أجاريا هي إحدى المقاطعات التابعة لجورجيا وتتمتع بحكم ذاتي، وتتخذ من مدينة باتومي عاصمة لها، وتتشارك في حدودها مع جورجيا وتركيا، وتطل أيضاً على البحر الأسود. تمتاز المنطقة بمناطقها الجبلية والسهلية التي تظهر فيها الفصول السنوية جلياً أكثر من المناطق الأخرى حول العالم، وتضم العديد من المنتجعات والفنادق وغيرها من المعالم السياحية التي ستستقطب السياح من جميع أنحاء العالم. وتعد المنطقة ذاتية الحكم، واحدة من أكثر المناطق جاذبية في جورجيا، فهي تحظى بشعبية كبيرة بين السياح بسبب أماكنها الجميلة ومنتجعاتها التي تشهد نمواً كبيراً، علاوة على الفنادق الراقية والأحداث الترفيهية الثقافية المتنوعة.
يمكنك في هذه الوجهة التي تمتاز بتعدد فصولها، العثور على الطريقة التي تناسبك لقضاء أي من الفصول الأربعة، فمع هذا التنوع الكبير، ستحظى بتجارب مختلفة من عطور الأزهار الجبلية، أو الصيف المعتدل بفضل النسمات الباردة التي تهب من جنبات البحر الأسود، وحتى الاستمتاع بفضل الخريف وألوانه المميزة وأوراقه المتساقطة، إلى أن تلبس المدينة رداءها الأبيض إيذاناً بحلول فصل الشتاء الهادئ.
تشير التقارير الدولية إلى أن جورجيا تحتل مكاناً بين قائمة الدول ال 10 الأكثر أماناً على مستوى العالم، ولطالما كانت العاصمة باتومي تاريخياً واحدة من أكثر المدن تسامحاً وتفاعلاً بمنطقة القوقاز. تستضيف مدينة باتومي العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية، مثل مهرجان البحر الأسود لموسيقى الجاز، و«تشيكن جورجيا»، ومهرجان باتومي الدولي للطيور، ومهرجان الخريف وغيرها. وتتنوع خيارات الزوار من حيث توافر الفنادق العالمية الفاخرة، إضافة إلى الفنادق المتوسطة، بما يلبي احتياجات جميع زوارها.
وتعتبر مدينة باتومي غنية بالأماكن والمعالم التاريخية، والتي تتضمن باتومي بوليفارد المحاذية لساحل البحر الأسود، إذ تعد واحدة من أكثر الأماكن زيارة في المدينة، إضافة إلى «بلاك سي بيرل»، وغابة باتومي التي تضم نصباً تذكارياً فريداً من نوعه في المنطقة التي حكمها سابقاً الرومان والبيزنطيون والعثمانيون في حقب وأزمان مختلفة؛ وهي تطل بالكامل على ساحل البحر الأسود، واستخدمت تاريخياً مركزاً عسكرياً استراتيجياً، فضلاً عن كونه مركزاً تجارياً واقتصادياً ذا أهمية كبيرة على مستوى المنطقة.
هنالك الكثير من المعالم التي يمكن للسياح زيارتها في المدينة، حيث يوفر تلفريك باتومي تجربة رائعة للاستمتاع بإطلالة رائعة على المدينة. كما تضم باتومي ساحة أوروبا التي تستضيف على الدوام عدداً من الحفلات الموسيقية الدولية، إلى أن أضحت المركز الرئيسي للاحتفالات السنوية بالعام الجديد. وتمتاز ساحة «بيازا» بجمالها الأخاذ الممزوج بروعة الفسيفساء والزجاج الملون، ويمكن فيها للزوار الاستمتاع بالموسيقى الحية. ومن الخيارات المتاحة أيضاً حديقة الدلافين، التي توفر لزوارها عروضاً حية وشائقة للدلافين، إضافة إلى تمثال «علي ونينو» الذي يمثل رمزاً للحب الأبدي، ورابطاً بين القارتين الأوروبية والآسيوية.
توفر الدولة لزوارها فرصة التعرف إلى مناطقها المحمية الغنية بأنواع مختلفة من الحيوانات والطيور، ومنها محميات «مترالا» و«كنتريشي» و«كوبوليتي» وغيرها. ويمكن أيضا للسياح زيارة منتجع «جودردزي» للتزلج والذي يفتح أبوابه 6 أشهر على مدار العام، ويبلغ طول مساره 8 كلم، ويبلغ ارتفاع أعلى قمة له 2390 متراً عن مستوى سطح البحر. في أي مكان يذهب إليه الزوار في هذه الدولة، سيجدون ترحاباً وحفاوة بالغين من جانب السكان المحليين، ويمكن للزوار التوجه لقضاء بعض الوقت في المناطق الريفية التي توفر تجارب مثيرة في إعداد الطعام المحلي، أو للتعرف إلى التقاليد والعادات التي تميز سكان تلك المناطق الريفية.