إعداد: قرشي عبدون
تشتهر أليكانتي بشواطئها الرملية الممتدة، ومهرجاناتها الصاخبة، وحياتها الليلية المفعمة بالحيوية؛ حيث تعد إحدى مراكز العطلات الأوروبية والإسبانية الرئيسية. تتمتع هذه المدينة الإسبانية الأصيلة بمناخ البحر الأبيض المتوسط؛ حيث تعد ساحتها الشاسعة، كساحتي، رامبلا دي مينديز نونيز، وأفينيدا ألفونسو ال سابيو من الأماكن المثالية للاسترخاء، بواجهتها البحرية ذات المناظر الخلابة والمملوءة بأماكن شرب القهوة.
يعج مركزها التاريخي بالمتاحف الزاخرة والمباني المقببة والباروكية؛ حيث تقف شاهدة على ماضيها العريق؛ كميناء بحري رئيسي ورفيع، فطابع المدينة إفريقي بامتياز؛ حيث تقوم النساء بملابسهن المصنوعة من القفطان، ويقوم الباعة المتجولون ببيع المنحوتات والمقتنيات المنقوشة على طول الواجهة البحرية.
تقع أليكانتي على ساحل كوستا بلانكا الشهير، ويكون الساحل مزدحماً كل عام خلال موسم الصيف؛ حيث هناك العديد من الأنشطة الترفيهية لكل الناس، ابتداء من التزلج على الماء والسباحة ورحلات الغوص، والغطس والتحليق بالمظلات.
توجد بالقرب من جزيرة تباركا، جزيرة لم تطلها يد الزمن، معظمها محمية برية، فقيادة السيارات غير مسموحة فيها، فيما الحضارة الإنسانية متمثلة فقط في بلدة صغيرة مسورة من أبرز معالمها كنيسة صغيرة.
يستطيع السياح الخروج في رحلة إلى كهوف كانيلوبر تستغرق يوماً واحداً؛ حيث توجد مجموعة من الصواعد والهوابط المثيرة تظهر لتشكل العديد من النماذج. أبرز تلك المعالم التي تميز المدينة؛ هي: قلعة سانتا باربرا، الواقعة أعلى جبل بيناكانتيل؛ حيث تعد واحدة من أضخم القلاع، التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى في إسبانيا؛ حيث توفر إطلالات بانورامية على المدينة وتضفي على الساحل حللاً من الضياء.
تتباهى أليكانتي ببعض أفضل حياة ليلية في المنطقة؛ حيث تعد البارتو والباريو إحدى أكثر البقاع حيوية خلال ساعات المساء، وتعد اسبلاندا الأكثر شهرة خلال موسم الصيف، كما هي الحال بالنسبة للأكشاك الواقعة خلف شاطئي سان جوان وبوستيجويت.
ومن ثم هناك المهرجانات، وأكبرها مهرجان هوجويراس دي سان خوان، الذي يقام كل عام في شهر يونيو/حزيران مع الألعاب النارية، فيما تقدم المواكب الاحتفالية الزاهية عروضها خلال كرنفالات شهري فبراير/شباط ومارس/آذار في شوارع المدينة، أما مهرجان موروس كريستيانوس، الذي يقام خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول، فيقدم عروضاً تشمل الفيلة والإبل.
فالمدينة تعد مكاناً للانزواء ووجهة سياحية في حد ذاتها معاً؛ ولكن مهما كان سبب زيارتك، فستجد مدينة مشعة ونابضة بالحياة وفي كامل زينتها.
تاريخ أليكانتي
كانت أليكانتي ميناء تجارياً حيوياً لإسبانيا لقرون خلت، إلا أنها تحولت إلى بقعة سياحية للعطلات الصيفية؛ حيث انتقل إليها أوائل تجمعات الصيادين من أواسط أوروبا ما بين 5000 قبل الميلاد إلى 3000 قبل الميلاد. بحلول 1000 قبل الميلاد وصل التجار من الإغريقيين والفينيقيين إلى إسبانيا؛ حيث أطلق عليها الإغريق اسم أكرا لوك «القمة البيضاء» أو «التلة الناصعة»، ولكن بحلول القرن الثالث قبل الميلاد، بدأت الجيوش المتسابقة من روما وقرطاج تغزو وتتقاتل؛ بغية الاستيلاء على شبه جزيرة الإيبيرية، فقد تم الاستيلاء على أليكانتي من قبل الرومان في نهاية المطاف؛ حيث ظلت تحت حكمهم لمدة 700 عام.
وفي 1308، ضمت إلى مملكة فالنسيا؛ لتصبح ميناء تجارياً رئيسياً على البحر الأبيض المتوسط. وفي 1691، في ظل حكم تشارلس الثاني، قصف الأسطول الحربي الفرنسي، المدينة لسبعة أيام متتالية، وتبعها حرب الخلافة الإسبانية ما بين 1701 -1714، وقصفت خلالها قلعة أليكانتي من قبل الجنود البريطانيين.
