2511كيلومتراً مربعاً، يحيط بها طريق دائري يضم ثلث مساحتها الحالية، وفي خارجها توجد بقية أحيائها الخاصة الجديدة والعصرية، أما درجة حرارة إقليم موسكو فحوالي 9درجات مئوية في يناير/كانون الثاني و 19درجة مئوية في يوليو/تموز.
بينما لا تزال الأيقونات والقباب البصلية تحتل مكانتها السامية، موسكو تمثل مركزاً إشعاعياً لثقافة روسيا المعاصرة، ويتم إعادة تنظيم مواقع الإبداع التي كانت في سبات عميق، حيث بدأت تشرق وتزدهر، وقد أشاد الخبراء وجامعو المقتنيات الأثرية بالتعابير الجمالية الخلاقة للأعمال الفنية، ولتقديمها إلى الجمهور يتم افتتاح معارض فنية كل عام - ولكن أغلبها كانت في أماكن مفاجئة مثل أماكن ما بعد الثورة الصناعية.
تمكنت كريستينا في عام 2014، من بيع أعمال فنية روسية تقدر ب45 مليون جنيه إسترليني، وفي ذات العام، كانت التحفة الفنية «ماريا زيلتين» للفنان فلانتين سيروف بيعت مقابل 9.3 مليون جنيه إسترليني، وهذا كان أغلى لوحة فنية روسية بيعت على الإطلاق.
وفي السنوات القليلة الماضية، حطمت سوزبيث وكريستينا رقماً قياسياً في مبيعات الأعمال الفنية الروسية، حيث السوق التي ازدهرت على نحو لافت خلال العقد الماضي.
ففي الغالب جامعو المقتنيات الأثرية المستقلون هم من أشعلوا هذه السوق الآخذة في التوسع، ويسمون انفسهم ب«الروس الجدد»، أغنياء ولديهم حس وطني، وفي الحقيقة، بدأت عادة الصرف عند الأثرياء الجدد تحفز الثورة الثقافية في روسيا، وبرغم أن الطلب المتزايد يكون على أعمال الفنانين الطليعيين للقرن العشرين، إلا أن الفنانين المعاصرين يستفيدون من هذه السوق.
أحد أشهر الجامعيين المستقلين هو عارض الأزياء الكبير داشا زكوفا، الذي افتتح «متحف الكراج للفنون المعاصرة» بموقف حافلات قديم، انتقل إلى منطقة الحفريات بمنتجع غوركي الخلاب، الذي يضم مبنى مهجوراً يعود إلى العهد السوفييتي رممه المعماري المبدع رم كولهاس - (اسمه الحقيقي فارق ذهني).
متحف داشا
يعتبر متحف داشا أحد أسخن المتاحف للفنون المعاصرة في المدينة، حيث يستضيف المعارض والمحاضرات والأفلام وبرامج تفاعلية تعليمية عديدة تلقي الضوء على روسيا والفنانين العالميين على حد سواء، فالمتحف متميز في جهوده لجمع أرشيف الفنون الروسية والوثائق ذات الصلة، ولذلك فإن هذه الفترة تعتبر موثقة، ويلعب المتحف دوراً رئيسياً في تنظيم واستضافة «موسكو بيانيل» وهو مهرجان ثقافي هام يجمع الفنانين والمبدعين والنقاد وأمناء المكاتب والمتاحف من كل أنحاء العالم. وكان العالم قد أبدى اهتماماً كبيراً بالمتحف، وذلك بفضل سيدة الأعمال الكبيرة وعشيقها رومان إبراموفيتش، فالمعارض التي يحييها المتحف تعتبر من المعارض العديدة التي غذت الانفجار الإبداعي للفنون في موسكو.
ورش قديمة
في سالف العصر، أسهمت الفنون كثيراً في الصناعة، حيث كانت الأعمال الفنية للواقعيين الاشتراكيين والمنحوتات تحتفي بمكاسب ومنجزات الاشتراكية، أما الآن فقد أصبحت الصورة رأساً على عقب، حيث يتم تحويل ومصانع إيدل والورش الشاغرة إلى استوديوهات فنية وسوح معارض، ولذلك فقد باتت الأماكن الصناعية القديمة تعزز الفنون المعاصرة.
