تقبع بين جبال الألب الجنوبية ومدينة البندقية، عاصمتها ترينتو، ويهمين عليها سلسلة جبال الدولوميت، تتباهى ببيئة طبيعية مدهشة تجذب انتباه السياح ولا تفارق مخيلتهم.
توفر المنطقة مزيجاً خلاباً من المناظر الطبيعية المتألقة، وأنشطة خارجية لا حصر لها، وثقافة محلية تبعث على الفضول وأطعمة صحية، إنها إحدى الأماكن الترفيهية النادرة، التي تستطيع فيها العائلات والأطفال الاسترخاء واستنشاق الهواء النقي، واستعادة الحيوية وشحذ الهمم.
يختلف متوسط درجات الحرارة في ترينتينو إلى حد كبير، ونظراً للرطوبة تميل درجات الحرارة إلى البرودة طوال العام مع وجود هطول الأمطار لمدة 6 أشهر في السنة. فالطقس في العادة يكون معتدلاً ولطيفاً للغاية مقارنة مع الوجهات السياحية الأخرى في جميع أنحاء العالم.
وإذا كنت تبحث عن الأوقات التي ترتفع فيها درجات الحرارة، فإن الأشهر الأكثر سخونة هي يوليو /تموز وأغسطس /آب ثم يونيو /حزيران. إن أنسب وقت لزيارتها في العام هو منتصف شهر يوليو /تموز؛ حيث ترتفع درجات الحرارة بانتظام وصولاً إلى 15.6 درجة مئوية، ونادراً ما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون 8.5 درجة مئوية خلال ساعات الليل.
جبال الدولوميت المذهلة
يقدم موقع سلسلة جبال الدولوميت المدرج على قائمة اليونيسكو للتراث الطبيعي قمماً مشرشفة كالمنشار، وجدراناً معلقة توفر مناظر مثيرة ورياضات مدهشة على مدار العام، فمعالمها المتلألئة وسط المناظر الطبيعية وحدها تكفي الكثيرين من السياح، أما بالنسبة للآخرين فتغريهم الأنشطة التي تقام في الهواء. بالنسبة لهواة الأنشطة الخارجية الذين يحبون التنزه وسط القمم الخشنة، يمكنهم الاستمتاع بتسلق جدرانها، وركوب الدراجات في مساراتها المتعرجة، وممارسة رياضة التزلج بجبال الألب، وصيد الأسماك في بحيراتها وأنهارها، إنها جنة الله في الأرض.
البحيرات الأسطورية
إن أكثر ما يميز المناظر الجبلية الخلابة أنها بجانب الأودية، والأنهار والبحيرات، فترينتينو مفعمة بمجموعة مذهلة من البحيرات تصل إلى 297 بحيرة، أشهرها بحيرة غاردا، وهي بمثابة فردوس هواة الرياضات المائية مثل عشاق التزلج بالطائرات الشراعية والإبحار والطائرات الورقية والتجديف.
كما تشتهر بحيرة لدرو الأسطورية بمياهها الصافية، فيما بحيرة مولفينو، الموجودة أسفل جبل برينتا الشاهق، توصف بأنها أفضل بحيرة في إيطاليا، أما لو كنت ممن يرغبون في بحيرات ألبية معزولة، فهناك العديد منها يمكنك اختيار واحدة من بينها.
التنزه وركوب الدراجات
هناك مجموعة من المسارات الرائعة المثالية للمشي سيراً على الأقدام والتنزه على كافة المستويات تتقاطع في ترينتو وجبال الدولوميت، تربط الأودية الخضراء بالبحيرات الألبية، والأكواخ الجبلية الجذابة والقرى النائية. هناك أيضاً قمم شاهقة يمكن الاستمتاع بتسلقها ومشاهدة المناظر الخلابة التي لا يمكن نسيانها؛ حيث توفر المسارات التي تصل من كوخ إلى آخر رحلات مثيرة تمتد إلى عدة أيام بينما هناك مسارات عريضة وسهلة ملائمة لتنزه العائلات. توفر المراكز السياحية رحلات متنوعة لتسلق الجبال ورحلات أخرى على الطريقة المحلية التقليدية؛ حيث إن الرحلتين تتميزان معاً بالصعوبة والراحة نسبياً، بحيث تضع السياح في مقابلة جبال الدولوميت البهية وجهاً لوجه. ترينتينو هي حلم أيضاً لكل عشاق ركوب الدراجة. فمن الميزات الاعتيادية في جيرو ديتاليا تسلقهم للطرق بالدراجات، فقد تسابق المشاهير في ركوب الدراجات على هذه الطرق الجبلية المدهشة. فكل طريق مزود بلافتات خاصة كل كيلومتر تشير إلى درجة الصعوبة ومتوسط التدرج، وارتفاعه فوق مستوى سطح البحر والنقاط المثيرة للاهتمام. بعيداً عن الطرق، هناك 400 كم من مسارات ركوب الدراجات المعبدة سهلة الاستخدام، والمثالية للمتعة العائلية، ولمحبي الدراجات الجبلية، هناك مجموعة مختارة من المسارات ومتنزهات الدراجات التي تلبي احتياجات الجميع من المبتدئين وصولاً إلى ذوي المهارات العالية.
