عمّان، عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، تزخر بالعديد من المواقع التاريخية والأثرية. فالأردن متحف كبير بالآثار والأماكن التاريخية والحصون والقلاع الدالة على تعاقب الحضارات، حيث يمكن للسائح زيارة عدد كبير من المواقع التاريخية التي تمثلها وتمثل الممالك والدول التي قامت على أرضه وسادت ثم بادت وظلت آثارها تشهد عليها.
منح الموقع الجغرافي المتوسط والرابط بين القارات والمناخ المعتدل الذي ساعد على الاستقرار البشري منذ القدم، عمّان الدور التاريخي المهم كطريق للقوافل التجارية وطرق المواصلات التي تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب. وتُعتبر جرش شقيقة البتراء من أهم المواقع الأثرية، وتضم القائمة البحر الميت والمغطس، ومأدبا والكرك وعجلون.
وتجتذب الأردن أكثر من 5 ملايين سائح سنوياً، كما تعتبر إحدى أهم مناطق الجذب السياحي في شرق المتوسط. ويعود ذلك أساسا إلى أهمية المملكة التاريخية والمواقع الدينيّة. وتتمتع الأردن بمواصفات أخرى تجعلها مقصدًا للسيّاح والزوّار من مختلف أنحاء العالم طوال أيام السنة، خاصةً فيما يخص السياحة العلاجية، إذ تعتبر الوجهة الخامسة في العالم في هذا المجال.
ويوجد في المملكة أكثر من 300 فندق مُصنف وغير مُصنف، وتشتهر عمّان بالعديد من الفنادق والعلامات الفندقية الشهيرة، ويساعد التنوع المناخي رغم صغر مساحة البلاد نسبياً، على تعدد أشكال السياحة. حيث يُعدّ مناخ البلاد مزيجاً من المناخ المتوسطي والصحراوي. وبشكل عام، فإن الطقس حار وجاف في الصيف ولطيف ورطب في الشتاء. وتشتهر عمّان بالعديد من الفعاليات السياحية المتنوعة وأشهرها فعاليات مهرجانات جرش التي باتت جزءاً من أجندة المهرجانات العربية.
تاريخ عمّان
عمّان من أقدم مدن العالم المأهولة منذ الألف السابع قبل الميلاد، أقيمت على أنقاض مدينة عرفت باسم «ربّة عمّون» ومن ثم «فيلادلفيا» قبل أن تأخذ اسم عمّان المشتق من «ربة عمّون»، واتخذها العمّونيون عاصمة لهم. تشكل سبع تلال المدينة التي كانت مركزا للمنطقة، وقد مرّت عليها حضارات عدة تركت آثاراً منتشرة في أرجاء المدينة، أهمها العمونيون. ويُعد المدرج الروماني أحد أكبر الآثار المتبقية في المدينة. كما يدل جبل القلعة بآثاره المختلفة على الحضارات العمونية والإغريقية والرومانية والبيزنطية والأموية، بالإضافة إلى رجم الملفوف الواقع في جبل عمّان والمطل على وادي صقرة وهو ما تبقى من حضارات فترة ما قبل التاريخ.
كشفت التنقيبات على أن هذه المنطقة هي من أغنى مواقع العصر الحجري الحديث ما قبل الفخاري، كما أن قرية عين غزال شرق العاصمة قد سُكنت دون انقطاع منذ 9 آلاف عام.
موقع أهل الكهف
وفي عمّان، يرتفع جبل القلعة حوالي 135 متراً فوق مستوى سطح البحر، وما زالت بقايا قصور العمونيين ماثلة فيه، منها جدران الأسوار، والآبار المحفورة في الصخر الجيري. وعثر في جبل القلعة على أربعة تماثيل لملوك العمونيين تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد. ويوجد أيضا، آثار وأعمدة رومانيّة كورنثية ومعبد لهرقل، الذي بناه الإمبراطور الروماني أوريليوس، وقد نصب تمثالاً لهرقل عند مدخل الهيكل. وتدل بعض النقوش على أن المعبد شُيد بين 161 و166 ميلادية. بقي من المعبد واجهة مكونة من ستة أعمدة ضخمة. كذلك يحوي الجبل آثاراً إسلامية تعود إلى العصر الأموي، حيث القصر الأموي والبركة الأموية والمسجد. بالإضافة إلى ذلك يوجد على قمة الجبل متحف الآثار الذي شُيد سنة 1951.
