لأكثر من ألف عام ظلت البندقية عاصمة «جمهورية فينيسيا»، وكانت تعرف باسم ملكة البحر الأدرياتيكي. هي أكبر مدينة بإقليم فينيسيا من حيث عدد السكان والمساحة، ويقدر عدد سكانها ب271 ألف نسمة. وتتكون البندقية من جزأين منفصلين وهما الوسط (الذي يحتوى على بحيرة تحمل الاسم نفسه)، وميسترى، والمنطقة اليابسة.
نظراً لتراثها الحضاري والفني، ومنطقة البحيرات التي فيها، تعد المدينة من أجمل مدن العالم التي ترعاها منظمة اليونسكو، الأمر الذي جعلها ثاني مدينة إيطالية بعد روما من حيث ارتفاع نسبة التدفق السياحي من أنحاء مختلفة من الخارج.
المدينة عبارة عن عدة جزر متصلة ببعضها بعضاً، عن طريق جسور، وتطل المدينة على البحر الأدرياتيكي. وتعتبر المدينة من أهم المدن الإيطالية، ومن أكثر المدن جمالاً في إيطاليا، لما تتمتع به من مبانٍ تاريخية يعود أغلبها إلى عصر النهضة في إيطاليا، وقنواتها المائية المتعددة، ما يجعلها فريدة من نوعها على مستوى العالم. ويقع المركز التاريخي للمدينة على مساحة لأربعة كيلومترات من اليابسة على 118 جزيرة من منطقة الفينيتو الشاطئية.
ملهمة الفنانين
تشتهر البندقية باستقطاب العاشقين والمتزوجين الذين يقضون شهر العسل في مدينة معروفة للحب. وعلى مدى قرون، بقيت البندقية، التي كانت في الأصل مدينة تجارية، مصدر إلهام للشعراء والرسامين والكتّاب الذين خلفوا وراءهم إرثاً من الكنوز الفنية والمعمارية.
وتعتبر البندقية المدينة الوحيدة في العالم المبنية بأكملها فوق مياه البحر، فوق عشرات الجزر الصغيرة التي يربطها 400 جسر.
ومن السهل اكتشاف السر الكامن وراء وقوع الجميع في حب أجمل مدينة بناها الإنسان، سواء كان ذلك بسبب المأكولات الشهية، أو المودة التي يتسم بها سكانها، إضافة إلى المشي في الساحة عند نهاية اليوم، والحفلات الموسيقية في الهواء الطلق مساءً.
ولعل أجمل تجربة في البندقية هي ركوب قارب الجندول الشاعري على طول القنوات المائية المحاطة بواجهات القصور المذهبة والتي تذكر بأمجاد البندقية السالفة.
تتألف البندقية من مناطق مختلفة، لعل من أشهرها تلك المنطقة التي تضم 114 جزيرة في المناطق الرئيسية التي تدعى «سيستيري»، وهي: كوناريدجيو، كاستيللو، دورسودورو، سان بولو، سانتا كروتش، وسان ماركو، حيث تقع معظم الآثار والمعالم السياحية الرئيسية هناك.
تقع آثار المدينة تقريباً في المركز التاريخي وفي جزر البحيرة، أما بالنسبة إلى الجزء اليابس فهو خالٍ من الأماكن الهامة. وأشهر هذه الأماكن هو ميدان سان ماركو، وهو الوحيد الذي يوجد في المركز التاريخي الذي يطلق عليه لفظ ميدان، أو بالإيطالية «بياتزا»، فالميادين الأخرى يطلق عليها اسم ساحات. وتوجد كنيسة سان ماركو في وسط الميدان مطلية بالذهب، ومغطاة بالفسيفساء التي تحكي تاريخ المدينة.
وجنباً إلى جنب مع النقوش المنحوتة التي تصور شهور السنة، يوجد أعلى الباب الرئيسي أربعة خيول من البرونز التي نقلت من القسطنطينية إلى فينيسيا أثناء الحملة الصليبية الرابعة عام 1204 ويظهر جلياً الصليب اليوناني ذات القباب الخمس.
والكنيسة الحالية هي ثالث كنيسة مهداة إلى القديس مرقص التي تظهر في هذا المكان (فالكنيستان الاثنتان الأخريان قد تم تدميرهما). هذه البناية مستوحاة من كنيسة سانت أبوستولى بالقسطنطينية. ترصع الكنيسة من الداخل بالفسيفساء والذهب والتي تصور مقاطع من الكتاب المقدس. وكانت في بداية الأمر محراباً لدوج دولة فينسيا.
في أواخر عام 1720 تم افتتاح مقهى فلوريان الشهير الذي لا يزال في ميدان سان ماركو. وتعد جزر مورانوا وبورانو وتورشيللو، مقاصد سياحية هامة في منطقة البحيرة. أما جزيرة ليدو فهي منتجع صيفي ومقر للاحتفال بمهرجان السينما بفينسيا.
اكتشاف البندقية
يعتبر الجمع بين المشي وركوب قارب الجندول أفضل طريقة لمشاهدة أمجاد هذه المدينة الشاعرية بشكل لا نظير له، والآسرة على مر الأيام والعصور. وتأخذك «الإمارات للعطلات»، في جولة من ميدان سان ماركو الذي يطل عليه قصر دوجي، مروراً بمسرح البندقية الذي يعود بجذوره وبهائه إلى القرن التاسع عشر، فدرج بوفولو الحلزوني في قصر كونتاريني والذي يعتبر تحفة البندقية المميزة حيث المزيج الرائع من الأنماط القوطية والبيزنطية وتلك التي تعود إلى عصر النهضة. وتدلف بعدها إلى جسر ريالتو من القرن السادس عشر الذي تصطف من حوله المتاجر.