الرياضات الشتوية
ترينتينو هي المكان المناسب لأولئك الذين يحبون الأشياء رقائق الثلوج البيضاء، سواء كان ذلك رحلات التنزه في المسارات التي لا نهاية لها وممارسة التزلج في ممرات جبال الألب و الاستفادة من وفرة الممرات الجبلية الواسعة والوديان ذات القاع المسطح أو التزلج عبر البلاد في طبيعة بكر رائعة. أيهما تختار، فإن القمم المرتفعة والمنحدرات المدهشة للدولوميت تخلق مشهداً خلفياً فريداً. أما أماكن الإيواء من الدرجة الأولى، مع خيارات للبقاء في فنادق توجد خارج مناطق التزلج، والاستمتاع بالأطعمة التي يسيل لها اللعاب في المطاعم والنزل الجبلية.
المتاحف الشيقة
تعد ترينتو العاصمة موطناً مذهلاً للمتاحف المثيرة للاهتمام، مثل متحف ميوز الذي صممه رينزو بيانو؛ حيث يسلط الضوء على تأثيرات الارتفاع على البيئة، فيما يضم متحف مينزوني للمعادن، في فيغو دس فاسا الصخور والكريستال والمعادن من جبال دولوميت، على النقيض، يضم متحف مارت واحدة من أهم الأعمال الفنية الحديثة لإيطاليا، بينما متحف كاستيلو ديل بونكونسيليو ترينتو يستضيف المعارض المؤقتة لإسعاد العائلات والأطفال.
القلاع والثقافة
الفنون والتاريخ متجذرة في عاصمتها الصاخبة ترينتو. بمعنى أوضح هي بلدات صغيرة في وديان رافدة تصلها الطرق المتعرجة، وقرى تقليدية خرافية تطفو على سفوح جبلية شديدة الانحدار، وكلها في انتظار استكشافها فقط. كما تنتشر القلاع والحصون التاريخية في المنطقة؛ حيث يضم العديد منها مقتنيات تاريخية.
كانت قلعة بونكونسيجليو، وهي أكبر قلاعها، مقر إقامة الأساقفة في ترينتو، وهي رمز المدينة. تستضيف قلعة روفيريتو متحف الحرب التاريخية الإيطالية، كما أن السياح بإمكانهم قضاء الليل داخل جدران قلعة كاستل بيرجيني في فالسوجانا. في أيام السبت خلال الصيف، يتم تشغيل «قطار طريق القلعة» بالمرشدين الخبراء من ترينتو، كما يمر عبر قلعة سان ميشيل وكالديز وفالير وثون.
الأطعمة المحلية
بجبالها المذهلة وبحيراتها وأوديتها، تتمتع المقاطعة بمجموعة من المناخات التي تساعد على إنتاج ثقافة غذائية متنوعة بشكل لا يصدق؛ حيث لكل واد بصمته الخاصة، فالسياح يستطيعون الاستمتاع بالأطعمة المحلية والفريدة وتذوق أنواع عديدة من الجبن المنتج محلياً واللحوم الباردة والخضراوات غير المسمدة والتوت وزيت الزيتون، فضلاً عن سمك السالمون المدخن، هنا مناخ البحر الأبيض المتوسط بمناخ الألب؛ لذلك يمكنك الاستمتاع بالمأكولات الشهية في أحد المقاهي على ضفاف البحيرة، والمطاعم الحائزة نجمة ميشلان، والأكواخ الجبلية على مسارات المشي لمسافات طويلة.