عُرفت مسقط منذ أوائل القرن الأول، كمنفذ تجاري مهم بين الغرب والشرق، ذات تأثير في شرق إفريقيا وزنجبار. ساهمت مكانة مسقط كميناء في خليج عُمان، في جذب التجار، ولكن النهضة الكبرى جاءت في النصف الثاني من القرن الماضي، فتتورط المدينة سريعاً وأصبح لديها بنية تحتية مضافة إلى نمو اقتصاد معتبر، كل ذلك جعل منها مدينة نابضة بالحياة تستقطب السياح من حول العالم.
تأسست مسقط قبل 900 عام، وسميت «مسكد»، وهي اليوم واحة من الخضرة والنظافة والنظام، تتميز بشبكة طرقها الحديثة وخدماتها المتطورة المنظمة، وهي من أنظف العواصم العربية، وفيها مساحات واسعة كمصايف ومناطق للاستجمام.
تهيمن جبال الحجار الصخرية الغربية على صورة مدينة مسقط، التي تطلّ على بحر العرب على طول خليج عُمان والقريبة من مضيق هرمز. أما انخفاض المباني البيضاء فصفة تميز المشهد الحضري لمسقط، في حين تشكل منطقة ميناء مطرح مع الكورنيش والميناء محيطها الشمالي الشرقي.
مدينة مسقط «العامرة»، عاصمة السلطنة ومقر الحكم ومركز الجهاز الإداري للدولة، تعتبر مسقط أكثر مناطق السلطنة كثافة بالسكان. تاريخية بامتياز فيها عبق المحطة التجارية منذ بداية العصور الإسلامية.
وينصح السياح بمشاهدة التمازج الرائع بين التراث الحضاري القديم والطابع العصري الحديث المعاصر في مسقط ومحيطها، ففيها المنازل والبوابات والأسواق القديمة التي تفوح بالعبق التاريخي الأصيل والدكاكين الصغيرة والطرق الضيقة الملتوية بجانب المنازل العصرية البيضاء والأسواق الحديثة والمحلات والشوارع الواسعة ذات التخطيط العمراني الحديث مما يحفظ لعُمان شخصيتها التاريخية والحضارية ويضفي عليها في روح العصر والحداثة.
في مسقط، قلعتان تاريخيتان الجلالي والميراني، وقد كانتا أهم ما تركه البرتغاليون في عُمان. وقلعة الجلالي أو الكوت الشرقي أو قلعة الشرقية هي قلعة أثرية تقع على صخور مطلّة على خليج عُمان شمال شرق مسقط، بُنيت من قبل البرتغاليين عام 1588، لتحل محل بناء قديم يعتقد بأنه كان مرصداً في شكل أبراج أقامها أهل مسقط استخدمت كسجن وكموقع دفاعي يتم من خلالها مراقبة المدينة من مختلف الجهات. ويعود سبب تسميتها إلى سبب تسمية قلعة الميراني حيث كانت تعرف أيضاً باسم الكوت الشرقي، أو سان خاو.
أسوار الحصن
كانت أسوار مدينة مسقط في جميع العصور السابقة، تعتبر الخط الدفاعي الأول لتحصين وحماية المدينة من المهاجمين والأعداء، نظراً لأن المدينة تحيطها الصخور الطبيعية التي تقوم مقام الأسوار الطبيعية، فقد أطلق العُمانيون على هذا السور منذ القدم اسم (الحصن) وهو اسم على مسمى، فضلاً عن وجود أسوار أخرى تحيط بالمدينة من الجانبين الغربي والجنوبي، وهي التي بنيت في عام 1625 وأقيمت عليها العديد من الأبراج الدائرية. أما الجانب الشمالي والشرقي فيحميها خليج مسقط والجبال الشرقية من جانب.
المداخل والأبواب
تضم أسوار مسقط ثلاثة مداخل أو أبواب رئيسية هي: باب المثاعيب والباب الكبير والباب الصغير. ويقع الأول في الركن الغربي، أسفل قلعة الميراني، والثاني عند نهاية الضلع الغربي للأسوار، وهو بمثابة المدخل الذي يؤدي إلى معظم الطرق المؤدية إلى كل ضواحي مسقط ومدينة مطرح كذلك. ويقع الباب الثالث الصغير منتصف الضلع الجنوبي، ويعتبر أيضاً مدخلاً رئيسياً مثل السابق كما ذكر.
البيوت الأثرية
يوجد في مسقط خمسة بيوت أثرية هي: جريزتا نادر وعباس بن فيصل وتعد قرى الجصة والخيران والسيفة من المواقع السياحية الشاطئية بمياهها الزرقاء الصافية وطبيعتها الخلابة، حيث تتعانق الأمواج والصخور مع بعضها البعض في جمال ساحر خلاب.
