موقع فريد لجمهورية الفلبين، في جنوب شرق آسيا غربي المحيط الهادي. أرخبيل مكتظ بأكثر من 7600 جزيرة، تحده تايوان إلى الشمال عبر مضيق لوزون، وفيتنام إلى الغرب عبر بحر الصين الجنوبي. أما بحر سولو في الجنوب الغربي فيفصل بلاد الفلبين عن جزيرة بورنيو، وبحر سلبس إلى الجنوب يفصلها عن غيرها من الجزر في إندونيسيا. بحر الفلبين، يحتضن الجمهورية التي كانت يوماً إحدى أهم مستعمرات الإسبان من الشرق.
الصخب والزحام سمة من سمات الفلبين، ليس فقط زحام الجزر المتراصفة، وإنما في مدنها التي تكتظ بحوالي 92 مليون شخص، ولو أن 11 مليوناً منهم مغتربون في جميع أنحاء العالم.
المناخ الاستوائي جعل من الفلبين واحدة من أغنى مناطق التنوع الحيوي في العالم، وهي تضم شواطئ واسعة وبراكين نشطة. وتنعكس الوفرة الطبيعية أيضاً على سمات الشخصية الفلبينية، فالفلبين واحدة من أكثر البلدان حيوية وبهجة.
الماضي المضطرب
تخبر مانيلا عن الماضي المضطرب والمشرق في آن واحد، الحكم الإسباني الاستعماري والثورة الفلبينية والتجارة المزدهرة في أوائل القرن التاسع عشر، والأثر المدمر للحرب العالمية الثانية. وتعد مانيلا الحديثة مزيجاً من جميع هذه التأثيرات. تتألف العاصمة المعاصرة حالياً من 17 منطقة وبلدية، وهي تخفي تحت ما تبدو عليه من فوضى وتنوع حباً للمتعة والترفيه من قبل الشعب الفلبيني.
يتضارب منظر سيارات الجيب والأسواق المفتوحة في الهواء الطلق مع مراكز التسوق الراقية والفنون الجميلة في واحدة من أكثر المدن الآسيوية اكتظاظاً بالسكان. يمكنك وبعد أن تحط رحلتك في مانيلا التجول في الشوارع المرصوفة بالحجارة بين الكنائس من عصر الباروك والقلاع القديمة، والتمتع مع السكان المحليين بالأجواء التي يوفرها متنزه ريزال أو مشاهدة غروب الشمس البرتقالي من خليج مانيلا.
رحلات الجزر المجاورة سهلة من مانيلا حيث يمكنك الاسترخاء أو المغامرة. وتعتبر سيبو المدينة الأقدم في الفلبين موطناً لمنتجعات شاطئية مدارية وشعاب مرجانية عدة، التي توفر الفرصة لممارسة الغطس في المياه الضحلة، والغوص في المياه العميقة. أو يمكن ترتيب رحلات نهارية إلى محمية جومالون للفراشات أو معرض السحالي في موالبوال.
يمكنك السفر على متن إحدى الرحلات الداخلية، رخيصة التكلفة إلى الشواطئ الجميلة لجزر بالاوان، واستكشاف مدينة بويرتو برينسيسا. ويمكنك منها القيام برحلة في قارب بمجاديف إلى متنزه سانت بول الجوفي، الواقع ضمن سلاسل سانت بول الجبلية. فالغابات هنا ملاذ للحياة البرية الغريبة، مثل القرود والخفافيش والسحالي. ويمكنك إنهاء رحلتك بتجربة فريدة من خلال ركوب قارب في أطول نهر صالح للملاحة تحت الأرض في العالم عبر التشكيلات الهابطة المدهشة داخل الكهوف.