ومن هناك تبدأ رحلة التمتع الحقيقي بسحر مدينة البندقية مع ركوب قارب الجندول عبر القناة الكبرى التي توفر إطلالات رائعة على كنيسة دي سانتا ماريا ديلا سالوتي.
اكتشف بعضاً من القنوات الداخلية الضيقة التي تتفرع بين البيوت والقصور، قبل العودة إلى الشاطئ في فالاريسو بالقرب من ميدان سان ماركو. ويتم تسيير هذه الجول السياحية يومياً ولمدة ساعتين في فترة العصر وتتضمن مرشداً يجيد الإنجليزية.
ويتسع قارب الجندول لستة أشخاص على الأكثر، وتستمر رحلة ركوب القارب 25 دقيقة تقريباً، لا يعكر صفوها أحد بما في ذلك الشروح الإرشادية التي تتوقف مع ركوب الجندول.
400 جسر
لدى فينسيا أكثر من 400 جسر ما بين جسور عامة وخاصة، حيث تربط جزرها ال 118 المشيدة عليها المدينة من خلال 176 قناة مائية. ومعظم هذه الجسور مبنية من الحجارة ومواد أخرى مثل الخشب والحديد. أما أطول هذه الجسور فهو جسر الحرية الذي يعبر البحيرة ويربط المدينة بالمنطقة اليابسة وهكذا يسمح لحركة مرور المركبات.
وكانت بداية مشروع هذا الجسر عام 1931 على يد المهندس أوجنيو ميوتسي بينما تم افتتاحه عام 1933 باسم جسر لوتتوريو. وتعتبر القناة الرئيسية التي تقطع المدينة هي القناة العظمى، من خلال أربعة جسور: أقدم جسر هو جسر ريالتو (القرن السادس عشر)، وجسر الأكاديمية، وجسر سكالسي وهذه الجسور الأخيرة كانت تحت سيطرة آل هاسنبورج وشيدت في القرن العشرين، وأخيراً جسر قصر كوستيتيسيونة في عام 2008 على يد المهندس سانتيجو كالاترافيستا. وهناك رمز آخر للمدينة هو جسر ريالتو الذي شيد على يد أنطونيو دا بونته عام 1591. حيث كان السبيل الوحيد لعبور القناة العظمى سيراً على الأقدام. وفي الواقع ظل هذا الجسر الوحيد حتى عام 1854 عندما تم تشييد جسر الأكاديمية وانضم إليه جسر سكالسي وجسر كوستيتيتسيونة.
وعلى الجانبين توجد محال فاخرة، وفى نهاية الجسر في الحي السداسي في سان ماركو محال السمك وكنيسة سان جاكومو دي ريالتو. أحد هذه الجسور المشهورة هو جسر التنهدات، المصنوع من الحجارة في القرن السابع عشر على يد المهندس أنطونيو كونتين. يربط هذا الجسر قصر دوقالة «بالسجون الجديدة».
عرض الإمارات للعطلات إلى البندقية
تقدّم «الإمارات للعطلات» عرضاً للسفر والإقامة في البندقية. وعند الدفع لمدة 3 ليالٍ ابتداءً من 6518 درهماً للشخص الواحد، يمكنك السفر والإقامة في فندق باجلينو فينيسيا الخمس نجوم، لمدة 4 ليالٍ.
يسري العرض للسفر من 29 مارس/ آذار إلى 18 إبريل/ نيسان 2019، وتشمل الباقة رحلات طيران الدرجة السياحية على طيران الإمارات، والإقامة لمدة 4 ليالٍ مع وجبة الإفطار، وضريبة الغرفة ورسوم الخدمة، وضريبة مغادرة المطار ورسوم الوقود.
أبرز المعالم
من أبرز معالم المدينة الفريدة من نوعها، والتي على الزائر استكشافها، ميدان سان ماركو، وكنيسة سان ماركو، قصر دوجي، متحف جوجنهايم، وأكاديمية الفنون الجميلة، فضلاً عن جاليريا ديل أكاديميا، وجسر ريالتو، وجسر التنهدات، ذي ليدو وجزيرتا مورانو وبورانو.
كذلك، يمكن لمحبي التسوق شراء ما يرغبون من الزجاج الموراني في جزيرة مورانو، أو في المتاجر الواقعة بين سان ماركو وكاستيللو، حيث تتوفّر أقنعة المهرجانات الملوّنة، والورق الرخامي، والمطرزات. وتقع مناطق التسوق الرئيسية لشراء الأزياء والأحذية والأكسسوارات والمجوهرات بين سان ماركو وريالتو.
أما الترفيه الخاص الذي لا مثيل له، فيكون بالرحلات الشاعرية على متن زوارق الجندول في القناة الكبرى، وفي زيارة المعارض وحضور المسارح والحفلات الموسيقية، أو حتى بالجلوس في المقاهي والمطاعم المتنوعة.
وفي المدينة العابقة بالتاريخ، يمكن أيضاً ممارسة الرياضات المائية في منطقة ليدو في الصيف، أو حتى استكشاف المدينة سيراً على الأقدام.