الحدائق النباتية المورقة، والكهوف المثيرة المخبأة، وغروب الشمس فوق المحيط الأطلسي، تمنح جزيرة غيرنزي الوديعة أجواء شبه استوائية لا مثيل لها. تقع جنوب انجلترا في القنال الانجليزي على بعد 121 كيلومتراً في الناحية الشمالية الغربية لأوروبا، ونحو 45 كيلومتراً من شواطئ النورماندي في فرنسا، وعاصمتها سانت بيتر بورت.
تتميز هذه الجزيرة بريطانية الهوى، بطابع فرنسي، فحتى شوارعها تحمل أسماء فرنسية، فضلاً عن أطعمتها ذات النكهة الفريدة. عندما ينصت المرء جيداً يلحظ أنهم يتحدثون باللهجة المحلية القديمة، فغيرنزي لديها ثقافة وهوية محلية قوية، إذ يستطيع أصحاب الملاحظات القوية رصد الاختلافات الصغيرة المتمثلة في صناديق البريد، ورخص القيادة المرقمة، وما إلى ذلك.
في يوم التحرير، عندما تحتفل الجزيرة بنهاية الاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الثانية، فإن كل البلدات بمنازلها في كل أنحاء الجزيرة ترفع الإعلام والرايات. لقد كانت العائلات البريطانية تأتي إلى غيرنزي لأجيال، بوصفها وجهة سياحية مثالية، حيث يتجول الأطفال بحرية، ويستطيع الآباء الاسترخاء بقراءة كتاب على الشاطئ، فالحياة في الجزيرة تسير على مهل اكثر منه في البر الرئيسي لبريطانيا، لذا فإن السياح يمكنهم أن يقضوا وقتاً كافياً متجولين على سواحلها، ومستمتعين بخليجها، ومتنزهين في شوارع عاصمتها الجميلة، سانت بيتر بورت.
فشواطئها هي الأجمل من بين شواطئ الجزر البريطانية، مع خليج لانكريس في الناحية الشمالية، حيث يعتبر من الوجهات الشعبية، وفي ذات الوقت، يعتبر خط الساحل الجنوبي الوعر من الأماكن المثالية لعشاق الطبيعة الخلابة من ممارسي رياضة التجديف، التي يستطيع الزائر الاستمتاع بمشاهدة المنحدرات المتموجة والطيور خلال موسم الصيف، أو الوصول إلى الصخور لرصد زوارق الكانيو العابرة وسط المياه. وينصح السياح أيضاً بالتوجه إلى النواحي الغربية وصولاً إلى خليج كوبو، وخليج فازون، للانضمام إلى عشرات المتزلجين، ومطلقي الطائرات الورقية يختبرون قوتهم في البحر.
وتضم المعالم الأخرى البارزة التي تستحق الزيارة في غيرنزي، ليتل تشابيل، وكاستل كورنيت، فيما يمثل منزل فيكتور هيجو، أبرز المعالم الفرنسية في الجزيرة، ومع الرحلات البحرية اليومية إلى جزيرتي هيرم وسارك الموجودتين على مقربة، فإن غيرنزي أيضاً تعتبر منصة رائعة يمكن الانطلاق منها لاستكشاف جزر شانيل الأخرى.
كورنيت كاسيل
تطل قلعة كورنيت على المرفأ في ميناء سانت بيتر، تم بناؤها في عهد الملك إستيفن، حيث تحمل ملامح ثقافية تعود إلى عهود عدة، وصولا إلى الاحتلال الألماني إبان الحرب العالمية الثانية، كما أنها تضم أيضاً متحف ميليشيا غيرنزي الملكية، والمتحف البحري وحدائق.
ليتل تشابيل
أصغر كنيسة في العالم من حيث الحجم، مع مساحة تتسع للكاهن وخمسة من جماعته فقط. جدرانها الخارجية والداخلية مزينة بالكامل بقطع ملونة من الأواني الفخارية، ما يجعلها بقعة ساحرة في غيرنزي.
مدافن ما قبل التاريخ
الدولمينات، أو المدافن الكبيرة، شائعة في الجزيرة، ومن بينها مدفنة ديهز دولمن، بالقرب من مرسى اليخوت في فالي، ولا كاتيوروك، على تل يطل على خليج بيرلي.
خليج روكوين
يضم هذا الخليج شاطئين، ومتحف فورت جراي البحري. يركز المتحف على حطام سفن غيرنزي العديدة. وفي الطرف الشمالي للخليج، تعد جزيرة ليهو موطناً لأعداد كبيرة من الطيور البحرية، يمكن الوصول إليها من قبل المتنزهين مشياً على الأقدام عند انخفاض المد.
سوازاميرز مانور
هذا المنزل الفخم والوحيد مفتوح أمام العامة الذين يرغبون في الاستمتاع والاطلاع على معالمها، يقع في حي سانت مارتن، حيث يعقد سوق المزارعين كل صباح من أيام السبت المملوء بالمنتجات الطازجة والمحلية. أما بالنسبة لزوار أيام الأسبوع، فتوفر ساحتها التي تحتوي على حديقة منحوتات جولات بالمنزل لقضاء يوم مريح.
سانت بيتر بورت
يمكن للسياح الاستمتاع بالتجول في عاصمة غيرنزي سانت بيتر بورت، التي تحتفظ بالكثير من ملامح قرى الصيد التقليدية، انظر إلى كنيستها التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر، والمنزل الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر،وهو مقر ناشونال ترس تشوب حالياً، الواقع في شارع كورنيت.