المدينة المسورة
قم بجولة باستخدام الحصان والعربة أو ما يسمى بكاليسا في المدينة القديمة المسورة «إنتراموروس» لإلقاء نظرة عن كثب على الساحات والكنائس التاريخية، التي بناها الإسبان واتخذوها منازل تذكرهم بمنازلهم في إسبانيا في القرن السادس عشر. تمت إعادة بناء المباني بشكل رائع بعد أن تم تدمير العديد منها، خلال فترة الصراع الياباني - الأمريكي الذي استمر شهراً كاملاً للسيطرة على المدينة في عام 1945.
وتشمل أبرز المعالم في إنتراموروس قلعة سانتياغو الشهيرة، ومتحف وكنيسة سان أوغستين من عصر الباروك، تعد الكنيسة واحدة من أقدم الكنائس في الفلبين.
ولن تتمتع بتجربة حقيقية لمانيلا من دون زيارة متنزه ريزال الكبير، الذي تمت تسميته تمجيداً للبطل الوطني خوسيه بي. ريزال، الذي أعدمه الإسبان عام 1896. ويطلق السكان المحليون على المتنزه، اسم لونيتا.
كذلك، يقع معرض الفنون الوطني على بعد مسافة قصيرة من متنزه ريزال، ويقع إلى جانبه متحف الشعب الفلبيني الوطني. وتوجد القبة الفلكية هناك، إضافة إلى فعاليات للأطفال كل أسبوع. سيشعر خبراء الفنون الجميلة بالمزيد من الرضا في متحف أيالا في ماكاتي، المنطقة الراقية في مانيلا.
أكشاك المأكولات
ويبدو الجميع في مانيلا، وكأنهم يأكلون طوال الوقت، حيث يوجد كشك لبيع الطعام في كل زاوية من الزوايا لبيع الوجبات الخفيفة التي تسمى ميرييندا. وعلى أية حال، تعد المطاعم خياراً أفضل للزوار من مأكولات الشوارع. جرب زيارة مراكز التسوق والفنادق الواقعة بالقرب من ماكاتي للمطاعم الراقية، في حين يمكنك العثور على الأماكن رخيصة التكلفة والمملوءة بالبهجة في مالات والحي الصيني.
تميل مأكولات المنطقة إلى غناها بالنكهات المالحة والحلوة والحامضة، وتتميز باحتوائها على مجموعة متنوعة من أنواع الخل. لهذا السبب تتميز وجبات الطعام المحلية بأنها ليست وجبات ساخنة أو كثيرة التوابل مثل بقية البلدان في الشرق.
ولا تغادر المدينة قبل أن تتذوق حلوى هالوهالو وهي عبارة عن مزيج مثير من الفواكه والحبوب والثلج والحليب المبخر، وفي الأغلب ما يتم وضع البطاطس الأرجوانية الحلوة عليها.
جنون الأسواق
تعتبر مانيلا مدينة مجنونة بالأسواق النابضة بالحيوية في الهواء الطلق مثل السوق الصيني، وسوق ديفيسوريا والتي تبيع الفواكه والخضراوات الطازجة والمنتجات الفنية والتحف الأثرية ومنتجات الحرف اليدوية التقليدية. وإذا كنت تفضل أماكن التسوق المكيفة والراقية، فما عليك إلا التوجه إلى مراكز ماكاتي الحديثة للتسوق أو شارع أورتيجاس.
وتعتبر منتجات الحرف اليدوية من مختلف مناطق الفلبين هدايا تذكارية شائعة، ويمكنك الحصول على إحدى الصفقات الرائعة على فنون الطباعة على المنسوجات والأحجار شبه الكريمة والخزف ولآلئ المياه العذبة والأدوات النحاسية والمنحوتات الخشبية والمجوهرات الفضية والأثاث المصنوع من القش.