أما بلدة السيفة، فتعتبر من المزارات السياحية الشهيرة، يوجد فيها حصن السيفة المطل على البحر من جانب، وعلى الوادي من الجانب الآخر.
مناطق الجذب
من المناطق الجاذبة للسياح في مسقط، شارع السلطان قابوس الرئيسي ويمتد من المطار الدولي في الغرب إلى الوطية في الشرق، حين يصبح شارع النهضة. ويوجد في شمال غرب المدينة وفيه ميناء قابوس والكورنيش. وتشمل المناطق الساحلية الأخرى في مسقط: دارسيت، وميناء الفحل، ورأس الحمر، ومرتفعات القرم، والخوير، وآل السيب. وتشمل المناطق السكنية والتجارية في المناطق الداخلية الحمرية والوادي الكبير والروي والوتايه ومدينة قابوس والعذيبة والغبرة.
جبال مسقط خالية من النباتات ولكنها غنية بالحديد، وفي البحر الشعب المرجانية شائعة كما في كل ساحل عُمان والمرجان وتتركز في خلجان جسة والخيرانز.
وتتميز مسقط بمناخ حار وجاف في معظم أيام السنة، حيث تطول أيام فصل الصيف وتقل بذلك أيام الشتاء الدافئ بدوره نسبياً.
عرض «الإمارات للعطلات» إلى مسقط
طرحت «الإمارات للعطلات» عرضاً للسفر والإقامة في مسقط ابتداء من 3731 درهماً للشخص الواحد، على أساس الإقامة في غرفة لشخصين.
ويغطي السعر تذكرة السفر في الدرجة السياحية مع طيران الإمارات، والإقامة 3 ليالٍ في فندق كيمبنسكي (5 نجوم)، بما في ذلك وجبة الإفطار والمواصلات من وإلى المطار، وضريبة الغرفة ورسوم الخدمة، وضريبة المغادرة من المطار. وللحصول على العرض، يجب الحجز والسفر من الآن وحتى 18 أبريل/نيسان 2019.
أبرز المعالم
* سوق مطرح: يقع سوق مطرح بجانب سوق السمك، على طول كورنيش مطرح، والسوقان من أبرز المعالم للواجهة البحرية التاريخية. ويقوم الصيادون المحليون ببيع صيدهم الطازج في سوق السمك كل صباح.
وسوق مطرح هو المكان المثالي للحصول على الحلي العمانية التقليدية واللبان والأقمشة، وكثير من الهدايا التذكارية الفريدة.
* المتحف الوطني: تم افتتاح المتحف الوطني العُماني مقابل قصر العلم العامر في مسقط القديمة عام 2016، ويعرض المتحف التاريخ والتراث الغني للسلطنة، منذ ظهور الأثر البشري حتى يومنا الحاضر.
* دار الأوبرا السلطانية: مثال للعمارة العُمانية الحديثة، وتستضيف الدار عروضاً عالمية لفنانين من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك عروض الباليه والأوبرا، والعروض الموسيقية وغيرها كثير. كما يمكن للزوار الاستمتاع بتجربة تسوق فاخرة، وتناول الطعام في أرقى المقاهي والمطاعم في الأوبرا جاليريا، ورواق التسوق الملحق بدار الأوبرا السلطانية.
* جامع السلطان قابوس الأكبر: هذه التحفة المعمارية هي فخر عُمان. ويقع الجامع في منطقة الغبرة، ويضم ثاني أكبر سجادة منسوجة يدوياً في العالم، فضلًا عن واحدة من أكبر الثريات في العالم مزينة بالمئات من قطع كريستال سواروفسكي.
ويفتح الجامع أبوابه للزوار من السبت إلى الخميس، بين الساعة الثامنة صباحاً، والحادية عشرة صباحاً.
* متحف التاريخ الطبيعي: يقع في مبنى وزارة التراث والثقافة بمنطقة الخوير، ويقدم المتحف صوراً رائعة عن التراث الجيولوجي للسلطنة، والحياة النباتية والحيوانية المثيرة للإعجاب.
كما يحوي المتحف بعض جوانب الحياة لمختلف أنواع الثدييات والحشرات والطيور، فضلًا عن الحدائق النباتية الجميلة. ومن أبرز القاعات التي يضمها المتحف، قاعة الحوت التي تضم هيكلاً عظمياً كبيراً لحوت العنبر الذي قذفته الأمواج على شواطئ عُمان في الثمانينات من القرن الماضي.
* المتحف العُماني الفرنسي: افتتح المتحف العماني الفرنسي، السلطان قابوس بن سعيد، والرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران في العام 1992، تكريماً للعلاقات التاريخية التي تربط بين عُمان وفرنسا. ويقع المتحف في بيت فرنسا، وهو المقر السابق للقنصل الفرنسي في مسقط القديمة.