اسمها باللغة العربية فتان ولكن الكثير من الناس لا يعرفون ذلك عن هذا الأرخبيل الواقع بين مدغشقر وموزمبيق.
كانت جزر القمر محطة تجارية مهمة بالنسبة للتجار العرب والفرس والأفارقة والأوروبيين منذ القرن الخامس عشر فصاعداً، وكانت فرنسا أيضاً قد ضمت إليها ثلاث جزر في القرن التاسع عشر: غراندي قمر وموهيلي وأنجوان، ولكن في عام 1975 نالت استقلالها، أما مايوتي الجزيرة الرابعة فظلت تحت النفوذ الفرنسي.
تتميز جزر القمر كمثيلاتها من الجزر، موريشيوس، وسيشيل بسحرها الاستوائي، حيث تتراوح درجات حرارتها الهانئة ما بين 20 و30 درجة مئوية على مدار السنة، ونسماتها تجعل أغصان نخلاتها تتمايل مع مناظر مياهها الفيروزية، تنتهي أوجه الشبه بينها عند هذا الحد، حيث إن موريشيوس وسيشيل استطاعتا تنظيم قطاع السياحة بدرجة عالية خلال الثلاثة عقود الماضية، بينما أبقت جزر القمر أبوابها مواربة في وجه الحشود من السياح، فلا يزورها الا ثلاثة آلاف سائح سنوياً، جلهم من طلاب المغامرات الذين يسعون لزيارة أي بلد في العالم، وذاك هو مصدر جاذبيتها.
جزيرة غراندي
تعال إلى موروني عاصمة غراندي قمر وهي الجزيرة الأكثر تنوعاً وصديقة للسياح والمغامرين من بين الجزر القمرية، إنها لا تبدو كعاصمة في ذاتها، ولكنها مفعمة بالحياة برغم حركتها البطيئة، العديد من الناس يعتبرونها مدينة ذكريات في إفريقيا والشرق الأوسط برغم أنها غير مرتبة إلى حد ما: كالزخارف التي على أبوابها، وأزقتها الصغيرة الملتوية، وقمم منارات مساجدها الهاربة نحو السماء. ميناؤها يمتلئ ويفرغ بعامل المد والجزر. وأجواؤها معطرة بأشجار الفرانجيباني والجهنمية.
أما بركان كرثالا فيهيمن على مشهد النصف الجنوبي من غراندي قمر، وهو أحد انشط البراكين في العالم، حيث يبلغ قمته 2360 متراً، يبدو أنه يختفي وسط السحائب والأجواء الاستوائية، فالوصول إليه يستغرق رحلة يومين تمر عبر أشجار غابية كثيفة مع التخييم ليلاً فوق المنحدرات قبل الوصول إلى المناظر الطبيعية الخلابة ذات الألوان الفضية لفوهة البركان.
إن تأثير البركان في بقية أنحاء الجزيرة يظهر بشكل واضح، فلما تنطلق في الطريق الجبلي من موروني في اتجاه الساحل الشرقي ستصل إلى نقطة المراقبة الذي منها يمكنك مشاهدة مسارين ضخمين للصخور البركانية ينعطفان نحو المنحدرات، وبقايا تدفقات الحمم البركانية الماضية، مع صخوره السوداء التي تجعل من شاطئه الفتان مميزاً وبتبايناته الجميلة لرماله البيضاء التي تسبب الطشاش، وبصخوره السوداء ومياهه الفيروزية.
الشواطئ الوادعة
وكلما تنهب السيارة الأرض شمالاً، كلما زاد الطريق سوءاً، ولكن سرعان ما تتكشف المزيد من الشواطئ الوادعة بمناظرها الطبيعية الخلابة، وأشجار نخيلها الاستوائية وسماواتها ذات الأمزجة المتقلبة، فأكثر المشاهد إثارة يوجد عند الحافة الشمالية للجزيرة قبل أن ينعطف الطريق غرباً، أما دز دو دراغون عبارة عن سلسلة من التشكلات الصخرية تقف كالطود الشامخ عند منحنى شبه الجزيرة إنها جميلة على نحو خارق للطبيعة بنتوءاتها الخيالية كتلك التي على ظهر ديناصور - عجباً.
ولكن أفضل مناظرها تلك التي توجد عند الخليج بالقرب من ايلي أيوكس تورتيوز، فليس هناك منظر يضاهي مناظر دوز دو دراغون التي يمكن الوصول إليها سهلاً عبر طريق المشاة.
ولو أردت أن تسبح فهناك الشواطئ المغرية التي بها أماكن الاستراحة حول ترو دو بروفيت ( غار النبي)، إذ إن لديهم أسطورة تقول إن النبي محمد ، صلى الله عليه وسلم، اختبأ من القراصنة الغزاة خلف الصخور الشاهقة عند الخليج، فوسط أنوارها الرائعة ومياهها الشفافة يمكنك الاستجمام عندها كل ساعات الظهيرة.
