Quantcast
Channel: سياحة و سفر
Viewing all articles
Browse latest Browse all 552

بلاد النوبة.. فجر الإنسان

$
0
0
إعداد: قرشي عبدون (تصوير: محمد طاهر)

أطلق اسم السودان على الجزء الذي يقع جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية، الذي يمتد من المحيط الأطلسي غرباً إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي شرقاً. بينما يقصد بهذا الاسم الآن الرقعة التي تقع جنوب مصر، وبالتحديد الجزء الأوسط من حوض النيل وعاصمتها الخرطوم، وتسمى بالعاصمة الثلاثية، حيث تتكون من ثلاث مدن، هي: الخرطوم (العاصمة السياسية)، وأم درمان (العاصمة الوطنية)، والخرطوم بحري، التي تعد (العاصمة الصناعية). وتعد السودان دولة عربية إفريقية، حيث تمثل نسيجاً اجتماعياً متفرداً بمختلف الثقافات والأعراق والسحنات قبل أن توجد في أي مكان في العالم.
يقول أحد السياح الذين زاروا السودان، وتجول فيه: دائماً ما يُنظر إلى السودان، الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، كمكان ليس به غير الفظائع التي لا يمكن وصفها، من محارق وصحراء، وتيه وسراب. فصور المجازر والكآبة صارت ملازمة لاسمه، ولكن رغم حقيقة بعض أوجه هذه الصورة، إلا أنه يبقى انطباعاً عاماً لا يخلو من التعميم وعدم الدقة، نتيجة للضبابية التي يثيرها الإعلام العالمي حول هذا البلد التاريخي.. فتعال وألق نظرة عن قرب.
قليل هم السياح الذين يذهبون إلى السودان، وفي الأغلب يكونون من السياح المولعين بالمغامرات، والشغوفين بالمعابد القديمة والمحبين للجبانات والآثار بشدة، فهناك أماكن لم تكتشف من قبل السياح بعد، لدرجة أنك تزيل عنها الرمل لرؤية جمالها وبريقها، حيث اللوحات الجدارية للمعابد، التي رسمت لما كان هذا الجزء من الصحراء النوبية لا يزال أخضر، إنها كنوز وثروات تلفها الكثبان الرملية والإهمال والنسيان.
فالسودان ليس لديه مواقع أثرية رومانسية بحتة من تلك التي تخلب الألباب فحسب، بل يتمتع بمحميات طبيعية، مثل: «محمية الدندر» و»محمية وادي الهور» و»محمية جبال الحسانية» وغيرها الكثير، وبأفضل مكان للغوص لا يعلمه سياح العالم على طول الساحل الشريطي للبحر الأحمر مع كثبانها الرملية ذات الألوان المشمشية، التي يخترقها النيل الواهب للحياة في الجنوب وفي الغرب، والغابات الجبلية الخضراء واليانعة، إنها ليست مجرد أماكن هادئة تتذكرها بعد فترة.

أماكن تستحق الزيارة آثار مملكة مروي

مروي أو مرواه بالعربية أو ميدوي أو بيدوي باللغة المروية وبالإغريقية جميعها أسماء لمدينة مروي هي مدينة آثارية في شمال السودان تقع علي الضفة الشرقية لنهر النيل، تبعد حوالي حوالي 6 كيلومترات إلي اتجاه الشمال الشرقي من محطة كبوشية بالقرب من مدينة شندي، كما تبعد حوالي 200 كيلو متر من العاصمة السودانية الخرطوم، تعد مملكة مروي من أعظم الممالك النوبية في التاريخ النوبي، حيث إنها استمرت لمدة عشرة قرون، وعاصرت في مصر الأسرة الفارسية، ودخول الإغريق والرومان، وكان يوجد بها المعبد الرئيسي للإله أمون، وأيضاً في مدينة مروي، التي يوجد بها مقر الحكومة والقصر الملكي، وفي هذه المرحلة دفن الملوك والعديد من الملكات في جبانة نوري التي تقع بالقرب من نباتا، ولكن تم دفن بعض الملكات في الجبانة الغربية بمروي.
ويلي ذلك المرحلة الثانية في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، وظل مقر الحكومة والقصر الملكي في مروي، ولكن الملوك والعديد من الملكات دفنوا في مروي، واقتصرت أهمية نباتا على معبد أمون، وتبدأ المرحلة الثالثة بعصر الملك اركماني في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد، ودفنت الملكات بالجبانة الغربية، وانتهت حضارة مروي لأسباب عديدة، ولكن مملكة أكسوم قامت بغزو أراضيها في منتصف القرن الرابع الميلادي. كانت مروي قاعدة أساسية لمملكة مروي المزدهرة، التي تأسست على علاقات تجارية كبيرة مع الهند والصين وصناعة الحديد العالية.«كرمة» أقدم
مدينة في إفريقيا
«مدينة كرمة» من أقدم المدن التاريخية التي أثبت علماء الآثار أن هذه المدينة عمرها أكثر من 9500 عام، واسمها النوبي هو دكي قيل وهي كلمة تعني التل الأحمر باللغة النوبية المعاصرة المتداولة حتى اليوم، كانت كرمة أيضاً عاصمة الكوشيين، تقع في الولاية الشمالية من السودان على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد حوالي 700 كلم إلى الجنوب من مدينة أسوان.
لقد أهملت هذه المدينة التاريخية العظيمة من قبل العالم، ولكن هذه لم تكن المشكلة، إنها إحدى أقدم المدن في إفريقيا، ولها أهمية تاريخية كبيرة، فمنطقة كرمة وما جاورها كانت قد احتلت لما يقارب من 8000 إلى 10000 سنة، ولكن وصلت قمتها ما بين 1600 إلى 1800 قبل الميلاد، عندما كانت عاصمة لمملكة كوش، وكانت مركزاً تجارياً مهماً خلال المملكة المصرية الوسطى.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 552

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>