العزلة في الطبيعة والسفر براً

مع ارتفاع درجات الحرارة، واستمرار قيود البقاء في المنزل التي فرضها الوباء، ضاقت أنفس الكثير من الناس للخروج في الصيف والسفر بعد حصار الربيع المشدد. وعلى الرغم من أهمية السفر البري لكل من الاقتصاد والصحة العقلية الجماعية، فإنه ليس خالياً من المخاطر فيما يتعلق بالوباء؛ لذا من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نضع السلامة في الاعتبار في كل خطوة على الطريق.

وقد عرض مجموعة من الخبراء في قطاع السياحة والسفر نصائحهم؛ بناء على طلب من «سي إن بي سي» والتي تلخصت لهذا الموسم فيما يلي:

1- خطط مسبقاً

أولاً وقبل كل شيء، اتفق الخبراء على أن أفضل شيء يجب التركيز عليه الآن؛ هو وضع استراتيجية سفر أو خطة محددة.

ينصح كارل فيتشنبوم، عالم الأوبئة في جامعة «سينسيناتي كوليدج» للطب النفسي، بأن تفكر في المكان الذي تخطط للذهاب إليه قبل أن تبدأ بالتحرك، وتفكر في كيفية الوصول إلى هناك، وماذا ستفعل بالضبط بمجرد وصولك.

ونظراً لأن فتح الاقتصاد والأنشطة يتم على مراحل، يجب أن تتأكد من أن الجهة التي تقصدها ضمن المناطق التي استأنفت نشاطها. وهناك مواقع شبكية تجري تحديثاً يومياً للبيانات المتعلقة بذلك، منها موقع صحيفة نيويورك تايمز.

بعد معرفة وجهتك المحتملة، تابع ما يحدث فيها يومياً حتى يوم مغادرتك. هناك مواقع عدة تفصل معلومات تفشي الوباء، وتبرز النقاط الساخنة وأهمها: موقع جامعة جونز هوبكنز.

2- عربة الترفيه رهانك الأكثر أماناً

لتحديد المكان الذي ستذهب إليه، فكر في الطبيعة، وبالقرب من المنزل. يقول فيشتنبوم: إن الإجازة في الهواء الطلق على بُعد مسافة قصيرة بالسيارة من منزلك هي أفضل خيار لك، ففرص انتشارالفيروس محدودة عندما تكون بالخارج.

يمكن أن يشمل ذلك أي شيء من التخييم إلى استئجار منزل في الغابة أو على الشاطئ، وحتى استئجار مركبة ترفيهية وممارسة القيادة. بعض هذه الخيارات أكثر أماناً من غيرها.

وتقول جورجينا نانوس، طبيبة متخصصة في علم الأوبئة: «كل منا يرغب في بذل قصارى جهده؛ لتقليل المخاطر من خلال التحكم في كل عناصر الرحلة، وهذا يجعل استئجار عربة سكن متنقلة، هو الخيار الأكثر أماناً لك».

3- ملاحظات مهمة عند التخييم

يعد التخييم خياراً مرجحاً أيضاً؛ لكن التخييم في الريف أفضل، خاصة في أحضان الطبيعة.

يقول فيشتنبوم: «في حال التخييم في السيارة، عليك فقط توخي الحذر من الحمامات العامة؛ لأنه قد يكون من الصعب تنظيف الأسطح العامة فيها قبل وبعد الاستخدام».

ويضيف: إن الطريقة الأكثر أماناً للتخييم هي في أن تقيم في ساحة تخييم عامة، وتستخدم أواني تنظيف خاصة بك حتى عند الحاجة إلى الحمامات.

4- استئجار منزل أكثر أماناً

هناك خيار آخر هو الإقامة في منزل في مكان ما في الطبيعة، والذي يتفق الخبراء على أنه أفضل من الإقامة في فندق.

تقول نانوس: «يعد استئجار منزل خياراً جيداً؛ لأنه يمكنك تنظيفه عند وصولك ومن ثم يمكنك التحكم فيه بالكامل».

وقد وضعت بعض شركات التأجير مثل «إير بي إن بي» بروتوكولات تنظيف أكثر صرامة؛ لضمان سلامة الضيوف والمضيفين، وهذا يعني ضرورة قراءة تفاصيل سياسة شركة التأجير التي تختارها. على سبيل المثال، يتضمن «بروتوكول التنظيف» الجديد الخاص بشركة «إير بي إن بي» المبادئ التوجيهية لمواد التنظيف المعتمدة من السلطة الصحية، ويتطلب فترة انتظار لمدة 24 ساعة عند تبديل الضيوف؛ لتقليل فرص انتقال الجسيمات المنتشرة في الهواء. وتفرض فقرة «حجز المخزن المؤقت» فترة انتظار بين تبادل النزلاء مدتها 72 ساعة؛ لكنها لا تتطلب استخدام مواد التنظيف المعتمدة من السلطة الصحية.