مدن حيوية زاخرة
لدى الفلبين الكثير لتقدمه؛ إذ يمكنك أن تجد مدناً حيوية زاخرة بوسائل الترفيه التي تناسب كل الأذواق، من الجزر النائية بشواطئها الممتدة الخاوية، إضافة إلى المناطق الداخلية في الجبال والخلجان المنعزلة، التي تقصد شواطئها السلاحف البحرية العملاقة لتضع بيضها. كذلك يمكن للزائر الاستمتاع بمناظر بحيرة تال التي تشكلت نتيجة لانخفاض الأرض بجانب أحد البراكين مع بركان آخر يقع على جزيرة وسط البحيرة.
ويمكن للزائر الاستمتاع بمنحدرات الشلالات في باجسانجان، والمياه الساحلية التي تغص بشتى أنواع الأسماك، وسيجد الزوار الكثير من وسائل الترفيه في جميع أنحاء الجزيرة نظراً لحب الشعب الفلبيني للاحتفالات والمهرجات والتمتع بالحياة بشكل عام. كما توفر مانيلا عروض حفلات موسيقية منتظمة علاوة على عروض الباليه.
عرض الإمارات للعطلات
تقدم «الإمارات للعطلات» عرضاً للسفر والإقامة في الفلبين ابتداءً من 4433 درهماً للشخص الواحد على أساس الإقامة في غرفة لشخصين. السعر يغطي تذكرة السفر في الدرجة السياحية مع طيران الإمارات، والإقامة 3 ليال في منتجع كريمسون بيتش (5 نجوم)، بما في ذلك وجبة الإفطار، المواصلات بين المطار والفندق، وضريبة الغرفة ورسوم الخدمة، وضريبة المغادرة من المطار. ويشترط الحصول على العرض الحجز والسفر من الآن وحتى 31 مارس/ أذار 2019.
أقدم المدن
تعد سيبو، أقدم مدن الفلبين، وهي العاصمة الصاخبة لمجموعة هائلة من الجزر، تتجمع حول ميناء طبيعي وتعدّ اليوم ثاني مدينة في الأهمية التجارية والثقافية بعد مانيلا.
يشعر سكان سيبو بالفخر حيال تراثهم الفكري والتاريخي، وتعد المدينة نقطة تطور ونمو محوري في جنوب الفلبين. تعرض سيبو، التي تمزج بين التقاليد والحداثة مشاهد من اختلاف الثقافات، وأنماط الحياة، وتحتل فرص السهر والترفيه الليلي مركز صدارة الفعاليات الحيوية في الفلبين - من المقاهي والنوادي، وخصوصاً في شارع كولون وشارع أوسمينا، وتتوفر خيارات واسعة من المطاعم الممتازة، وخصوصاً في منطقة أيالا، ويختص معظمها في المأكولات البحرية المعروفة في المنطقة.
يقف على النقيض من هذه المدينة الحيوية إقليم مؤلف من 167 جزيرة هادئة بشواطئها البكر الرملية البيضاء، التي تغسلها المياه البلورية الزرقاء لمدينة سيبو ومضيق تانون؛ حيث تضم الشعاب المرجانية عالماً متنوعاً من الأحياء البحرية الاستوائية.
واكتسبت سيبو شعبية واسعة، لما تضمه من منتجعات ممتازة، وأماكن إقامة فاخرة وملاعب جولف ذات مستوى عالمي، ومناطق خاصة بالغوص في المياه العميقة، إضافة إلى التسهيلات الخاصة بهذه الرياضة.
وينصح الزوار بزيارة نصب ماجلان وضريح لابو لابو، أما شارع كولون فهو أقدم شارع في البلاد، وجزء من الحي الصيني الأصلي في سيبو. كما يمكن زيارة حصن سان بيدرو بالقرب من الواجهة المائية، الذي يعود بتاريخه إلى أكثر من 500 عام، وكنيسة سان جوستين، التى تعرف الآن باسم سانتو نينيو، وتضم أقدم البقايا المقدسة في البلاد، حينما قام ماجلان بتقديم صورة الطفل المقدس إلى الملكة خوانا، ولا تنسى أيضاً زيارة متحف جامعة سان كارولوس.