النمسا.. أيقونة التاريخ والجمال النادر

من الشواطئ المُشمسة على البحيرات الرقراقة المياه إلى القمم الجبلية الشديدة الانحدار والمغطاة بالجليد ومن كروم العنب الرومانسية إلى الغابات الكثيفة ومن المراعي الخصبة إلى الأهوار المعزولة، فأقاليم النمسا الفيدرالية توفّر المناظر النادرة الجمال! فالمناظر الطبيعية والبلدات القديمة والمدن هي انعكاسٌ للتاريخ والثقافة التي تطوّرت على مدى قرون.
النمسا معروفة في جميع أنحاء العالم كبلد مرادفٍ للثقافة، وفعلاً، تزدهر الثقافة هنا على نحوٍ مثيرٍ للإعجاب مع قائمةٍ من الفعاليات التي تُقام في المدن والبلدات والقرى في جميع أنحاء البلاد.
ومن أشهر المدن بريجينز، عاصمة فورارلبرج، وتقع على بحيرة كونستانس، ثالث أكبر بحيرة في أوروبا الوسطى، وتقدم برنامجاً ثقافياً كثيفاً ومجموعة واسعة من الأنشطة في الهواء الطلق.
بالنسبة لإنسبروك، فلا يوجد مكان آخر في العالم يقع فيه مركز المدينة التاريخي قريباً من الجبال إلى هذا الحد كما هو الحال في إنسبروك.
كذلك تعرف مدينة سالزبورج بأنها مدينة موزارت وكموقع تصوير فيلم زا سوند أوف ميوزك (صوت الموسيقى). وتشتهر بمركزها التاريخي وساحاتها الواسعة وبنوافيرها، وبجبالها البانورامية الساحرة. المدينة المبالغ في زخرفتها مزيج متناغم ما بين مناظر الأرض الطبيعية والفن المعماري، وما بين واجهاتها التقليدية والعصرية. إنها ذات جمال وتميز.
ولصناع السياحة الصيفية تتموضع كلاجنفورت في موقع مثالي عند بحيرة فورثيرسي المشمسة. وهي مدينة ممتعة لقضاء الأوقات على مدار السنة.
وتعتبر مدينة لينز القلب النابض لجميع أنواع الموسيقى والفنون والتي يتم تمويلها من المدينة ذاتها وكذلك من قبل مقاطعة النمسا العليا بشكل جيد.

تزخر النمسا بالمدن الجذابة التي تشتهر بشوارع التسوق، والمراكز التجارية المتفردة، والأماكن الرومانسية الساحرة والفنادق الفاخرة، ليجد أصحاب الذوق الرفيع والباحثين عن الفخامة والرقي كل ما يبحثون عنه. تجمع النمسا العراقة مع الحداثة، والتقاليد مع المعاصرة، والمحلي مع العالمي، كما يحيط بالزائرين الفن والإبداع والإلهام أينما ذهبوا.
وتمثل البلدة القديمة في فيينا، نقطة الجذب لرواد المتاجر، كما كان الحال في العهد الإمبراطوري، عندما كان الباعة الجوالون يتدفقون إلى البلاط الإمبراطوري والمقاطعة الأولى، محملين ببضائع تشمل المنسوجات الراقية، والمجوهرات الفاخرة، في الوقت الذي يسعون فيه للحصول على موقع بالقرب من قصر هوفبورج، مقر إقامة الإمبراطور. واليوم، أصبحت المنطقة المحيطة بالقصر مكاناً مخصصاً للمشاة، تربط بين شوارع كيرنتنر، وجرابن، وكولماركت، المخصصة للتسوق، والمعروفة محلياً بالمنعطف الذهبي (جولدن يو)، حيث يغص هذا الجزء الحيوي من المدينة بأرقى العلامات التجارية.
وتقع أكثر متاجر فيينا أناقة وترفاً في مركز البلدة القديمة، فهناك اعتاد الأرستقراطيون على أن يعيشوا في قصورهم ويقوموا بالتسوق وشراء الأزياء والمجوهرات، وكذلك السلع اليومية في المتاجر الواقعة في الشوارع الضيقة، المرصوفة بالحجارة التي تحيط بهذه القصور.
استمر ذلك لغاية 100 عام مضت، وفي الوقت الحاضر، لا تزال المتاجر الأنيقة موجودة هناك، وبالكاد قد تغير البعض منها على مر القرون، كذلك لا تزال القصور موجودة هناك. ويضم البعض منها الآن فنادق فاخرة أو مكاتب حكومية، وقد تحول البعض الآخر إلى بيوت لعلامات الموضة المترفة، من جميع أنحاء العالم. فما زال الذوق الأرستقراطي يعبق في أنحاء المكان.