5- القيادة أم الطيران؟

بالنسبة لسؤال أيهما أسلم القيادة أم الطيران؟ فإن الإجابة الأكثر أماناً هي القيادة.

يقول فيشتنبوم: السفر بالطائرة أخطر صحياً بكثير من السفر بالسيارة مع عائلتك.

وعلى الرغم من أن الهواء داخل الطائرة يخضع لعملية إعادة تدوير مستمرة، فإن الطائرة تجمعك بعدد كبير من الغرباء في جو مغلق. وقد لا يكون كافياً الاعتماد على شغور المقعد الأوسط.

وهذا يعني أن السفر على الخطوط الدولية أكثر خطورة هذا الصيف من السفر على الخطوط الداخلية على الرغم من أن بعض الدول مثل اليونان فتحت منشآتها للسياحة الصيفية.

ومع ذلك، فإن الطيران ليس خياراً مستبعداً كلياً إذا كنت بصحة جيدة، خاصة إذا التزمت بالسلوكات الإيجابية والنصائح الوقائية.

وتنصح نانوس بارتدِاء قناعك، وإحضار طعامك ومشروباتك الخاصة من البيت، وارتداء قفازات في الحمامات، وتجنب الجلوس بالقرب من شخص ما، وغسل اليدين أو تعقيمهما قدر المستطاع وأن تعي ما يحيط بك بشكل كامل.

6- الاختلاط بأقل عدد من الناس

قد يكون البقاء مع العائلة أو الأصدقاء أمراً جيداً، طالما أنك تحافظ على انخفاض العدد الكلي، وتعلم أن مضيفيك يتمتعون بصحة جيدة ويطبقون قواعد التباعد الاجتماعي الآمن.

قد يكون من الصعب تحديد عدد معين من الأشخاص؛ لكن الحقيقة هي أنه كلما كانت المجموعة أكبر، ازادت المخاطر؛ لذلك فإن المحافظة على مشاركة عدد أقل هو الأسلم، كما يجب عليك أيضاً محاولة قضاء أقل وقت ممكن في الداخل.

7- ماذا عن الفنادق؟

الفنادق الفاخرة ربما تكون جيدة أيضاً؛ نظراً لأنها تمتلك المال اللازم لتوفير أعلى ترتيبات النظافة؛ لكننا لا نعرف الكثير عن تلك الفنادق.

وتقول نانوس: هناك الكثير من الأسطح وأزرار المصعد والأشخاص الذين يدخلون ويخرجون من غرفتك؛ من أجل خدمات ترتيب الأسرّة والتدبير المنزلي العام، وهذا يعني ضعف قدرتك على التحكم في النظافة.

من الحلول الممكنة الاستغناء عن خدمات ترتيب الغرف وإجراء ذلك بنفسك.

8- استمتع بسلام

في النهاية، أهم شيء يجب ألا ننساه هو أن السفر من المفترض أن يكون ممتعاً. وأفضل طريقة للمحافظة على المتعة من دون الضغط على نفسك، هي التخطيط لرحلة أكثر أماناً.

تشير نانوس إلى أنه إذا شاركت في سلوك أكثر خطورة، فأنت لا تعرض نفسك ومجتمعك لخطر أكبر فحسب؛ بل من المحتمل أيضاً أن تشعر بالتوتر وبالتالي لن تكف عن النظر في هاتفك طوال الوقت؛ للحصول على التحديثات، الأمر الذي سيقضي على متعة السفر.

لذا فإن أفضل طريقة للقيام برحلة هذا الصيف هي الذهاب إلى مكان ما في الخارج، والسفر بالسيارة، وتحديد عدد الأشخاص الذين ستتواصل معهم وإجراء بعض التواصل مع هؤلاء الأشخاص عندما تذهب حتى تعرف أن الجميع في وضع صحي سليم عندما تصلون.

بالطبع سيصبح هذا أكثر صعوبة مع بدء فتح المزيد من المقاهي والمطاعم، حتى مع تطبيق قواعد الإشغال الجزئي. ولكن الخيار الأكثر أماناً هو حمل الطعام والمشروبات من البيت. وتبقى تجربة الطهي في الطبيعة مع الأصدقاء واحدة من بواعث البهجة والسرور.