من المواقع المثالية على طول الشعب المرجانية المحمية الشهيرة بتكويناتها المرجانية الناعمة و 1000 نوع من الأسماك، تجعل الغوص والغطس من التجارب الكبيرة، كما أن لكل منتجع مشغلاً للغوص في الموقع أو يعمل بشكل وثيق مع المبتدئين الذين يهوون الغوص، أما أصحاب المهارات المتوسطة والخبراء فيستطيعون الاختيار من بين مجموعة من المواقع العديدة، حيث يمكن الوصول إلى العديد منها بكل سهولة من المنتجع، والاستمتاع بالتجارب التي تتراوح من الغوص الانجرافي و الغطس من الأعلى بصحبة الخبراء من الغطاسين، كما في منتجع جان ميشيل كوستو.

ما يراه هواة الغوص والغطس في فيجي خلال رحلتهم تحت الماء غالباً ما ينتهي في قوائم الغداء والعشاء في وقت لاحق من اليوم. فالمأكولات البحرية هي من المأكولات الفيجية الأساسية، مع بعض الأصناف الأكثر شعبية مثل سمك التونة وسمك النهاش و الهامور و البيادق و سرطان البحر. ويستخدم الفيجيون سمك ماهي ماهي المتبلة في حليب جوز الهند والليمون مع البصل والطماطم ليصنعوا طعامهم الوطني المسمى كوكودو.

مع تطور فنون الاسترخاء وعلومه قامت المنتجعات في فيجي بتزويد المنتجعات الصحية بكافة المستلزمات ووسائل الراحة للسياح. تضم المنتجعات الرائدة بالجزر المنتجات الطبيعية المحلية مثل الفواكه الطازجة والزيوت والرمال والملح البحري في قوائم العلاج الخاصة بها. وتحظى جلسات التدليك وعلاجات الجس في الجزر بشعبية كبيرة. تشمل بعض الحمامات الصحية حمام سبا آند سانكتشواري بمنتجع نامالي وحمام المندرة في جزيرة ويستن دينارو المنتجعية وحمام جنغل بمنتجع وحمامات كاميا وحمام تتادرا في منتجع بحيرة ليكوليكو.

ليس من السهل إيجاد ملاعب الجولف الراقية في جنوب المحيط الهادي، ومع ذلك فإن لاعب الجولف فيجاي سينغ، وهو فيجي الأصل، استطاع أن يضع رغبة بلاده في الرياضة على الخارطة، تتمتع فيتي ليفو، وهي أكبر جزر فيجي بثلاثة ملاعب لبطولة الجولف، بما في ذلك ملعب نتادولا لبطولة الجولف ونادي دينارو للجولف، كما أن هناك أيضاً حفنة من الملاعب ذات الـ 9 ثقوب موزعة في أنحاء فيتي ليفو وبعض الجزر القريبة منها

معظم الجزر في فيجي لديها شواطئ رائعة برمالها البيضاء بياض السكر المغسولة بمياه بحيراتها الهادئة التي تطوقها الشعب المرجانية الدفاعية، فواحدة من أكثر هذه الجزر خصوبة هي جزيرة ياساوا، فضلاً عن العديد من المنتجعات الواقعة على خارج الجروف الرملية، حيث يتم منها نقل الأزواج لنزهة لمدة يوم واحد في مركبة مظللة، مكيفة ومليئة بالطعام والشراب ومعدات الغطس للاستمتاع ببعض الوقت في بقعة صغيرة من الرمال وسط جنوب المحيط الهادئ.

كل من شاهد فيلم سفايفور فيجي، يدرك أن فيجي ليست مكاناً للرومانسية والاسترخاء فحسب، بل تزخر بالعديد من الأنشطة المائية والبرية التي تثير حتى أكثر السياح المتشبعين بها، ففي جزيرة فيتي ليفو الرئيسية، يستطيع السياح الانطلاق في رحلات التجديف أو عبور نهر نافوا بالقوارب الشراعية وصولاً إلى نهر سيغاتوكا والاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية المذهلة، أوركوب الدراجات والتنزه وسط الجبال، أو التنقل عبر الحبال المعلقة، وممارسة رياضة القفز بالمظلات، الإبحار، أو إطعام أسماك القرش.
تختلف الأنشطة في الجزر النائية، ولكنها تشمل رحلات التنزه مشياً على الأقدام لمسافات طويلة إلى شلالات المياه في تافيوني والرحلات الطبيعية إلى كادافو.

تعتبر فيجي خليطاً من ثقافتين رئيسيتين: الفيجيين الأصليين الذين يفتخرون بثقافتهم الميلانيزية، والهنود الذين جيء بهم إلى فيجي كسخرة من قبل البريطانيين في أواخر القرن التاسع عشر، حيث يشكلون الآن أكثر من 30% من السكان، ويمثلون جزءاً واضحاً وبراقاً في الفسيفساء الثقافية للجزر.
السياح إلى فيجي، سيلحظون العادات والتقاليد الفيجية بشكل واضح، متمثلة في طريقة الأكل والشرب والملبس المتميز، فضلاً عن الغناء والموسيقى المتناغمة ورقصات الميكي الإيقاعية الشهيرة.

أفضل وقت لزيارة فيجي هو من أواخر أكتوبر/ تشرين الأول إلى أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني. فهذه الفترة تقع خارج إطار العطلات المدرسية، لذا فإن المنتجعات والشواطئ تكون أقل ازدحامًا، والإقامة أرخص، بالإضافة إلى أن الطقس يكون أكثر استقراراً وجفافاً ودفئاً، أما موسم الذروة فيكون بين يوليو/ حزيران، وسبتمبر/ أيلول، فخلال أشهر الصيف، ستجد درجات في الجانب الغربي في جزر مثل نادي، مامانوكاس، ياسواس ثابتة من 30 إلى 36 درجة مئوية كل يوم تقريبًا.
أما في الجانب الشرقي فينخفض ذلك إلى 26-27 درجة مئوية في جزيرة سوفا على سبيل المثال مع ارتفاع الرطوبة والمزيد من المطر. خلال فصل الشتاء بين شهري مايو/ أيار، وسبتمبر/ أيلول تتراوح الحرارة خلال النهار ما بين 24-28 درجة مئوية وتنخفض خلال الليل إلى حوالي 19-22 درجة مئوية. غالبا ما يكون الجانب الغربي أكثر دفئاً خلال فصل الشتاء.