الرحلات العائلية تكاد تشكل النمط الغالب على أنشطة السياحة والسفر العالمية. وتهتم سلطات السياحة في كثير من الدول بتوفير منشآت سياحية تجذب العائلات، وتضمن لها تجربة متميزة، وخاصة أن العائلات بحكم تكوينها تعتبر عملاء دسمين لوكالات السفر ولمنشآت قطاع الضيافة، فضلاً عن كونها أقل إثارة للمتاعب. وفي ظل الاهتمام العالمي المتزايد بقضايا البيئة والاستدامة بدأت جهات متخصصة في تصنيف الوجهات السياحية على أساس صداقتها للبيئة ودرجة الاستدامة التي تتمتع بها. كما أن نسبة الراغبين في قضاء عطلاتهم في هذا النوع من الوجهات ترتفع في ظل ارتفاع الوعي العام بقضايا الاستدامة، ونتيجة التجارب العملية التي ترسخ انطباعاً إيجابياً عموماً حول هذا التوجه لجهة نظافتها أولاً وهدوئها، وما تتمتع به من عناصر الطبيعة الجميلة التي تكون عادة في صلب تركيز الباحثين عن وجهة سياحية. وقد اختار موقع «لونلي بلانيت» عشرة مواقع سياحية عائلية كوجهات سياحة وعطلات تتصف بالاستدامة.
1 - فيينا
تعتبر العاصمة النمساوية صديقة للأطفال، وتتوفر فيها مساحات خضراء شاسعة أكثر من أي مدينة أخرى. وقد خصصت فينا «سيارات الأجرة الخضراء» للتنقل، سواء لسكانها أو للزائرين من السياح، إضافة إلى محطات النقل التشاركي بالدراجات الهوائية، وهو ما يضفي على تجربة السائح جواً فريداً من الحرية والشعور بالانتعاش.
يمكن للسائح استئجار مزرعة صغيرة مزودة بكل ما تحتاج إليه الإقامة القصيرة لأيام. وهنا تجد العائلة ضالتها في التمتع بالهواء الطلق، وممارسة رياضات المشي وركوب الدراجات، وحتى السباحة.
2 - سان فرانسيسكو
توفر مدينة سان فرانسيسكو بيئة مثالية للاسترخاء والمرح ولهو الأطفال، وتلبي رغبات السياح الحريصين على الاستدامة. فقد حظرت المدينة الأكياس والزجاجات البلاستيكية منذ سنوات، وتتخلص من نسبة 80 في المئة من نفاياتها خارج مكبات القمامة، ولديها أكثر من 1000 فندق صديق للبيئة. والتنقل للوصول إلى مراتع الأطفال يكون بدون سيارات. وتجد تلك الملاعب وسط مساحات خضراء. كما يمكن للأطفال تعلم الكثير عن شروط الاستدامة ، سواء عبر وسائط النقل، أو التعامل مع عناصر الطبيعة في الحدائق والمسطحات الخضراء.
3 - فولكان تينوريو
عندما يفكر السياح في قضاء عطلة بصحبة أطفالهم في كوستاريكا، فإنهم عادة ما يركزون على مشاهدة الحياة البرية الغنية. إلا أن تطوير هذه المناطق وحفظها من تعديات البشر يتطلب استيعاب ثقافة سكان البلاد الأصليين من قبائل «تيكو». ولعل أفضل مساهمة يقدمها السياح في الحفاظ على مكونات الطبيعة ودعم توجهات الاستدامة هي في قضاء العطلة في واحدة من المزارع في محيط مدينة فولكان تينوريو. هنا يجد الأطفال ضالتهم في التمتع باللعب مع صغار الحيوانات، وتعلم أساليب الزراعة التقليدية.
4 - ويلز
على الرغم من أنها منطقة صغيرة نسبياً، تتيح ويلز باقة متنوعة شاملة من أنشطة الاستدامة للأطفال. فهناك فرصة لقضاء بضعة أيام في واحد من المعسكرات الخضراء حول بلدة «بمبروك شاير» كما تتاح فرص تدريب الأطفال على أنماط الحياة المستدامة في مركز التقنية البديلة في «باويز». ويحرص زوار ويلز على التمتع بركوب الأرجوحة الأفعوانية التي تدفع بالجهد العضلي فقط، وذلك في منتزه «جرين وود بارك». ويلجأ السياح عادة إلى استئجار نزل صغير في مركز «جرينر كامبنج» للمبيت.
