تنعم جمهورية التشيك بالمئات من القلاع القديمة والقصور الفخمة والأديرة التي نجحت على مر القرون بالمحافظة عليها كما هي، لتحمل الكثير منها شيئاً من الخرافة في البلد الأوروبي ذي التاريخ الثقافي العريق. ولكن براغ، العاصمة الغنية بالتاريخ الثقافي الغني، أصبحت اليوم إحدى أرقى الوجهات في أوروبا، فلها حكاية خاصّة.
المدينة، التي أصبحت عاصمة للتشيك بعد الجديدة، تعرّضت لحجم أقل من الدمار خلال الحرب العالمية الثانية مقارنة مع مدن أوروبا الرئيسية الأخرى، الأمر الذي أنقذ مبانيها التاريخية بحالة جيدة.
وتضم المدينة مجموعة واسعة من المباني التي تعكس تنوع أساليب العمارة في المدينة من الطراز الباروكي إلى عصر النهضة والعصر القوطي والفن الحديث والنمط الكلاسيكي الجديد والنمط فائق الحداثة. وتعد «مدينة القباب المئة» والتي يبلغ عددها 500 قبة وفقاً لآخر الإحصاءات، مدينة ساحرة تتشكل من الجسور والكاتدرائيات والأبراج ذات القمم الذهبية.
مركز المدينة الصغير
ولا يزال مركز المدينة الصغير الذي يعود إلى العصور الوسطى يشكل مزيجاً رائعاً من الأزقة المرصوفة بالحجارة، والباحات المسورة وقباب الكنائس والتي تقع جميعها في ظلال قلعة مهيبة تنتمي إلى القرن التاسع الميلادي. أما براغ المعاصرة، فإنها مدينة تتميز بالنشاط وتحفل بالحيوية والموسيقى والثقافة والفنون، وهي تستقبل أكثر من 4.1 مليون زائر سنوياً، يحرص كل منهم على التمتع بسحر أوروبا الشرقية.
وتتعدد المنتجات التي يمكن شراؤها في أسواق براغ من الأزياء الراقية إلى الهدايا التذكارية والمقتنيات الأثرية والمجوهرات الفاخرة أو تلك التقليدية، وهناك العديد من منتجات الحرف اليدوية والدمى المتحركة، وألعاب الأطفال الخشبية التراثية.
ويمكن شراء هذه المنتجات من المتاجر المنتشرة ومراكز التسوق مثل «ميسلبك» ورواق «سيرنا روز» التاريخي في شارع بريكوب، و«سلوفانسكي دوم»، «بالاديوم»، و«فينورادسكي بافيلون»، و«متروبول زلسن».
القلاع والعمارة
يمكن للعائلات زيارة قلاع «كونوبايست» و«كارليستن» و«ليدنايس» البديعة، ومتاحف من الطراز الرفيع، ومدينة السبا «كارلوفي فالي» والمعروفة بكارلسياد، إضافة إلى منتجعات سبا «ماريانسكي لازني» و«فرانتسكوفي لازني»، والجوهرة المعمارية «تشيسكي كروملوف»، ومدينة أولوموك الشهيرة بفن عمارة الباروك المرموقة، ومدينة برنو التاريخية، العاصمة التقليدية لمنطقة مورافيا.
وتعد منطقة وسط براغ صغيرة المساحة لدرجة أنه يمكن للزوار استكشافها سيراً على الأقدام، وهي ملائمة للانطلاق في جولة رائعة بين شوارعها. كما يمكن للزائر الانطلاق في جولة دائرية في براغ تبدأ من مبنى ناسيونال نيدرلاندن.
ويشتهر المبنى الذي صممه المهندس المعماري فرانك جيري بشكل أكبر باسم «فريد وجينجر» لكونه يشبه زوجاً من الراقصين. كما يمكنك عبور نهر فلاتفا والتمتع بجولة على امتداد كيلومترين عبر الشوارع الجميلة والكنائس القديمة في بلدة ليسير التاريخية الصغيرة.
السكة المعلقة
ثم يمكن الانعطاف عبر سكة الحديد المعلقة باتجاه متنزه بيترين الذي يتشكل من تلة بارتفاع 318 متراً، والذي يتضمن برج مراقبة بارتفاع 60 متراً يتيح لك الحصول على إطلالات خلابة على الأسقف الحمراء لمباني المدينة وقلعة براغ. وعند العودة للسير قريباً من النهر، يمكنك المتابعة على امتداد الشوارع المرصوفة بالحجارة باتجاه واحد من كنائس القديس نيكولاس الثلاث.
كذلك، تنتشر على جوانب ميدان بلدة ليسير مواقف السيارات التي تبدو مثل تماثيل جزيرة إيستر، وهي تؤدي إلى الدرجات الجديدة الوادعة التي تنزل بك إلى قلعة براغ. وتتربع القلعة فوق قمة إحدى التلال، حيث ستلفك باحاتها الواسعة ونوافيرها ومبانيها المزخرفة بشعور غامر بالدهشة.