من عند هذه النقطة تستغرق العودة إلى موروني ساعة ونصف الساعة، أما للسياح ذوي الميزانية المحدودة بإمكانهم الذهاب إلى فندق جاردين دي لا بايكس بمركز المدينة حيث يتراوح سعر غرفة نوم نظيفة لشخصين مما يعادل 30 إلى 50 يورو، كما يوجد بها أفضل المطاعم في المدينة، فأولئك الذين لديهم فائض من المال يمكنهم الذهاب إلى فندق ريتاج موروني، حيث يبلغ سعر الغرفة بما يعادل 70 يورو، وهو فندق جميل مبني فوق أرض قابلة للمزيد من الإنشاءات أو اذهب إلى فندق شاطئ إستاندرا حيث يبلغ سعر الغرفة بما يعادل 140 يورو، وهو أجمل فندق في جزر القمر على الإطلاق.
جزيرة موهيلي
تتسم غراندي قمر بالجماليات المعدنية، أما موهيلي فتميزها بالبحر، إذ إنها أقل الجزر القمرية كثافة بالسكان، بمنحدراتها الغابية ومنتجع الحياة البحرية الفسيحة التي تتاخم ساحلها الجنوبي.
وفوق بكورتها الشديدة، فإن موهيلي موطن رئيسي لتعشيش السلاحف مما يعني أن رؤية السلاحف مضمونة للسياح - سواء أكانت في حالة تعشيش أو تبييض أو في أثناء سباحتها، حيث جعلت قرية إتساميا من الحواف الجنوبية الشرقية لها سبباً لوجود السلاحف، فالقرويون كانوا يأكلون لحم السلاحف هنا، ولكن الآن أصبحوا يشاركون في المراقبة العلمية ويقومون بحماية السلاحف على نحو فعال لتشجيع السياحة البيئية.
يتم إيواء السياح في بيوت البنغلو - الإيواء ليس أمراً مهماً لأنك سوف تقضي الليل كله في مراقبة السلاحف، وسوف يكسبك الجلوس عند الشاطئ فرصة رؤية سماوات جزر القمر الرائعة مساءً - إنها صفية كأي صحراء.
وبعد أن تمضي أمسية ساهرة، ستحتاج إلى أن تضع أمتعتك أرضاً لعدة أيام، فليس هناك فندق أجمل من فندق لاكا لودج، حيث يبلغ سعر الغرفة ما يعادل 50 يورو لليوم مع كل الوجبات، ولكونها قابعة داخل خليج صغير بالقرب من قرية نيوماشوجو فإن فندق لاكا لودج يتيح لك كل ما تحتاج إليه في رحلتك السياحية: بيوت البنغلو الوثيرة، كرم الضيافة، والشواطئ الوديعة، ومعينات الغوص والرحلات البحرية القصيرة إلى الجزر العديدة للمنتجع الوطني.
جزيرة أنجوان
يميزها شكلها الثلاثي الأضلاع، وأكثر الجزر القمرية كثافة بالسكان، إنها الجزيرة الوحيدة مثل موهيلي التي يمكنك فيها مشاهدة خفافيش فاكهة ليفينغستون، فهذه المخلوقات الضخمة تصل باع أجنحتها 1.5 متر، حيث تعيش في مستوطنات صغيرة فوق قمم التلال، تستطيع منظمة دهاري غير الحكومية أن تنظم رحلات تسمح لك برؤية هذه المستوطنات وبعض مواقع التنوع البيولوجي في الجزيرة بما يعادل 50 يورو.
وإذا كنت ترغب في الاسترخاء، فإن شواطئ مويا جنوب الجزيرة فهي أجمل شاطئ يمكن الوصول إليه.
التنقل في أنجوان
إن التنقل في أنجوان جزء لا يتجزأ من التنقل في كل جزر القمر، لأن خدمات الإبحار بالزوارق محدودة، فأفضل خيار لك هو السفر جواً، فلطالما أنك في جزر القمر، فإن الرحلات الجوية مواعيدها غير منتظمة وسليمة، وكذلك إجراءات السلامة للأسف، هناك اثنان من الخطوط الجوية هما إيه بي للملاحة الجوية، وخطوط طيران انتر اليز.
لو كنت مسافراً ضمن مجموعة، فيتعين عليك التفكير في استئجار قارب خاص، فبلو سفاري قمرز تمتلك يختاً جميلاً يبحر لمسافة 12 ميلاً بحرياً، يسع من 4 إلى 6 أشخاص بارتياح في أيام الرحلات البحرية المزدحمة.
وتصل الخطوط الكينية والتنزانية ومدغشقر للطيران إلى مطار الأمير سيد إبراهيم بغراندي قمر، حيث يوجد تأشيرات دخول لمدة 45 يوماً عند الوصول مقابل ما يعادل 30 يورو.
Clik here to view.