تعد اليونان مهد الفلسفة والهندسة المعمارية، الأمر الذي يجعل من مواقعها التاريخية وجمالها الطبيعي وسكانها المرحبون واحدة من أكثر الوجهات السياحية شعبية في العالم. ليس هنالك نقص في الأشياء لرؤيتها والقيام بها، سواء كنت ترغب في مشاهدة عظمة أكروبوليس في أثينا، الاستلقاء على شاطئ مهجور في جزيرة زاكينثوس، بينما تتسارع صغار السلاحف تجاه البحر، أو مناقشة أحداث اليوم أثناء تناول مشروب منعش. العمارة التاريخية في اليونان مذهلة حقاً. في ميستراس، عاصمة بيلوبونيز في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، ستجد أطلالاً ذات أجواء مميزة تعود للقرون الوسطى متموضعة في الريف الخصب. ثم هناك ميتيورا التي تعود للقرن الرابع عشر، مع أديرتها الستة المعلقة فوق أعمدة من الصخور.
أماكن قليلة، إن وجدت، هي التي يمكنها أن تتباهى أمام أوراق الاعتماد التاريخية والثقافية التي تملكها أثينا. ويرجع الفضل في هذا إلى تاريخها الغني- كونها أقدم عاصمة في أوروبا، وموطناً للكثير من الفلاسفة والكتاب المسرحيين العظماء في فترة ال3 آلاف عام الماضية، وموقعها بين أقدم المدن في العالم. إضافة إلى ذلك، تحظى معالمها الأثرية بشهرة في جميع أنحاء العالم، مثل بارثينون على تلة الأكروبوليس. يبدو الصعود على متن طائرة متوجهة إلى أثينا كالسفر إلى القرون الماضية عبر آلة الزمن.
الجواهر المخفية
ولكن روعة أثينا أكبر من أن تكمن في تاريخها فحسب، فالجزء الحديث من المدينة لديه الكثير ليقدمه لزواره اليوم. منذ أن استضافت دورة الألعاب الأولمبية في عام 2004، زيادة الاستثمارات في البنية التحتية لأثينا، جنباً إلى جنب مع التجديد لبعض المناطق ونفض الغبار عن الجواهر المخفية في المدينة، جعل من العاصمة اليونانية صديقة للسياحة أكثر من أي وقت مضى.
وعلى الرغم من كون هذه المدينة غارقة في التاريخ، إلا أن خاصياتها المفعمة بروح الشباب والمرح تطالب بحقها من الاهتمام. لا بد من زيارة المواقع الأثرية بكل تأكيد- ولا تحظى بكل هذا التبجيل عن عبث- إلا أنه سوف يكون من الجيد تخصيص بعض الوقت للتجول في إحدى المناطق التي تم تجديدها مثل جازي.
مناطق أنيقة
ظهرت مناطق أنيقة أخرى على الساحة مقدمة عروضها النابضة بالحياة من صالات، مطاعم وأماكن فعاليات الحياة الليلية، مما يجعل البقاء خارجاً حتى ساعات الصباح الأولى برفقة السكان المحليين أمراً سهلاً بقدر ما هو مسلٍ. اختطف بعض الوقت مع فنجان من القهوة وطبق من كيفتيديس في أثناء مشاهدة العالم، أو احظ بفرصة لجمع روائع المدينة كلها أمام عينيك في آن واحد من أعلى قمة ليكابيتوس.
وعندما تشعر بالرضى عن قدر المرح الذي جنيته في المدينة، شد الرحال إلى واحد من الشواطئ الجميلة مثل ليجرينا أو فوتسالاكيا.
ماذا ستفعل في أثينا؟
عدد ضخم من الخيارات يوضع بين يديك عندما يتعلق الأمر بالبحث عما ستفعله، ما الذي سوف تأكله وأين سوف تقيم في أثينا؛ كل شيء متوفر هنا ابتداء من الفنادق التقليدية من فئة الخمس نجوم التي استضافت ولا تزال قادة العالم وصولاً إلى النُزل المفعمة بأجواء المتعة والأناقة.
مشهد تناول المأكولات بارز بشكل خاص- حيث تصطف الحانات الصغيرة جنباً إلى جنب مع المطاعم المدرجة لدى ميشلان لمرات عدة والتي لا تنفك تدفع موسعة حدود المطبخ اليوناني. تستمر تجربة الرقي هذه في محال التسوق الراقية في أتيكا أو منطقة إرمو.
