تعتبر بورتو منصة انطلاق مثالية لزيارة البلدات والمدن والمناطق الأخرى في البرتغال. «الشمال حيث بدأ كل شيء» حيث تتيح لك هذه الرقعة الجغرافية تتبع جذور البرتغال منذ البداية. وهناك أيضاً قرى رائعة، ومسارات شاسعة لرياضة المشي الطويل، وبرك سباحة منعزلة، والكعك الملتوي إضافة إلى الكثير من المشروبات البرتغالية.
وادي دورو
إن رحلة وادي دورو الصباحية هي الأكثر شعبية في المنطقة، تعد هذه الوجهة والتي تقع في أعلى النهر المركز الرئيسي لصناعة المشروبات البرتغالية الشهيرة؛ حيث توجد على ضفاف نهر دورو صفوف خلابة من مزارع الكروم المتسلقة لسفح الجبل. عُرف هذا الوادي منذ عام 1756 بتخصصه في صناعة المشروب، مما جعل هذا الشراب حصرياً ومميزاً للبرتغال تماماً مثل مشروب آخر يحمل اسم منطقته الخاصة في فرنسا. إن زيارة وادي دورو من أجل مناظره الطبيعية وحدها هو أمر ممكن؛ لكن جولة كروم العنب والتذوق أيضاً من مصانع الشراب يضيف للتجربة نكهة خاصة وفريدة.
تنظم عدة شركات سياحية رحلات يومية إلى الوادي في القطار من بورتو إلى بينهاو (متضمنة تذوق الشراب)؛ حيث يمكن الوصول لعدد من مصانع الشراب سيراً على الأقدام. توجد أيضاً رحلات مائية لمدة ساعة من أعلى النهر في بينهاو بواسطة اليخت أو بقوارب خشبية قديمة للاستمتاع الكامل بحجم الوادي الكبير ومناظره الساحرة. تحقق من مواعيد انطلاق القطارات قبل التسجيل في الرحلة؛ حيث إن عودتها إلى بورتو محدودة.
مدينة غيماريس
غيماريس هي المحور الرئيسي والمهم في تاريخ البرتغال، فقد كانت هذه المدينة الصغيرة ذات يوم عاصمة للبلاد والمكان الذي عُمِّد فيه أول ملك برتغالي «أفونسو هنريكس» وبالتالي فليس من المستغرب بأن يكون مركز المدينة موقعاً للتراث العالمي المحمي من منظمة اليونيسكو، تمتد على طول الشارع صفوف جميلة من المباني الملونة وأزقة ضيقة مؤدية إلى ساحات مرصوفة بالحصى والمقاهي في الهواء الطلق. كما وتضفي الأبراج المتماثلة للسيدة العذراء والأقواس الحجرية التي تعود للقرون الوسطى طابعاً معمارياً جميلاً على منظر المدينة العام.
صعوداً خارج مركز المدينة تقع قلعة غيماريس الشهيرة وقريباً منها هناك قصر دوقات براغانسا؛ حيث تعرض الديكورات والأشكال مشذبة التي تعود للقرن الخامس عشر. إنّ أعلى ارتفاع يمكن الوصول إليه للإطلالة على المدينة هو 400 متر؛ وذلك باستخدام التلفريك. خذ معك وجبة غداء للاستمتاع بها في القمة أو انطلق على أحد مسارات رياضة المشي لمسافات طويلة. ووفقاً للجدول الزمني للرحلة فإنه يمكنك زيارة مديني براغا وجيماريس في نفس اليوم.
الكنيسة وجسر ساوغونسالو
من أمام الكنيسة يعبر نهر تاميجا، ويقطعه جسر ساوغونسالو المقنطر وهو المكان الذي شهد معركة النصر للبرتغاليين على الفرنسيين خلال حرب شبه الجزيرة، ويعد الآن الطريق الرئيسي للمركبات المتجهة للمدينة. يمكن عبور الجسر للتجول في الشوارع الضيقة المملوءة بالحانات والمقاهي الصغيرة على ضفتي النهر، وتذوق اللحوم المدخنة الشهيرة في المنطقة، إضافة إلى الشراب الأخضر اللذيذ. ويوجد أسفل الجسر ممشى منحني يتبع مسار نهر تاميجا.
حديقة بينيدا جيريس الوطنية
تعد هذه الحديقة من الأماكن التي يقصدها السكان المحليون في بورتو؛ للهروب من المدينة، وتسمى ببساطة «جيريس». تمتد الحديقة عبر سلسلة من الجبال والسفوح على طول الحدود مع إسبانيا، وتشكل الطرق الضيقة مناظر طبيعية متغيرة من ضمنها صخور الجرانيت وغابات الصنوبر الكثيفة وإطلالات خلابة للنهر. وهناك العديد من المسارات المخصصة للمشي الطويل وحمامات السباحة ذات المياه الصافية والنقية. وفي بعض الأحيان شتاء تتساقط الثلوج على «حديقة جيريس».
تنتشر في جميع أنحاء الحديقة سلسلة من المدن الصغيرة؛ مثل ليندوسو، وقلعتها التي تعود للقرن الثالث عشر، التي لعبت دوراً مهماً في حروب استعادة وتحرير البرتغال، وتعد معلماً وطنياً منذ ذلك الحين. وفي الجوار توجد مدينة سوجو، والتي تشبه ليندوسو، وتشتهر بصوامع الحبوب - وهي مبان صغيرة مصنوعة من الجرانيت مرفوعة قليلاً عن سطح الأرض - إنهما مدينتان رائعتان حقاً. تعد وسائل النقل العامة نادرة في «جيريس»؛ لذلك عليك استئجار سيارة أو الانضمام لمجموعة سياحية.
مدينة براغا
هي مدينة صديقة للمشاة تحتوي على المقاهي العصرية ومتاجر البوتيك والمناظر المائية الخلابة منسوجة متداخلة بسلاسة مع شكل المدينة القديم. كما يمكنك التنزه عبر الزهور الملونة لحديقة سانتا باربارا، ومشاهدة أقدم كاتدرائية في البرتغال، يجسد هذا الجمال بعضاً من أرقى صور الهندسة المعمارية عبر القرون.
ومن معالم براغا الجذابة أيضاً «كنيسة يسوع المسيح» والتي تبعد 5 كم عن مركز المدينة، استقل حافلة أو سيارة أجرة وانزل منها أسفل التل؛ حيث مشهد الدرج الباروكي المميز، والذي يعد من أبرز معالم الكنسية نفسها، وهناك على طول الدرج ستشاهد التماثيل والحدائق المنتشرة. أو يمكنك استخدام القطار الجبلي بدلاً من الصعود مشياً على الأقدام.