5 - فيجي
بعيداً عن المنتجعات وسفن الرحلات البحرية، تستهوي الكثير من العائلات رحلات التمتع بالخصوصية في بيت ريفي هادئ. هذا ما تجده في جزر فيجي، إضافة إلى دورة غير رسمية في تعلم فنون ثقافة سكان تلك الجزر التي تنظم بحيث يرتد ريعها على تطوير المجتمع المحلي. وبذلك تحقق من رحلتك هدفين الأول تجربة سياحية غير تقليدية، والثاني تعليم أطفالك أسس الاستدامة.ولمن يريد الذهاب أبعد من ذلك هناك فرص للتطوع في مبادرات دعم البيئات البحرية والبرية تحت رعاية مؤسسة تخصصية رائدة.
6 - جنوب إفريقيا
باعتبار جنوب إفريقيا من أوائل الدول التي وضعت سياسة سياحية مدروسة وهادفة منذ فترة طويلة، فلذلك لا يجد الزوار صعوبة في استكشاف ثقافتها وبيئاتها المثيرة للإعجاب بطريقة تدعم الاستدامة. ويمكن قضاء أكثر الأوقات متعة للعائلات من خلال برامج متنوعة لقضاء العطلات في تطوير تجاربهم الخاصة بالحياة البرية بسهولة، والتي تنقلك إلى العديد من المحميات التي تتيح لهم فرص تقديم المساعدة في أنشطة متنوعة لرعاية الحيوانات البرية والعناية بالنباتات، فضلاً عن الاستمتاع بالمناظر الطبيعية.
7 - الإكوادور
قد لا تلفت هذه الدولة الصغيرة في أمريكا الجنوبية انتباه الكثيرين من الباحثين عن وجهة سياحية عائلية، لكنها تمثل بداية الطريق نحو السفر المستدام. هنا يركز القائمون على برامج الاستدامة على الحفاظ على أسلوب الحياة الأصلي والمكونات المهمة بيئياً في جزر غالاباغوس وغابات الأمازون المطيرة. ومثل هذه الفرص تعتبر مثالية لتعلم كل شيء عن أهمية التطور وأهمية الحفاظ على الاستدامة في حياتنا. ويتم التعلم بوسائل تطبيقية يعززها قطار «إكوادور ترين» الكهربائي، والتنقل من وإلى شلالات روتا الشهيرة على دراجات هوائية حصراً.
9 - تسمانيا
تتعدد أنشطة السياحة المستدامة في تسمانيا، كما لا تتوفر في غيرها وكأنها خلقت لهذا الغرض. فترى الكثير من العائلات التي تكررت زيارتها للمنطقة أكثر من مرة يجذبها إلى المكان تعدد المناشط البيئية بدءاً من المشي وركوب القوارب، ومروراً باللهو على الرمال الذهبية، وانتهاء برياضة الطواف والاستكشاف الخاصة بالعائلات، التي تتوفر خصيصاً في الحدائق العامة. ولعل الأهم في ذلك شريحة المنتجات المحلية التي تدخل في إعداد أطباق الطعام اليومية للسياح، وتأخذ في الاعتبار الحماية المدروسة لعناصر البيئة المحلية.
10 - ديود رانشيز
تعتبر سلسلة مزارع ديود رانشيز من أهم المجمعات البيئية المخصصة لحماية البيئة ودعم مشاريع الاستدامة. وهي تفتح المجال لاستقبال العائلات للاستمتاع بنمط مختلف من الحياة على إيقاع منسق وهادف يجمع بين مختلف المبادرات في الهواء الطلق.
ويمكن للزوار تجربة نشاط جديد دائماً، سواء ركوب الخيل أو الرياضة أو صيد الأسماك. لكن الأهم هنا أن كل تلك المزارع قائمة على فلسفة الاكتفاء الذاتي، وتسخر جهود الجميع فيها لخدمة المجتمع المحلي.