منزل فيكتور هيجو
قم بزيارة فيكتور هيجو وألق عليه التحية في منزل هوتيفيلن في المنطقة المرتفعة للجهة الجنوبية من العاصمة، التي كان يعيش فيها في يوم من الأيام، فهذا هو المكان الذي كتب فيه روايته: «كادحو البحر»، كما أن تمثاله يقف في حدائق كاندي، كما هو الحال بالنسبة لأيلاند ميوزيوم.
اكتشاف القلعة
تنتشر التحصينات في جميع أنحاء الساحل - من بينها قلعة آيفي بالقرب من لو بويت، معقل نورمان، وقلعة فالي في سانت سامبسون. وتقع قلعة روزي على الساحل الغربي، وهي على شكل برج يعود إلى القرن الثامن عشر مفتوح للعامة.
متعة الغوص
تعتبر أنشطة الغطس ورحلات الغوص والرحلات البحرية القصيرة من اجمل الأنشطة الشعبية التي تلائم العائلات والغواصين المهرة، على حد سواء، فالغواصون يستطيعون الاستمتاع بعدد وافر من الحياة البحرية وسط الشعاب المرجانية، فيما يمكن لهواة المغامرة الحماسيين استكشاف واحدة من بقايا حطام السفن البحرية الطافية على سطح البحر في الساحل.
نزهة المنحدرات
يستطيع السائح التجوال مستمتعاً بالتنزه مشيا على الأقدام في أنحاء المنحدرات الخضراء الرائعة للجزيرة، حيث يقود (ذا وتر لاين) أي طريق المياه إلى الشاطئ، لا سيما إلى مولن هيوت وبيتيت بوت، حيث تعتبران من أماكن الجذب البارزة.
رحلة الشاطئ
يمكن الوصول إلى خليج هافلت، وخليج بلي جريف مشياً على الأقدام من وسط العاصمة، في الشمال توجد شواطئ رملية شاسعة لا سيما في خليج لانكريس وجراند هافر. أما في الساحل الجنوبي فتوجد منحدرات حادة تقود إلى الشاطئ في خليج بيتيت بوت، أما خليج مولن هيوت فلديه موقع مسقوف مخصص لعشاق التشمس.
أفضل وقت لزيارة
موسم العطلات الأكثر شعبية هو من عيد الفصح حتى أكتوبر/ تشرين الأول، مع درجات حرارة تتراوح بين 20-21 درجة مئوية. هذه الشهور توفر متوسط 200 و260 ساعة من أشعة الشمس. وتهطل الأمطار بشكل رئيسي خلال الأشهر الباردة. أما البحر فتكون درجة حرارته 17 درجة مئوية في المتوسط خلال فصل الصيف.
تاريخ الجزيرة
تتبع التاج البريطاني، حيث ظلت إلى جانب جزر شانيل الأخرى، موالية للنظام الملكي الإنجليزي عندما خسر الملك جون نورماندي لتصبح فرنسية في عام 1204، تمتلك غيرنزي نحو 1500 سنة من التاريخ المدون بعد أن استوطن فيها من قبل البريطانيون الذين هاجروا إلى بريتاني في القرن الخامس.
جزء من دوق نورماندي العصور الوسطى، أصبحت مرتبطة ارتباطا وثيقاً ببريطانيا عندما حصل وليام الغازي على التاج في عام 1066. وعلى الرغم من احتلاله من قبل الكابيتيين الفرنسيين ومرتزقة أراجون خلال حرب المئة عام، بقيت غيرنزي في أيدي البريطانيين حتى الغزو الألماني خلال الحرب العالمية الثانية.
العديد من أطفال الجزيرة تم إجلاؤهم إلى البر الرئيسي لبريطانيا، وهكذا تم تجنيبهم الظروف القاسية التي كانوا سيعانونها. ولا يزال الناس يقرؤون كتاب غيرنزي ليتراري وجمعية بوتيتو بيل باي الذي يسلط الضوء على حياة أهلها إبان الاحتلال الألماني.
فغيرنزي التي تم تحريرها في عام 1945، والتي تضم جزيرتي ألديرني وسارك، وكلاهما لها برلمان خاص بها، وجزر هيرم وجيتو وليهو الأصغر، تتمتع بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي، بما لديها من مؤسسات قانونية وسياسية خاصة.
في حين أنها ليست جزءاً من المملكة المتحدة، أو الاتحاد الأوروبي، إلا أن قوانينها يجب أن يعترف بها مجلس الملكة الخاص في لندن، وتقف حكومة وستمنستر وراء الدعوات التي تدعو غيرنزي لتغيير نظامها الضريبي ليتماشى مع نظام المملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي.
هل تعلم ؟
* هل تعلم أن الكاتب الفرنسي فيكتور هيجو عاش في غيرنزي خمسة عشرة عاماً، وأن منزله القديم هو مبنى القنصلية الفرنسية الآن؟
* هل تعلم أن صناديق بريد غيرنزي منذ 1969 وكابينات الهاتف منذ 2002 مطلية باللون الأزرق منذ عام، ألا أنها مطابقة لنظيراتها الحمراء في المملكة المتحدة؟
* في عام 2015، احتلت غيرنزي المرتبة العاشرة في العالم لأعلى متوسط العمر المتوقع للمواطنين الذين يعيشون في المتوسط 82.5 سنة.