أما الاستكشافات الأولية ورؤية الأماكن الملكية فتعرف رسمياً بلاهاي (كاونتس هدج)، مقر الحكومة الهولندية على الرغم أن أمستردام هي العاصمة، أما بننهوف فهي عبارة عن مجمع أبنية وسط المدينة ويضم أقدم مبنى برلماني في العالم لايزال مستخدماً حتى اليوم، امضِ إلى بحيرة هوف فايفر، لتستكشف مجمعها الفاخر الذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر، وساحته المركزية (كانت تستخدم لتنفيذ عقوبات الإعدام في الماضي) المحاطة بالمباني البرلمانية، وكذلك مجلس الشيوخ التابع للبرلمان الهولندي الذي يضاهي بزخرفته زخرفة الجناح الشمالي للبرلمان الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، بينما مجلس النواب الذي كان يوجد في السابق في قاعة الرقص يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، فتجده حالياً مع المباني الحديثة في الطرف الجنوبي، وأيضاً تعتبر لاهاي مقراً للعائلة الهولندية المالكة، كما أن قاعة الفرسان تضم العرش الذي يفتتح فيه الملك وليام الكسندر البرلمان، حيث تم تخصيصها للاستقبالات الملكية أيضاً، فالمباني فخمة بحيث يمكنك التجوال في كامل أنحائها، ولكن لو أردت أن ترى ما بالداخل فيمكنك الحجز مسبقاً للتجول فيها بمركز «برو ديموز» للزوار.
وبرغم أن المباني الملكية «قصور نوردايندي» لا تفتح أبوابها للعامة، فإن التمتع برؤية تصاميم قصر النهضة الخارجية تستغرقك مسافة 600 متر شمال غرب بننهوف.
عقوبة العصور الوسطى
يشكل ( متحف باب السجن) الذي يوجد مقابل هوف فايفر جزءاً من الحصون التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر، تقوم إدارة المتحف بشرح النظام العدلي الذي كان معمولاً به في العصور الوسطى والأدوات التي كانت مستخدمة في تعذيب النزلاء شرحاً تفصيلياً.
عند الظهيرة
قم بالمرور على «مقهى بلوم» الجذاب، الذي زين ب«الأزهار» لجعل منظره متناسقاً مع اسمه، حيث يقدم قهوة ووجبة غداء فاخرة من الساعة 2:30 ظهراً، كما أن لديه خدمات أخرى تشمل الكويتش وساندوتشات الذواقة التي تضفي على شاي ما بعد الظهيرة طعماً لذيذاً، ويشتمل هذان النوعان على الكعك المنزلي مثل كعكة التفاح والشكولاتة والجوز.
قصر موريتشويس
يأتي موريتشويس في المرتبة الأولى من حيث التبادل الثقافي باعتباره مقراً للمقتنيات الملكية والتحف الفنية النادرة في هذا القصر الذي بني عام 1640، إذ يضم جناحه الجديد فتاة فيرمير التي تلبس أقراط اللؤلؤ، ولوحة الرسام الهولندي رمبرانت «علم التشريح للدكتور نيكولاس تولب»، ومن بينها لوحات الفنانيْن، روبنز، واستين، المعروضة في متحف غيلارج برينزوليام، على بعد خمس دقائق سيراً على الأقدام في الاتجاه الجنوبي الغربي.
هناك أيضاً العديد من التحف الفنية في «متحف أيشر في القصر» (صالة قصر فورهاوت، مقر الملكة أيما الشتوي) حيث يضم متحف أيشر في القصر تحفاً فنية بديعة تخلب الأنظار للرسام الهولندي ذائع الصيت أيشر، وهناك أيضاً إعادة تشييد لواقع افتراضي لمبانيه المذهلة بسلالمها اللانهائية وطابعها المائي، مصحوبة بصور ومراسلات أيشر.
