الفلبين واسمها الرسمي جمهورية الفلبين، هي جزيرة تقع جنوب شرقي آسيا، وعاصمتها مانيلا، حيث تقع غربي المحيط الهادي شرق فيتنام، تحدها تايوان إلى الشمال عبر مضيق لوزون، وفيتنام إلى الغرب عبر بحر الصين الجنوبي، وبحر سولو في الجنوب الغربي ويحدها من الشرق بحر الفلبين. تصنف إلى ثلاثة أقسام جغرافية رئيسية، هي: لوزون وبيسايا ومنداناو، تعكس الفلبين حضارات وطنية متعددة، وبها تأثيرات ثقافية عديدة، مثل: الثقافة الأوروبية والأمريكية اللاتينية والولايات المتحدة.
ترجع أصول معظم الفلبينيين في الوقت الراهن للعرق الأوسترونيسي، إضافة إلى ذلك، هناك الأقليات الإسبانية، والمكسيكية، والأمريكية، والصينية والهندية، ففي خلال مسيرتها التاريخية الباذخة، تأثرت حضارة الفلبين كثيراً بالغرب، فالديانة الكاثوليكية الرومانية هي الديانة الرسمية للفلبين، أما اللغات الرسمية هي الفلبينية والإنجليزية.
لذلك لا تحتاج الفلبين إلى مبررات لشد الرحال إليها، لأن ثراءها التاريخي والثقافي يجبرانك على ذلك، فالسياحة لا تعني البحث عن رقعة رملية معزولة على شاطئ، ولا تعني الإحساس بلسعات الشمس اللذيذة في أنحاء الجسد، توفر الجزر الفلبينية التي تفوق 7 آلاف جزيرة مجموعة من المغامرات المثيرة التي ترفع مستوى الأدرينالين وخفقان القلب بشكل متسارع، فهناك عشرات الأفكار لإيجاد الجزيرة المناسبة من الجزر المنتشرة لبدء رحلتك السياحية.
السباق في جزيرة لزون
تجعل التضاريس الوعرة الطويلة جزيرة لزون محل فخر لهواة الرحلات المضنية من السياح، فأجمل النزهات تكون في جبال كودلدليرا الشمالية، لذا اقض ليلة واحدة مخيماً فوق قممها الشاهقة، حيث يبلغ ارتفاع جبل بيلاج 2,922 م، وجبل نبلاون 2,642 م، وفي الصباح الباكر تمتع بمنظر الشروق الذي يطفو فوق بحر من السحب - ياله من منظر ساحر.
وقبل أن تنطلق تأكد من سلامة أمتعتك، وتحقق من وجود المرشد السياحي، والبس المعاطف التي تقيك من شر البرد، حيث تصل درجات الحرارة إلى مستويات متدنية فوق القمم، فالتنقل وسط منازل عتيقة تشرف عليها منظمة اليونيسكو حول مدينة بنايو، في محافظة إيفوغاو، تجربة فريدة لا ينبغي أن تفوتك، ورغم أن محافظة ماونتين، ومحافظة كالينغا البعيدة أماكن جميلة لزيارتهما، إلا أن التنقل في قرى التلال، من قرية إلى قرية أخرى سيراً على الأقدام، أجمل بكثير.
وبالتوجه جنوباً إلى مانيلا، تلحظ أن الجبال البركانية هي التي تهيمن على مشهد الرحلة، بأشكالها المخروطية المتقنة، حيث جبل ميون، الذي يبلغ ارتفاعه 2,462 م، جنوب شرقي لزون، الجبل البركاني الرئيسي، وميون تعني «الجميل» بلغة أهل المنطقة، ولكن جماله يعد جمالاً ثورياً وغاضباً، إذا كان جبل ميون يصدر صوتاً هادراً أو مهدداً بالإعصار فلا تتسلقه، لأنه هناك كانت حوادث من قبل، فانتبه لأي تحذيرات أو استثناءات في الأماكن التي تتنقل فيها، حيث توجد 7 جبال بركانية على طول الشريط بين مانيلا وجبال ميون الموجودة قبالة حلقة النار، ولذلك تعد لزون منطقة مملوءة بعدد وافر من المغامرات، وبالتنقل على كلا الجانبين، الشرقي والغربي للجزيرة يمكنك الاستمتاع بالتزلج وركوب الدراجات الجبلية، والطواف البحري والتجديف، وهذا غيض من فيض، وفي وسط لزون شمال، بسقادا جنة الهبي، تنظم محافظة ماونتين الرحلات البحرية وبعض الأنشطة الأخرى في منطقة كوردليرا.
كهوف جزيرة سمار
في العادة، أي حديث عن جزيرة سمار يجب أن يتبعه ذكر صفة «وعر وقاسي»، أما راكبو الأمواج فيتحدثون عن خطورة الأمواج في الساحل الشرقي للجزيرة بطريقة مرعبة، كما توفر الغابات الكثيفة داخل الجزيرة فرصة نادرة لرؤية الطائر الوطني الفلبيني، والنسور الفلبينية المهددة، ورغم أن اكتشاف الكهوف أكثر متعة وليس لمتعته أي مثيل.