كما يقع في منطقة عراق الأمير إلى الجنوب الغربي من عمّان، قصر العبد، والذي بُني بين عامَي 187 و175 قبل الميلاد في ظل حكم البطالمة، في عهد سلوقس الرابع. وتم بناء القصر من الحجارة البازلتية الضخمة البيضاء، ويبلغ طوله 38 مترا وعرضه 18 مترا وارتفاعه 4,5 متر. ويتكون القصر من طبقتين. كما يوجد في عمّان أيضًا موقع أهل الكهف التاريخي في قرية الرجيب، وكان الاسم القديم لهذه القرية هو الرقيم.
مدن الديكابولس
شكل عددٌ من المدن الأردنيّة، ومعها مدن أخرى تقع في فلسطين وسوريا، حلفًا تاريخيًا في الفترة الرومانية، ابتداءً من القرن الثاني للميلاد. كان يُطلق على هذا الحلف السياسي والتجاري والعسكري اسم حلف الديكابولس، وهو يجمع عشر مدن منتشرة في بلاد الشام - نصفها في شمالي الأردن. وتشابهت هذه المدن فيما بينها بأن لها مخططات هندسية شبه موحدة من الأسوار والأبراج والبوّابات، كما أن لها معالم متشابهة تشمل المعابد والمسارح والشوارع.
وجاءت فكرة تكوين الحلف بداية من قبل اليونان، بعد موت الإسكندر المقدوني، وتضاربت الآراء حول المدن وتبعية كل منها للحلف، وذكرت قوائم عديدة يضم كل منها عشر مدن، ومنها قوائم القرن الأول قبل الميلاد التي ضمت المدن الأردنيّة فيلادلفيا (عمّان)، جراسا (جرش)، جدارا (أم قيس)، بيلا (طبقة فحل)، بالإضافة إلى سكايثوبوس (بيسان) في فلسطين التاريخية، والمدن السوريّة دمشق وقنوات.
وتُعتبر جرش من أكبر المدن الرومانيّة الأثريّة في العالم التي حافظت على معظم معالمها حتى يومنا هذا، حيث ما زالت ساحات المدينة وشوارعها وأعمدتها ومسارحها الأثرية شاهدة على العهود القديمة. كما تقع جرش ثانية في قائمة أفضل الأماكن المحبّبة للزيارة في الأردن بعد البتراء. وتمثّل جرش الأثريّة نموذجًا لتلاقي الحضارات وتزاوج الثقافات الرومانيّة واليونانيّة التي نشأت في حوض البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى روح الشرق والتقاليد العربية في العصور الإسلامية. وهي اليوم من أهم الأماكن الأثريّة التي تحظى باهتمام السيّاح.
تقع المدينة على بعد 50 كلم إلى الشمال من عمّان، في واد أخضر تجري فيه المياه. وعندما يقبل الزائر نحو المدينة تطالعه البوابة العظيمة ذات الأقواس الثلاثة، التي بُنيت على شرف الإمبراطور الروماني هادريان عند زيارته لها عام 129 للميلاد. وبسبب موقعها على ملتقى طرق القوافل، تحولت المدينة إلى مركز تجاري وثقافي مزدهر لتصبح أهم مدن حلف الديكابولس.