إذا كنت من عشاق اللحوم، سارع فوراً لحجز طاولة في مطعم «بيس جريل» المحبوب في بورنازي. يحتوي هذا المكان على شرائح اللحم الأفضل في المدينة، وبعضاً من الأطباق المنزلية التي تحظى بشعبية كبيرة في أثينا؛ حيث قامت مطاعم أخرى بتقليدها. جرب البطاطس التي يقدمها هذا المطعم ضمن طبق مع البيض المعرض للنار قليلاً- إنها بالفعل أفضل ما يمكن أن يوضع بجانب شريحة لحم جميلة.
كذلك، يعد «راكور» واحداً من المطاعم التي تقدم القيمة الأفضل في أثينا، ويقدم هذا المطعم الحديث المأكولات اليونانية مصحوبة بموسيقى الجاز الحية ما يجعله مكاناً يستحق الزيارة حقاً. توفر قائمة الطعام في هذا المطعم الكثير لمحبي اللحوم وللنباتيين على حد سواء، كما يتميز طاقم العمل هنا بالكثير من الود، وكل هذا يجعل منه جوهرة مخفية تستحق الاكتشاف بالتأكيد في الشوارع الخلفية لكيراميكوس.
ويعد ليفتيرس لازارو هو سيد الطهي هنا، وهو الطاهي الأول الذي يحصل على نجمة ميشلان باستعراضه للمأكولات اليونانية. في مطعمه في بيرايوس، يصب ليفتيرس كل تركيزه على المأكولات البحرية. هذه التجربة المفعمة بالرومانسية، إضافة إلى المأكولات الرائعة تجبر الناس على العودة مراراً وتكراراً. قم بتجربة الحبار المشوي مع شوربة العدس بالكراميل وصلصة البرتقال.
فارفاكيوس أغورا
إذا كنت ممن يحبون المأكولات الجيدة والمنتجات المثيرة، لا تتباطأ في المضي إلى فارفاكيوس أغورا، والمعروف أيضاً بالسوق المركزي، في أثينا. الألوان النابضة بالحياة في كل مكان والبائعون يصيحون على بضائعهم من جميع أنواع الأسماك، واللحم، والخضراوات. يمكنك أيضاً أن تحظى بالتوابل والأجبان اليونانية الرائعة، وللمزيد من المرح ما عليك إلا التوقف لتناول بعض المأكولات في أحد المقاهي القريبة.
ينصح السواح بالقيام بجولة في حي غازي العصري. هذا واحداً من أروع الأحياء المعاد تجديدها في المدينة. تحول سريع لأحد أبراج الغاز إلى مكان ثقافي، وافتتاح العديد من صالات «الهيب»؛ بحيث أصبح غازي المكان المقصود في أثينا. ابدأ من جازارتي- صالة ومطعم ومكان حفلات وصالة سينما ومتجر للكتب في مكان واحد. باعتباره واحداً من الهياكل التاريخية الأكثر شهرة في العالم، يعد الاقتراب من هذا المبنى الإبداعي والتعرف إليه عن قرب أمراً لا بد منه. اتخذ هذا المبنى خلال 2.500 عاماً عبر التاريخ كمعبد ثم كخزينة ثم تحول إلى قلعة ومنها إلى مسجد. في المساء تضيف أصوات وأنوار أكروبوليس بعداً جديداً رائعاً على المكان.
سحر الجزر اليونانية
جزء من سحر الجزر اليونانية- وسبب كونها من بين أكثر جزر العالم استقبالاً للزوار- هي حقيقة أنها جميعاً تقدم شيئاً فريداً. سواء كنت ترغب في ملاذ هادئ أو عطلة نهاية أسبوع مملوءة بالحفلات تحت الشمس، من المؤكد أن إحداها ستناسب برنامجك.
ولكن إن كنت تسعى إلى عطلة مفعمة بالحيوية، قم بزيارة ميوكونوس. ليس فقط لاحتوائها كالعادة على الفن المعماري اليوناني المذهل المتموضع قبالة البحر المتلألئ؛ بل هنالك أيضاً أماكن أنيقة بما يكفي للتسكع وإبقائك مستمتعاً على مدار الساعة. وبشكل بديل، يمكن العثور على أحد أجمل تناقضات الألوان بين الأرض والشاطئ والبحر في ميرتوس، مع شواطئ حصى الرخام الناعمة ومياهها اللازوردية.
ثم لاختبار تجربة يونانية أكثر جوهرية فيما يتعلق بالفن المعماري والإطلالات، استمتع بزيارة جزيرة سانتوريني المدهشة. إنها معروفة جداً بمنازلها المثالية المشهد مع جدران بيضاء ناصعة وأسقف زرقاء مميزة. في فيرا عاصمة سانتوريني، ستجد فنادق جميلة وخيارات تسوّق رائعة، كلها تنتظر استكشافها. حانات ومقاهٍ يونانية، كلها مستعدة لتختبرها.