ولكن الإعصار الشديد الذي ضرب تايتنغ في 8 يوليو/ تموز 2016، والذي تسبب في وفاة شخصين وجرح العديد ودمار البنية التحتية، أدى إلى هروب أعداد كبيرة من السياح، ففي الوقت الذي أكتب فيه الآن، تجري أعمال النظافة ويبدو أنها قد تستغرق عدة أسابيع لإكمالها، لذلك يجب على السياح استشارة سلطاتهم المحلية قبل السفر إلى تايوان.
توجه إليها في فصل الصيف، لأن مهرجان المناطيد الدولي ينطلق عندما يجتمع هواة الطيران بالمناطيد من كل أنحاء العالم، ففي شهري يوليو/ تموز، وأغسطس / آب تطير المناطيد الزاهية الألوان والمذهلة فوق سماوات لويي بلاتيو الهادئة التي تبعد نصف ساعة عن مدينة تايتنغ، والأروع من ذلك أن المهرجان يقام مجاناً، ولكن على الرغم من ذلك، إذا احتجت لعلبة فشار كبيرة فسوف تضطر إلى شراء تذكرة، وكذلك تأكد من حضور أحد عروض المناطيد الليلية المتوهجة، عندما تضيء المناطيد المربوطة من الداخل، حيث ترقص مع أنغام الموسيقى مثل الألعاب النارية في شكل فقاعات ضخمة.
الساحل الباسيفيكي
يوفر الساحل الشرقي لتايوان أجمل المناظر الخلابة على الشريط الساحلي في آسيا، حيث تمتد مياه المحيط الهادي الزرقاء الشفافة شرقاً بأمواجها الدائرية اللانهائية، أما شارع 11 السريع والمستقيم استقامة السهم تقريباً يمنح مشهداً مثالياً ورائعاً، وهو مسطح بشكل يمكن قيادة الدراجة فيه، كما أن قيادة السيارة فيه ممتعة لا تحدوها متعة أخرى، مروراً بمنطقة تروبيك كانسر الموجودة في منتصف الطريق، بين منتجع تاروكو الوطني ومدينة تايتنغ.
إن هذا الساحل الوعر والقاسي يوفر ظروفاً جيدة للتأمل في المنظر البديع للسماء، ففي الأمسيات الهادئة، وبعيداً عن صخب المدن المكتظة، تكون النجوم و القمر في أبهى حللها وأصفى صورها، حيث يمكن رؤيتها من أي نقطة تقف عندها أو أي منطقة استراحة توجد فيها، فجيالولان التي تبعد عن تايتنغ مسافة 7 كيلومترات تعتبر منطقة رائعة لمراقبة السماوات، وكذلك تستضيف هذه المدينة حفلات موسيقية، وتضم سوقاً لبيع الألواح الخشبية الطافية على البحر في أمسيات الصيف.
أما أماكن المبيت والإفطار بشاطئ كوكنت فتوجد في شمال المدينة عند شاطئ كريسنت المعزول، حيث توجد في كل غرفة شرفة خاصة لهواة مراقبة النجوم بمناظيرها. إن قيادة الدراجة على الطريق الساحلي للمحيط في اتجاه الشمال من تايتنغ تكون عالقة بالذهن ولا تفارق المخيلة، أما في اتجاه الغرب، فإن خاصرة الجبال الرئيسية تقف شاهقة، بينما يختفي المشهد ناحية الشرق على نحو رائع باتجاه طول الساحل الذي يتخذ شكلاً مقعراً بمناظره الخلابة، فلا تنس الاستمتاع بوجبة مأكولات بحرية شهية في واحدة من صالات الطعام بجوار مرفأ فغانغ، ولا تتردد في التجوال بالأنحاء فوق رمال الشواطئ الصفراء عند نقاط تجمع السياح على طول الساحل، فأقرب نقطة إلى مدينة تايتنغ هي مدينة سان يان، و قرية دولان التي تبعد 20 كم في اتجاه الشمال من تايتنغ، موطن المهاجرين الذين يديرون الفنادق والمخابز.
المهرجان الناري
تعتبر مدينة تايتنغ شبكة ناعسة من خطوط الأشجار المصطفة بجوار المحيط مباشرة، بمدنها وسواحلها الغربية التي جذب اقتصادها أغلبية شباب الجيل الجديد إليها، فالأجداد والجدات يهيمنون على كل شيء هنا، ويسيطرون على الأمور، فهذا يضفي على طابعها مسحة تقليدية نابضة بالتاريخ، ليس لها مثيل في أي مكان في تايوان، لذا تصل الإثارة مداها خلال مهرجان بومبينغ ماستر هاندون الصاخب الذي يقام خلال رأس السنة الصينية، حيث تمتلئ الشوارع بالأدخنة وبريق الأضواء، حيث يقوم المتفرجون برشق رجل شبه عارٍ بمفرقعات بنفسجية، فالرجل يقف من أجل اللورد هاندون، إله الثروة بينما يرشق بالألعاب النارية لحمايته من البرد وجلب السعادة له
مهرجان الأزهار والأسماك والفواكه
يمكنك الذهاب إلى أي مكان في تايوان بدون الدخول إلى سوق ليلية، وتايتنغ ليست استثناء، فكل السواحل في تايوان بها تقريباً مأكولات بحرية طازجة، بجميع أنواعها، مقلية ومشوية ومحمرة مباشرة من العربة، فإذا كنت ماهراً في تذوق الأطعمة وموجوداً هنا في موسم الصيف فكل مما لذ وطاب، إضافة إلى كريم التفاح المتوافر في جميع أنحاء الجزيرة.
وينحدر نحو 35% من سكان تايتنغ الأصليين من مجموعات عرقية مختلفة، فالمتحف الوطني الجميل الذي يضم مقتنيات لما قبل التاريخ يحكي ماضيهم التليد، فهذا المتحف أحد الأماكن الجيدة لفهم الحركة الحقوقية للسكان الأصليين في تايوان.