لا تمثل النمسا مشاهد الألب الساحرة والقرى البديعة المنتشرة على أطراف التلال وحسب، بل إنها تتسع لأكثر من ذلك بكثير؛ إذ تمتلك النمسا التي تمتد على طول 700 كيلومتر من حدودها مع سويسرا، على شواطئ بحيرة بودينزي في الغرب، إلى حافة السهول المجرية المنبسطة في الشرق، هضاباً عشبية، وودياناً واسعة، وأنهاراً عريضة، ومزارع خصبة، ومدناً ساحرة، ومباني الباروك الرائعة، وبعضاً من أجمل مناظر جبال الألب في أوروبا.
وفي حين أن مناظر جبال الألب الساحرة، وما توفره من منتجعات فخمة وفرص التمتع بالأنشطة الخارجية، مثل التزلج والتزحلق على الثلج، إلى النزهات سيراً على الأقدام وتسلق القمم، تبقى هي الأكثر استقطاباً للزوار، فإن مدن النمسا توفر كذلك الكثير لعشاق الاستكشاف.
ويمكنك الانطلاق بالسيارة عبر النمسا على طول نهر الدانوب التاريخي، عبر كروم العنب، والقرى الشاعرية في وادي فاخاو، ومشاهدة مدينة سالزبورج القديمة، وسهول الألب الخصبة والمناطق الريفية ببحيراتها الساحرة في سالزكامرجوت، ويمكنك أيضاً قضاء بضعة أيام في أحضان الطبيعة الخلابة في تيرول، وجبال الألب، إضافة إلى زيارة بعض من أبرز المعالم في جنوبي ألمانيا، بما فيها نويشفانشتاين التي تعتبر قلعة الحكايات الخيالية.

يمكنك استكشاف فيينا الرائعة، وزيارة كاتدرائية سانت ستيفن، وشارع كيرنتينر، الذي يعتبر أشهر شوارع التسوق في فيينا، ويمكنك زيارة قصر هوفبورج، شونبرون، أو قصر بيلفيدير.
الإقامة الفاخرة في فيينا تعني دائماً تقريباً الإقامة في قلب المدينة؛ إذ يُعدّ شارع رينجشتراسه، تحفة فيينا، موطناً للكثير من الفنادق الراقية في المدينة، التي تضمّ الفنادق التقليدية مثل إيمبريال، ذا بريستول، بالية كوبورج ريزيدنس وزاخا، مع الإضافات التي تمت مؤخراً مثل لو ميريديان، ذا رينج، وسوفيتيل فيينا ستيفانسدوم، على الجانب الآخر من قناة الدانوب. وتشمل التطورات الأخيرة في رينجشتراسه (الشارع الدائري) قصر هانسن كمبينسكي فيينا في شوتينرينج وريتز كارلتون فيينا في شوبيرترينج (حيث انتقل كلاهما إلى مساكن القصر السابق التي جُددت بشكل جميل). ويقدم كل من هذه الفنادق مجموعة كاملة من الخدمات الهادفة لتحقيق إلى أرقى الخدمات في السوق.
التسوق في المتاجر الرائدة للماركات العالمية الفاخرة أو لدى المموّن السابق للديوان الإمبراطوري. وتمتع بالرؤى الحصرية في المتاحف أو فن الشراء في المزادات في قصر. توفّر فيينا العديد من الإمكانات للضيوف المدللين برفاهية.
افتتحت جميع الماركات الفاخرة الأكثر رواجاً في العالم متاجر لها في العاصمة النمساوية. وتتركز أرقى الماركات العالمية في شوارع التسوق الحصري للمنطقة الأولى التاريخية - كولماركت، جرابن، وتوخلاوبن. ويعد الحي الذهبي (جولدينيس) إضافة مرحباً بها إلى منطقة التسوق الفاخرة التسوق المزدهرة في فيينا. وقد خصصت الشوارع المحيطة بأهم المواقع الفاخرة في فيينا للمشاة.

لا تقتصر جاذبية النمسا بالنسبة لأصحاب الأذواق الرفيعة والباحثين عن الترف، على جولات التسوق، بل تمتد إلى سحر الطبيعة والمعمار، وأجواء الحب المتناثرة في الأرجاء، حيث تعتبر النمسا وجهة للرومانسية ولقضاء شهر العسل، ومكاناً ساحراً لالتقاط الصور التذكارية.
عند زيارة حدائق «ميرابل» الشهيرة، تجد نفسك أمام تحفة فنية حقيقية في عالم البستنة من العهد الباروكي. فقد صُمّمت الحدائق في عام 1690، وفقاً لخطط يوهان برنارد فيشر فون إيرلاك، ثم أعيد تنظيمها بشكل كلي عام 1730. وتم بناء نافورة بيجازوس عام 1913. وقام أوتافيو موستو، بنحت مجموعة التماثيل الأربعة المتربعة على جنبات النافورة، لترمز لعناصر النار والهواء والأرض والماء. وتشهد هذه الحدائق تدفقاً لافتاً من قبل العاشقين والمتزوجين حديثاً، لما تمتلكه من طبيعة ساحرة وأجواء مثلى ولحظات جميلة، لا تلبث أن تلتصق بالذاكرة، توثقها صور لا تكاد تفارق أصحابها طوال العمر. ويعد قصر ميرابل أيضاً، بمثابة وجهة مفضلة لتنظيم حفلات الزفاف من كل أنحاء العالم. وفي الجزء الرئيسي من الحدائق يقع مسرح هيدج؛ أحد أقدم المسارح المحاطة بالشجيرات إلى الشمال من منطقة جبال الألب.