تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من أمريكا الجنوبية، يقطنها نحو 3.5 مليون شخص منهم 1.4 مليون يعيشون في العاصمة مونتيفيديو ومنطقتها الحضرية، وتقدر نسبة سكانها من أصول أوروبية بنحو 88%.
حدود الأوروغواي البرية الوحيدة هي مع ريو غراندي دو سول في البرازيل من جهة الشمال، يحدها من الغرب نهر أوروغواي ومن الجنوب الغربي خور ريو دي لا بلاتا، حيث تقع الأرجنتين على الضفة الأخرى من هذه المسطحات المائية. تبلغ مساحة الأوروغواي حوالي 176,000 كم2 وهي ثاني أصغر دولة في أمريكا الجنوبية بعد سورينام.
تأسست مونتفيديو من قبل الإسبان في القرن الثامن عشر كموقع عسكري. وحصلت الأوروغواي على استقلالها في 1811-1828 بعد صراع ثلاثي بين إسبانيا والأرجنتين والبرازيل.
الأورغواي هي واحدة من أكثر بلدان أمريكا الجنوبية نموًا من الناحية الاقتصادية، حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد مرتفع ونوعية الحياة في المرتبة 48 عالمياً. ويستند اقتصاد البلاد إلى حد كبير على الزراعة التي تشكل 10% من إجمالي الناتج المحلي. وتصنف الأوروغواي وفقاً لمنظمة الشفافية الدولية على أنها البلد الأقل فساداً في أمريكا اللاتينية، حيث ظروف العمل وظروفها السياسية من بين الأكثر حرية في القارة
ولأنها تقع بين عملاقي السياحة وهما الأرجنتين والبرازيل، ربما تعاني من متلازمة «الطفل الأوسط»، تتكلم الناس عن مدينة كولونيا دي ساكرامنتو التي أسسها البرتغاليون والتي يستغرق الوصول إليها يوماً واحداً من بيونس آيرس، ولكن ثبت أنه حتى الوحوش الضارية تتغني بأغاني مركادو دل بيرتو من أجل مدينة مونتيفيدو الفاضلة، حيث يقيم السياح حفلاتهم عند الشاطئ حتى ساعات الفجر الأولى في منطقة بنتا دل إيست. فالذين يبحثون عن المغامرات غير التقليدية من السياح في هذه الدول الجنوب أمريكية الصغيرة، الأورغواي الحديثة والمتقدمة تتيح العديد من الفرص الفريدة.
مهرجان كاندومبي الملهم
ليس لأن المدينة فيها كنائس والسلطة تفصل الدين عن الدولة لما لهذا المهرجان علاقة باليوم الكبير لما قبل الصوم... لا ليس كذلك، إنما حفلاتها تمتد لمدة ثلاثة شهور ابتداءً من يناير/كانون الثاني، حيث يعود تاريخ الاحتفال بمهرجان كاندومبي إلى القرن الثامن عشر، عندما وصل عدد ضخم من الأثرياء الأوروبيين إلى مونتيفديو وجلبوا معهم الرق من إفريقيا ليستخدموهم كسخرة، حيث يجتمع في هذا المكان الرق الباحثين عن العزاء، ومناسبة يمارسون فيه «الكاندومبي» وهو إيقاع متبوع بالموسيقى.
وأخيراً، ألغت الأورغواي قانون الرق، ولكن بقيت ممارسة الكاندومبي، حيث أصبحت جزءاً أساسياً من المهرجان.
وإذا كان الكاندومبي روح الكرنفال، فاللأبولوس، والمرقس والباريوديتاس هم صوته.
الأبولوس هم الرجال البيض الذين يلونون وجوههم باللون الأسود ويتغنون عن الشوق لإفريقيا الوطن الأم، وعن تحديات إرضاء أسيادهم، على عكس عروض الحفلات الغنائية، فإن الأبولوس لا يسخرون من العبودية - وبدلاً من ذلك، فإنهم يقدمون الاعتذار عن المجازر والفظائع التي ارتكبها أجدادهم بحق السود الأفارقة.
أما المرقس، فيستغلون المسرح الموسيقي ليخاطبوا الجماهير ويهجوا المسؤولين الحكوميين والباريوديتاس ويغتالوا شخصيات الساسة والشخصيات البارزة الأخرى، فلو كانت روح المهرجان تبعث على الإلهام، فقم بتعلم الكاندومبي على يد ماريو ابيوشي أو السيدة لاملاذا التي تقدم حصصاً خاصة للنساء.