ويقع في قلب هذه القلعة كنيسة القديس فيتوس التي تتشكل من كاتدرائية مدببة القبة تنتمي لنمط العمارة القوطي، ومزينة بساعات الحائط المطلية بماء الذهب، واللوحات الجدارية والمزاريب التي تخضع للحراسة.
جسور
يمكنك النزول على الدرجات القديمة باتجاه النهر والتوجه شرقاً عبر جسر تشارلز الجميل الذي يعج بالسياح. وسوف تجد عن الطرف البعيد للجسر البلدة القديمة التي تنتمي إلى القرون الوسطى والتي تم إدراجها ضمن مواقع منظمة اليونيسكو للتراث العالمي. وهي تضم ميدان البلدة والساعة الفلكية وكاتدرائية تين. ويمكن إنهاء الجولة عند الطرف البعيد لميدان فينتشيسلاس الذي يبعد متحفه الوطني الذي ينتمي إلى عصر النهضة الجديد أقل من كيلومتر واحد عن المكان الذي بدأت منه.
جسر كارل الشهير في العاصمة التشيكية، يعتبر من أهم المعالم السياحية في التشيك وأوروبا الوسطى، بطوله البالغ 516 متراً وعرضه الذي يصل إلى عشرة أمتار، يربط جسر كارل ضفتي نهر الفلتافا، وقد شرع في بنائه عام 1357 بأمر من الملك كارل الرابع، واستمر البناء حتى العام 1400. في بادئ الأمر كان يسمى الجسر الحجري أو جسر براغ وفي عام 1870، أطلق عليه مسمى جسر كارل، يصل الجسر البلدة القديمة في براغ بالقلعة.
عرض «الإمارات للعطلات»
تقدّم «الإمارات للعطلات» عرضاً خاصاّ للسفر حتى 30 سبتمبر/أيلول الجاري، ابتداء من 3240 درهماً للشخص الواحد على أساس الإقامة في غرفة لشخصين.
ويغطي ذلك تذكرة السفر في الدرجة السياحية على رحلة الإمارات «ئي كيه 137/ 138» فقط، والإقامة 3 ليال في فندق كورينثيا براغ (5 نجوم) مع وجبة إفطار، بما في ذلك مواصلات من المطار وإليه، والضرائب والرسوم و20% أميال سكاي واردز إضافية.
جمهورية التشيك
قليلة هي البلدان التي تجمع هذا الكم الهائل من المشاهد الطبيعية ضمن مساحة صغيرة مثل جمهورية التشيك (ويطبق عليها أيضاً اسم تشيكيا) والتي تتميز بموقع وسطي في القارة الأوروبية. وإن كانت لا تملك أي مطل على أي من البحار، إلا إنها تمتلك ثراءً طبيعياً وثقافياً غير معهود، يعوّضها كل نقص.
تتميز جمهورية التشيك بموقعها القريب من كل من ألمانيا وبولندا وسلوفاكيا والنمسا. تمتد على مساحة أصغر بقليل من مساحة دولة الإمارات وبتعداد سكاني يقرب من عشرة ملايين نسمة، وقد كانت جزءاً من تشيكوسلوفاكيا قبل أن تنفصل عنها سلمياً عام 1993.
70 ملعباً للجولف
تضم جمهورية التشيك أكثر من 70 ملعباً للجولف، وآلاف الكيلومترات من الطرق المحددة لمحبي رياضة المشي ولراكبي الدراجات الهوائية، بالإضافة إلى أعداد هائلة من البحيرات لممارسة الرياضات المائية، ولا ننسى المنتجعات المتطورة للتزلج على الثلج شتاءً.
وتقدم التشيك للراغبين في الاسترخاء والحصول على العلاج الطبيعي ضمن الأجواء الخلابة، تعتبر منتجعات سبا في البلاد الأفضل في العالم، كما أن هناك أكثر من 700 معرض لثروات البلاد الثقافية الواسعة للراغبين في استكشاف المتاحف وصالات العرض.
وعلى الرغم من أن الناس استوطنوا وزرعوا الأرض والغابات والجبال في جمهورية التشيك منذ قديم الزمن، إلا أنه لاتزال هناك أماكن برية فريدة لم تمسها يد البشر بعد، وما أفضل من التمتع بمناظر طبيعية وتشكيلات خلابة.
تتميز هذه البلاد الغنية بتنوع مشاهدها الطبيعية المدهشة وموروثها الثقافي المذهل، من القلاع ذات الجسور المتحركة، والبلدات الملونة بطابع القرون الوسطى ومنتجعات السبا الراقية إلى ينابيع المياه الحارة.