سيينا الإيطالية.. ورقة الإغراء الرابحة لإقليم توسكانا

تاريخ سيينا:

تعد سيينا مركزاً تجاريًا ومصرفيًا حيويًا، فقد كانت سيينا قوة إقليمية حتى خطفت منها فلورنسا المزعجة التاج، فالأسطورة تقول إن سيينا أسست من قبل سينيس وهو ابن ريموس، يمكن للزائر أن يشاهد تمثال أنثى الذئب وهي ترضع تمثال التوأمين الأسطوريين في كل أنحاء المدينة.
الحقيقة أن سيينا بدأت فيها الحياة كمستعمرة اتروسكانية، لتصبح فيما بعد مستوطنة رومانية تسمى سيينا جوليا. فملوك لومبارك هم من أقاموها بالفعل، وبحلول القرن الثاني عشر كانت سيينا مزدهرة كمجتمع مستقل وقد شهدت تطورا وصارت غنية، حيث كانت محطة مهمة على مسار «فيا فرانتشيجينا»، وهو مسار الحجيج من فرنسا إلى روما. وقاد تدفق المسافرين والتجار إلى تأسيس الفنادق والمحال التجارية، بالإضافة إلى جامعة والخدمات المصرفية، تغلبت سيينا على الجيش الفلورنسي في معركة مونتابيرتي في 1260، حيث كانت على خلاف مع منافستها الشرسة فلورنسا باستمرار.
وقد خسر الغيبلينيون السلطة بعد فترة وجيزة، وتسبب تفشي طاعون الموت الأسود التي بدأت في عام 1348 في مقتل ثلثي سكان المدينة. وبرغم هذه النكبات، استمرت سيينا في بناء ساحات وكنائس وأبراج راقية، وفي عام 1472، تم إنشاء بنك مونتي دي باشي. وفي عام 1487، خطف باندولفو بيتروتشي السلطة، ليحكم هو وأحفاده المدينة بقبضة حديدية حتى استسلمت سيينا لإسبانيا في 1555 بعد معركة طويلة.
إلى سيينا سيغرين، سلم فيليب الثاني من إسبانيا المدينة إلى غريمه التقليدي فلورنسا بعد ذلك بعامين. في عام 1861، تم دمج سيينا في مملكة إيطاليا المشكلة حديثًا. اليوم، المدينة هي مدينة سوق مزدهرة ومغناطيس سياحي، وذلك بفضل الهندسة المعمارية الجميلة في العصور الوسطى والكنوز الفنية غير العادية.
ونسبة لكدرها، قام فيليب الثاني، حاكم إسبانيا، بتسليم المدينة بعد عدة سنوات لاحقا إلى منافستها اللدودة فلورنسا، وفي 1861 تم دمج سيينا إلى المملكة الإيطالية التي تشكلت حديثا، اليوم أصبحت المدينة سوقا مزدهرة، ووجهة سياحية جاذبة، وذلك بفضل مبانيها المعمارية التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، وكنوز فنونها المنقطعة النظير.

هل تعلم

أن سباق باليو للحصين يقام في سيينا منذ أواسط القرن السابع عشر.
أن بنك مونتي دي باتشي أقدم بنك ما زال على قيد الحياة في العالم.
أن المركز التاريخي لسيينا أدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في 1995.

أبرز مناطق الجذب بيازا ديل كامبو:

من أقدم الساحات التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى في العالم، فهذه الساحة الشبيهة بالصدف والفريدة كانت مركزاً لسيينا منذ عام 1300، حيث تتيح رؤية المناظر الخلابة من المقهى على الجانب الملتوي، يقوم سكان سيينا بإطلاق مهرجان باليو لسباق الحصين الذي يعود إلى القرون الوسطى ابتداء من 2 يوليو إلى 16 أغسطس.

كاتدرائية سيينا:

هذه الواجهة القوطية عبارة عن شغب من الرخام الأخضر والبنفسجي والأبيض، شكلها أشبه بكعكة ثلجية مجيدة، أما جدرانها الداخلية المزينة باللونين الأبيض والأسود فتصل حتى الدوائر الزرقاء المليئة بالنجوم.

توري ديل مانغيا (سيتي تاور)

بمحاذاة قصر بالازو بابليكو، ينصح السياح برؤية هذا البرج النحيل الذي يعود تاريخه إلى القرون الوسطى من على ارتفاع للاستمتاع بتناغمه وكماله اللوني. تسلق أعلى برج وصولا إلى ارتفاع 87 متراً لمشاهدة المناظر الرائعة من الساحة الوردية وأسطح المنازل ذات اللون الخمري.

مبنى البلدية ومتحف المدينة:

كان مقرا لحكومة المدينة منذ عام 1310. هذه التحفة الفنية القوطية فنون تعكس فنونا من العصور الوسطى مع رسالة أخلاقية لجميع الفنانين. كتاب لورنزتي للحكم الرشيد والحكم العضود، الذي رسم في عام 1338 على جدرانه يعتبر أحد أشهر الكتب رمزية في العالم.

مكتبة بابال:

تم بناء هذه المكتبة الشبيهة بالجوهرة في عام 1495 على يد البابا بيوس الثالث، لتكريم عمه البابا بيوس الثاني، ومجموعة كتبه الإنسانية، رسمت من قبل الفنان بينتوريكيو في عام 1509، تعرض القباب المزخرفة مشاهد من حياة البابا.

متحف الكاتدرائية:

يحتفي متحف الكاتدرائية بفنون سيينا ويفتخر بإطلالات خلابة من الحواجز. يعد منبر نيكولا بيسانو النفيس المصنوع من الرخام الذي يرجع تاريخها إلى العام 1226 تحفة فنية قوطية، وكذلك تماثيله الأصلية لواجهة الكاتدرائية. ينصح السياح بتسلق أسواره للاستمتاع بالمشاهد البانورامية المبهرة حيث يلخص منظر غروب الشمس سيينا: تحفة القرميد الأحمر التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى.

أفضل وقت للزيارة:

تتراوح درجات الحرارة في سيينا خلال موسم الصيف ما بين 25 إلى 35 درجة مئوية، يشهد شهرا يوليو وأغسطس، الأحداث الرئيسية مثل سباق الخيل في باليو ومهرجان الجاز الدولي.
أما في فصل الخريف فتكون درجات حرارة ممتعة، فيما تكون المدينة مليئة بالأحداث والمهرجانات الفنية. ولكن إذا كنت في المدينة في شهر أكتوبر، فهناك أمطار خفيفة.
وأما الشتاء فتكون البرودة شديدة وتنخفض درجات الحرارة إلى أرقام أحادية الرقم. فيما يعد الربيع وقتا ممتعا للزيارة لما تبدأ أزهار المدينة في التفتح وتنطلق العديد من مهرجانات الشوارع.