لقاء رعاة البقر
تطور رواية القصص بأسلوب آخر في منطقة رعاة البقر في الأورغواي بتاكواريمبو التي تستضيف مهرجان لا باتريا قوشة وهي عاصمة الأورغواي لرعاة البقر، ويقام فيها أكبر مهرجان لرعاة البقر في البلاد في بواكير شهر مارس/آذار من كل عام تتميز بمسابقة رعاة البقر، والمنافسة على المهرات، وموكب الحصين التفصيلي، وإعادة تمثيل للأحداث التاريخية، كما يجتمع الناس مساءً حول نار المخيم ويشاهدون البيادا وهي أغنية مؤلفة من 10 أبيات يتم أداؤها بمصاحبة الغيتار، حيث يتحدى المنافسون خصومهم بطرح الأسئلة، ليقوم الخصوم بالرد عليهم من خلال استنباط كلمات الأغاني. ولو أردت أن تعرف عن حياة رعاة البقر في الأورغواي أكثر، شمر عن ساعديك واقض خمسة أيام في مزارع الماشية المفعمة بالحياة «الاستانسيا»، كما يمكنك تعلم ركوب الخيل على طريقة رعاة البقر، وتطعم الماشية، وترعى البهائم وتستمتع بحياتهم البسيطة.
مهرجان إله البحر
قام الأفارقة بسن شعائر أمباندا الدينية، مثلما قاموا بوضع إيقاع الكاندومبي، فهذا الدين يمزج ما بين المعتقدات الأمريكية الأصيلة و الروحانية الكاثوليكية. فالذين يعتنقونه يعبدون 7 آلهة، بما في ذلك إله البحر «ليمانجا».
وفي الثاني من فبراير/شباط من كل عام، يتجمع آلاف الناس في بلايا راميريز بمونتفيديو، ويقدمون القداس لليمانجا، فيقوم المصلون وهم يلبسون ثياباً بيضاء، بحمل قوارب الستايروفوم المحملة بالفواكه والأزهار وتقديمها قرباناً تقوم قديسة بمباركتها، ومع غروب الشمس تضيء الشموع الشاطئ، وتبدأ الموسيقى وطقوس الرقصات، وبعدها يقوم المصلون بالنزول إلى البحر، ليضعوا القوارب التي كانوا يحملونها في البحر، فيتمنون عاماً كله رخاء ومن ثم يتقهقرون إلى الوراء، حيث لا يديرون ظهورهم لليمانجا على الإطلاق.
الإلهام الصوفي
قام فرانسيسكو بيريا مؤسس بيريا بولس كأحد اتباع امباندا، بمزج الشعائر المسيحية، بالصوفية، فعندما كان يافعاً قام أبواه بإرساله إلى إيطاليا ليدرس مع الرهبان الفرنسيسكان ولكن لم يتوقعوا بأنه سيعود مهتماً بالكيمياء والكابالا، وكوكبة الدلو، يقبع منزله في أعلى التلة في كاستيلو دي بيريا (قلعة بيريا). وهناك أيضاً آلهة إغريقية تقابل الزوار والسياح عند مدخل القلعة. أما لبنات القلعة فتمثل سلسلة رموز باطنية، وأعلام فرسان الهيكل التي ترفرف فوق الأبراج، فمن المفترض أن بيريا كان يمارس طقوساً صوفية في الطوابق العليا للقلعة.
قم بالتجوال في بقية المدينة، لتكتشف نافورة فينس حيث كان المكان الذي يمارس فيه بيريا خلواته الدينية ويقدم القرابين لسان انتونيو، ومزاراً لسان انتونيو.
رحلة منطاد مزارع الزيتون
إن لم تجد شيئاً يشعرك بالرفعة ففي الأورغواي طريقة أخرى لذلك، فشركة بوديغا غريزون تقدم رحلة مزرعة أشجار الزيتون عن طريق منطاد الهواء الساخن، تبدأ الرحلة بمشاهدة عرض مقاطع فيلم وثائقي عن ثقافة زيت الزيتون في الأورغواي، مصحوبة بجولة توضح التقنيات المستخدمة في مراحل إنتاجه.
فبعد جولة تثقيفية دائرية حول المصنع، دع المنطاد يأخذك إلى الفضاءات الشاسعة التي يبلغ ارتفاعها 300 متر لتشاهد المناظر المثيرة لأشجار الزيتون واللوز وطواحين الهواء. وبمجرد أن تعود إلى الأرض، استمتع بتذوق زيت الزيتون والجبن والخبز البيتي الذي يمنحك الطاقة اللازمة للانطلاق إلى وجهتك التالية، تتسع الرحلة ل 6 أشخاص وتمتد إلى 4 ساعات تقريباً، فامنح نفسك فرصة الاستمتاع بها واحجز مقدماً.