إن الرحلات التي تنظمها شركة تركسبلور، خارج كاتبلوغان سوف تأسرك وتلق بك في عالم بعيد، لذلك قم بارتداء الزي الخاص بالكهوف كاملاً، مع القبعة المزودة بالمنور الذي يعمل بغاز كربيد الكلسيوم واتبع دليلك السياحي إلى مجاهل الكهوف، فخلال الساعات الخمس المقبلة سوف تكون سابحاً في بخار الممرات الأرضية، وغارقاً في أنفاق كرست، ومنزلقاً على الهوابط المنخفضة، فهذه مغامرات شبيهة بمغامرات أفلام إنديانا جونز الشهيرة.
ميندورو موطن هواة الغطس
تشتهر الجزر الفلبينية لكونها وجهة من الدرجة الأولى لهواة الغطس، ولكن أفضل أماكن الغوص فيها بعيدة إلى حد لا يمكن للسائح العادي زيارته، وتسمي جزيرة آبو ريف، وهي جزيرة غارقة بالشعب المرجانية، توجد على مسافة نحو ساعتين قبالة الساحل الغربي لميندورو.
ورغم أن معظم جزر الفلبين تشتهر بالحياة البحرية، إلا أن آبو ريف تتميز بتنوعها الكلي ومخلوقاتها الكبيرة، ففي أثناء الغطس قد لا تستطيع معرفة عدد أسماك القرش، أوأسماك الشفنين، والسلاحف البحرية التي رأيتها، فلسنوات كان يصعب الوصول إلى آبو ريف بسبب سوء حالة الطرق المؤدية إلى بلدة سبليان، نقطة الانطلاق الرئيسية، ولكن الآن الطرق السريعة السلسة ساعدت على تحسين الوصول من مانيلا إلى قرب سان خوان، مما يعني أنه بإمكانك مغادرة مانيلا في الصباح وتكون في آبو ريف منتصف النهار وتحديداً عند نادي آبو ريف الذي يبعد ساعة في اتجاه الشمال من سان خوان.
مينداناو: التجديف في المياه البيضاء
في حين أن بعض أجزاء من مينداناو هي مناطق محظورة بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، فإن الجزء الشمالي من الفلبين، الجزيرة الأكبر، يعتبر مكاناً أكثر أمناً - ناهيك عن روعته وبيئته المهيأة للمغامرات.
ورغم وجود المنحدرات الكبيرة في شمال لوزون، إلا أن منافذ التجديف التي تصل إلى هناك قصيرة، ففي شمال مدينة مينداناو من كاجايان دي أورو، يمكنك طواف نهر كاجايان طول السنة على منحدراتها إلى أن تصل الدرجة الرابعة، لأن أجزاءها المتساوية مثيرة ومناظرها الطبيعية خلابة، فضلاً عن رحلاتها الطويلة التي تنطوي على وجبة الغداء وأوقات الاستراحة برفقة المرشدين السياحيين الفلبينيين اللطفاء - من أشهر الشركات العاملة في قطاع السياحة هي شركة بغسي للتجديف، فلو كنت في كاجايان دي أورو فأنت على بعد ساعتين بالقوارب لتصل إلى منطقة أخرى مملوءة بعجائب المغامرات وأسرارها، وهو المكان الذي يوجد فيه بركان كاميجوين المزدان.
بالاوان موطن التجديف البحري
تشتهر بالاوان بتكويناتها الكلسية الرائعة لأرخبيل باكوت قبالة جزيرة إل نيدو، ولكن عدة ساعات شمال إل نيدو بالقوارب تجد كورون، جنة المغامرات، حيث يتزاحم الغواصون على المنطقة لاستكشاف حطام عشرات السفن التي دمرت إبان الحرب العالمية الثانية في خليج كورون قبالة جزيرة باسوانغا، فالخليج يزدان بجزر مثالية توفر مأوى وأماكن تخييم مهيأة، كما أن به بعض أفضل أماكن الغوص في الفلبين، أما هواة التزلج البحري فيقضون أسبوعاً كاملاً متنقلين في جميع أنحاء الجزر هنا، حيث يقومون بصيد الأسماك، مستمتعين بهالة هادئة من العزلة، فضلاً عن المغامرات القبلية ذات الإثارة العالية على متن الزوارق، فالرحلة يتم تخطيطها لتناسب الأذواق وعلى حسب مستوى المهارات.
بوهول موطن هواة التجديف وقوفاً
تتميز جزيرة فسيان الجنوبية لبوهول بأماكن غوصها الآمنة، ولكن مؤخراً تحولت إلى أماكن ينشط فيها الفتية أكثر، لممارسة رياضة التجديف وقوفاً، أما مياه نهر لوبوك الزمردية الخضراء فإنها تسعى كالحية مخترقة الوادي الضيق الذي تكسوه الغابات الاستوائية - فانطلق في الصباح الباكر مع زغردة الطيور النادرة ذات الأشكال والألوان الزاهية، حتى تصل الطريق الذي يؤدي إلى منبع الشلال الذي يوفر منظراً مثالياً لممارسة رياضة اليوغا، حيث تشاهد ممارسي اليوغا وهم يؤدون التمارين فوق ألواح التزلج التي بحوزتهم.
تقوم شركة أس يو بي السياحية بتنظيم رحلات التجديف على الألواح وقوفاً خارج مدينة لوبوك، ولديهم أماكن مجهزة لإيواء السياح، كما يمكنها أيضاً تنظيم رحلات إلى كورون ونيغروس الجنوبية.