عاشت مدينة جرش عصرها الذهبي تحت حكم الرومان الذين أدخلوا إليها الديانة المسيحية بحلول عام 350 ميلادي، لتنتعش فيها لاحقًا حركة تشييد الكنائس والأديرة التي دُمر معظمها على يد الجيوش الفارسية. وفي عام 635 ميلادية وصلت جيوش الفتح الإسلامي ليعود الأمن والاستقرار إلى المنطقة كلها، ولتستعيد المدينة ازدهارها في العصر الأموي. وضربت زلازل متلاحقة ومعها الحروب والفتن المدينة وأسهمت في خرابها، وبقيت أنقاضها مطمورة إلى أن اكتشفها سائح ألماني سنة 1806، ليبدأ التنقيب عنها وإعادة الحياة إليها لتنهض جرش الحالية.
الثقافة الأردنية
يجد السائح في عمّان العادات العربيّة السائدة في بلاد الشام الممزوجة ببعض عادات شبه الجزيرة العربية، إذ إن العادات المتعلقة بالكرم والضيافة لا تختلف عن باقي الدول العربية، إلا أنه يبقى ما يميز الأردن التمازج ما بين ثقافة البلاد وثقافة المناطق المحيطة من فلسطين وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية ومصر.
ويعد الأردن بلدًا غنيًا بالحرف اليدوية القديمة التي توارثتها الأجيال كصناعة السجاد اليدوي، والأطباق الخزفية والفخارية، والسلال، والتطريز والزجاجات الرملية المزينة والملونة بأنواع من الرمل، إلى جانب الحليّ اليدوية من الفضة وغيرها من الصناعات اليدوية التي تمثل موروثًا حضاريًا وثقافيًا يعكس روح الحضارة الإسلامية والعربية للبلاد.
السياحة المتخصصة
البيئة الأردنية غنية ومتنوعة، حيث تتمتع البلاد بالثراء الطبيعي، الذي يجمع بين البادية والريف. وتبعاً لهذا التنوع البيئي تتنوع الحياة والكائنات الحية، النباتية والحيوانية. والغنى البيئي انعكس في وجود العديد من المواقع السياحية المميزة والمحميات في جنوبي وشمالي البلاد، والتي يمكن الوصول إليها بسهولة من عمّان.
وتعج الأردن بالعديد من حمامات المياه المعدنية والشلالات الحارة، من أهمها حمامات ماعين والحمامات السخنة في البحر الميت في محافظة مأدبا وسط البلاد، وحمامات عفرا والبربيطة في محافظة الطفيلة جنوباً، وينابيع الحمّة الأردنية وحمامات الشونة الشمالية في محافظة إربد.
السياحة البيئية
وازدهرت السياحة البيئية في الأردن مؤخراً، كما أنه تم إشراك المجتمع المحلي لحماية الطبيعة بمشاريع صغيرة ومتوسطة في الحرف اليدوية المدرّة للدخل في عدة مناطق، لخلق التنمية الاقتصادية المستدامة. ولقد وفّر هذا النوع من السياحة فرص عمل لمئات الأشخاص. وتنتشر في البلاد العديد من مشاغل الحرف اليدوية مثل الفضة والمجوهرات، وصابون زيت الزيتون، والمربيات والتطريز والسيراميك، وشاي الأعشاب، والرسم على بيض النعام، والمنتجات الجلدية من جلد الماعز وأكثر من ذلك، بالإضافة إلى ذلك، تنتشر في البلاد المقاهي والمطاعم البيئية التي تقدّم الطعام العضوي الطبيعي.
عرض الإمارات للعطلات
تقدّم «الإمارات للعطلات» عروضاً للإقامة في عمّان ابتداءً من 3140 درهماً للشخص الواحد على أساس الإقامة في غرفة لشخصين. وشرط الحجز والسفر قبل 31 ديسمبر /كانون الأول 2018. ويغطي السعر تذكرة السفر في الدرجة السياحية، والإقامة 3 ليال في فندق دبليو عمّان (5 نجوم) مع ترقية الغرفة، بما في ذلك الإفطار اليومي، و20% أميال سكاي وارد إضافية، ومواصلات من وإلى المطار، والضرائب والرسوم.