خلال حرب الاستقلال في بواكير القرن التاسع عشر، أصبحت المدينة العاصمة الإقليمية لمملكة فالنسيا، إلا أنه في غضون هذه الفترة من الصراع، رجعت القهقرى، فبنهاية القرن التاسع عشر وحدها طرأ بعض التحسن على أوضاعها الاقتصادية. وبعد اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية في عام 1936، كانت أليكانتي المدينة الأخيرة الموالية للحكومة الجمهورية التي احتلتها قوات فرانكو في 1 إبريل/نيسان 1939.
وبحلول أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، بدأت السياحة في الازدهار؛ حيث إن مناخها وشواطئها عوامل جذب رئيسية، كما استفاد الاقتصاد من بناء فنادق ومطاعم وأماكن الترفيه الجديدة. على الرغم من أن هناك تراجعاً في مجال السياحة في الثمانينات، إلا أنها أصبحت محطة مهمة للرحلات البحرية كميناء تجاري؛ حيث يأتي الآلاف من المسافرين إلى المدينة كل عام. واليوم، تعد أليكانتي وجهة سياحية مهمة وثاني أكبر مدينة في فالنسيا.
كاتدرائية سانت نيكولاس
مبنية على طابع المعمار الإسباني لعصر النهضة؛ حيث تعد من الأبنية المهمة في البلدة القديمة؛ حيث تضم دير مزدان بالأبواب الباروكية، كما تحتفي تصاميمها الداخلية التي تم ترميمها حديثاً بالإرث الفالنسي البديع.
متحف الفن المعاصر
يقع متحف أليكانتي للفن المعاصر وسط المدينة التاريخي، أمام نصب بازيليكا سانتا ماريا التذكاري، تحتل مساحة داخل أقدم مبنى مدني في المدينة، وهو سجن سابق يعود تاريخه إلى عام 1685. يتكون المتحف من ثلاث مجموعات فنية دائمة تضم حوالي 800 قطعة من الفن الحديث.
هل تعلم
- أن آثار المستوطنين الأوائل في أليكانتي وجدت في جبل بيناكانتيل.
- الاسم الروماني لأليكانتي هو ولوسنتوم أو «مدينة النور».
- لاعب التنس الشهير، ديفيد فرير، ولد في يا زبيا، خارج مدينة أليكانتي في عام 1982.
متحف مهرجان فوغريس
يستعرض هذا المتحف تطور أحد أهم المهرجانات في أليكانتي، مهرجان هوجويراس دي سان خوان الذي يقام في شهر يونيو/حزيران من كل عام؛ حيث يمكن للزوار مشاهدة مجموعات الدمى الفالتة من ألسنة اللهب، النيران الوهمية والأزياء النموذجية، فضلاً عن القاعة المزودة بالتكنولوجيا السمعية والبصرية التي تظهر مقاطع من المهرجانات السابقة.
متحف الآثار
يقع داخل مشفى دي سان خوان دي ديوس القديم؛ حيث يضم مجموعة مهمة من القطع الأثرية التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري القديم والعصور الوسطى؛ حيث تقدم تجربة تثقيفية فريدة.
متحف الفنون الجميلة
يقع في منطقة كالي غرافينا بأليكانتي؛ حيث يضم الأشكال الفنية الرئيسية للمنطقة، يعود تاريخها إلى العصور الوسطى وصولاً إلى 1920، وقد وضعت الأعمال الفنية في سياق زمني من خلال استخدام أثاث ومنسوجات الفترات التاريخية.
أفضل وقت
تتمتع أليكانتي بمناخ البحر الأبيض المتوسط، مع صيف حار، وشتاء معتدل؛ حيث يتراوح متوسط درجة الحرارة بين 20 إلى 30 درجة مئوية خلال أغسطس/آب، فيما يصل خلال يناير/كانون الثاني بين 6 إلى 12 درجة مئوية، أما خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول فهما الأكثر رطوبة. تعج المدينة بالسياح من يونيو/حزيران حتى سبتمبر /أيلول؛ حيث تكون الشواطئ مزدحمة للغاية؛ لذلك فإنه من الأفضل زيارتها خلال فصل الربيع.
قلعة سانت باربرا
يعود تاريخها إلى القرن التاسع، وأصلها مغربي؛ حيث تعد من أكثر المعالم جذباً في أليكانتي، تقع فوق جبل بيناكانتيل، في منطقة يبلغ طولها 166 متراً فوق سطح البحر، كما أن القلعة مبنية بمستويات عديدة من التحصينات؛ حيث وجدت في منحدراتها بقايا أثرية من العصر البرونزي والإيبيري والروماني.
مبنى البلدية
مثال جميل للمعمار الباروكي، تم بناؤه في 1760؛ حيث يحيط بها برجان، ومن الأشياء الجاذبة بالداخل «الغرفة الزرقاء» و«غرفة الجلسة العامة» والكنيسة الصغيرة، ويضم مبنى جديداً مجاوراً لمعرض للبقايا الأثرية التي تم اكتشافها بالجوار.