انغمس في التسوق
قبالة بننهوف تماماً، أمام هوف ويج وسبيسترات المدرجتين في قوائم اليونيسكو للتراث العالمي، ممر مغطى به أقدم المحال التجارية الفخمة في هولندا، حيث يضم محال لوكاردي للمجوهرات، وكذلك محال فان أوس 1930 (للأحذية والحقائب)، وهوب أند استورك (محمصة البن والشكولاتة المصنوعة يدوياً)، أما أكبر المحال التجارية وسلسلة الشركات في الطرق السريعة فتضم غروت ماركسترات.
وقت العشاء
إذا كنت تشعر بجوع شديد تناول وجبة العشاء في مدينة دنيوييج من أطباق المقبلات في أوكير مع كافيار الأوسترا، بالإضافة إلى الأضلاع الرقيقة المنقعة في مطعم تفاريين دي ريسدنت المكتظ بصفوف طويلة من الزبائن، وهناك أيضاً مطعم أولارد الذي يقدم أطعمة عصرية فاخرة مثل الاسكالوب المحروق مع موس الوسابي واللحم المسلوق وهريس التروفيلد والزبدة المحروقة وصلصة الطرخون بأسعار معقولة إلى حد كبير داخل مجالس مفتوحة مطوقة بالطوب.
الترفيه الكبير
تتميز هذه المدينة الحديثة بعدد وافر من خيارات الترفيه المتنوعة، من بينها موسيقى البلوز والروتس والريغي والصول والأندية الليلية في بارد فان روج، إلى الرقص في مسرح دانس وحفلات موسيقية تحييها ذا ريسدنتي أوركسترا، وأوركسترا سيمفونية لاهاي الكلاسيكية التي تعرض في مسرح زودراستاند لاستعراض الفنون.
مكان الإقامة
ليست هناك نُزل قديمة في العالم تضاهي نُزل وفنادق لاهاي العتيقة التي يعود تاريخها للأزمان السحيقة، حيث توجد بها أقدم الفنادق على مر التاريخ، مثل فندق ديز أنديز الذي تم بناؤه عام 1858، فمن بين أقدم نزلائه تسار نيكولاس الثاني الذي عقد أول مؤتمر سلام في العالم في 1899، وكذلك ونستون تشرشل، وثيودور روزفلت وراقصة الباليه، آنا بافلوفا، التي توفيت هنا عام 1931.
أما فندق هت بلاس المزدان بالأنتيكات، والذي يقع بالقرب من مقر الإقامة الملكية، فيوفر أيضاً التقاليد الفاخرة، كما أن الخيارات الوسيطة الجذابة فتضم تاجاً يزين منزلاً بالمدينة تم ترميمه حديثاً يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، حيث يوجد قبالة بننهوف، أما السياح ذوو الميزانية المحدودة فعليهم مراجعة إتش آي التابعة لنزل «إستاي أوكي لاهاي» للرحالة.
الوصول إلى لاهاي
توجد قطارات إلى محطة لاهاي المركزية من محطة قطار أمستردام على رأس كل نصف ساعة، تستغرق الرحلة 50 دقيقة، وهناك نحو 4 قطارات على رأس كل ساعة من محطة روتردام المركزية إلى محطة اسبور ترين بلاهاي، التي تبعد 1.5 كيلومتر جنوب المحطة الرئيسية، أما خط مترو (E) فيربط محطة روتردام المركزية بمحطة لاهاي المركزية كل 15 دقيقة، حيث تستغرق الرحلة 30 إلى 40 دقيقة تقريباً.
الوصول إلى لاهاي جواً
أقرب مطار هو مطار لاهاي روتردام، حيث يوجد على بعد 19 كيلومتراً جنوب شرق محطة لاهاي المركزية، ويقوم بخدمة المسافرين إلى قرابة 40 وجهة أوروبية، ولو وددت أن تذهب بسيارة الأجرة فسيكلفك 50 يورو، فمطار هولندا الضخم، شيفول، يتساوى في المسافة مع قطار متجه بسرعة عالية إلى أمستردام وروتردام، حيث يستغرق كل منهما نحو 20 إلى 30 دقيقة، مع وجود قطارات واصلة إلى لاهاي.