فالمتحف الذي سار في هذا الدرب بعد افتتاحه في عام 2007، كان مصنعاً قديماً للجعة يعرف بمصنع وينزافود، يقبع بين شوارع مزدحمة خلف محطة كرسك، فلا تزال أبنية وينزافود تحمل مسميات مثل ورشة التعتيق، ولكنها تضم الآن معارض فنون واستوديوهات، ومحال أزياء ومحال أخرى غير تقليدية، فوينزافود موطن لمعارض فنية فاخرة عديدة في العاصمة، مثل معرض كلتشرال اولاينس الذي كان يسمى في السابق بمعرض غيلمان، بالإضافة إلى ساحة مخصصة لمعرض فنون التصوير السوفييتية، وغيرها، فبعد أن تطلع على الأعمال سوف تلحظ وجود فنانيها ومبدعيها بأزيائهم المميزة في مقهى تسورتسم الموجود بالجوار، حيث يجتمعون للجلوس في البهو لمناقشة إنشاء شركات جديدة، والعروض والأعمال الفنية الجديدة.
لقد تم تحويل مصنع مانوميتر في أعقاب دعوة قضائية إلى مسرح فني، ومصنع تصميم يضم معرض أثاث، ومحل انتيكات، وشركات هندسية، ونظراً لتركيزها على الأعمال المعمارية، فإن زيارة الناس العاديين للمعارض الهندسية نادرة، ولكن في العادة هناك معارض دورية تقام في أماكن عرض مختلفة، فضلاً عن معرض كلمبا الفني الممتاز، وتحديداً في اتجاه الشمال من هذا المكان يوجد مصنع آرما وهو مصنع غاز طبيعي قديم لا تزال الأعمال الإنشائية جارية ولكن أول المعارض التي سوف تنتقل إلى هذا المكان كلها محال للأعمال الفنية الإبداعية: تشمل أندية تحت الأنفاق، ومطاعم خلاقة وشركات مسرحية متطورة وحديثة.
مصنع شوكولاتة
وفي ذات الوقت، فإن أكثر تجربة لفتت كل انتباه المهتمين هي تجربة مصنع «رد أكتوبر»، وهو مصنع شكولاتة قديم يقبع على ضفة نهر موسكو، تماماً قبالة الكرملين، تعكس هذه الجزيرة الابداعية وهج روسيا وفنها الحداثي وهو عبارة عن مركز ثقافي مشع، فضلاً عن كونها أصخب مرقص ليلي في موسكو. أما المكان الرائد فهو معهد استرلكا للمعمار والتصميم والإعلام - وبعيداً عن الدورات التي يقدمها يعطي المعهد جرعة صحية من الفنون والثقافة المعاصرة لموسكو من خلال استضافته للمحاضرات، وورش الأعمال، وعرض الأفلام، والحفلات الموسيقية، فبين جدران المصنع توجد معارض بارزة كمعرض مركز لاميير برظرز لفن التصوير، ومعرض رد أكتوبر، فضلاً عن عدد غير محدود من مطاعم وأندية ليلية.
يوم حافل في موسكو
اقض يوماً ممتعاً في موسكو متجولاًبين ردهات تاريخها، ومكتشفاً أبنيتها التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، بوهجها المعاصر وما بينهما من كل شيء.
لا يزال الموقع المؤسس للعاصمة الروسية الذي يتمثل في الكرملين العظيم وساحة الاحتفالات الحمراء، يمثل جغرافية موسكو وقلبها النابض، مما يجعلها مكاناً مثالياً لبدء السياحة منها، وبعدئذ كن من الشاهدين على عظمة روسيا الإمبريالية بزيارة كاتدرائية اليسوع المنقذ، وتأمل في حطام وبقايا الاتحاد السوفييتي من حديقة تمثال مازيون الفنية، وقم بتتويج يومك بزيارة المعارض الفنية المنتشرة هنا وهناك، هذه هي موسكو حيث يقود محبو موسيقى الجاز دراجاتهم ويتجولون بها قبالة النهر وسط العاصمة ويقومون كذلك برقصات التانغو في منتجع غوركي، حيث يقوم فيه المبدعون والمصممون بخلق ثقافة معاصرة بعيداً عن آفة الثورة الصناعية في مصنع رد أكتوبر القديم للشوكولاتة، حتى حولوا المدينة إلى عاصمة عالمية دينامية.
الظهر
تنزه حتى تصل إلى ما وراء كاتدرائية اليسوع المنقذ الضخمة التي تهيمن على فضاء الجنوب الغربي للكرملين، فقد دمرت الكاتدرائية الأصلية في القرن التاسع عشر من قبل ستالين وأعيد بناؤها لتخليد ذكرى هزيمة نابليون، فقد تم هذا التغيير المؤثر في 1997 على شرف ميلاد موسكو الثمانمئة والخمسين، وأيضاً هناك جسر مشاة يعبر نهر موسكو من الكاتدرائية، موفراً صورة رائعة لأبراج الكرملين والكاتدرائية نفسها.
وبالاستمرار جنوباً قبالة كريماسكايا نابريزهانيا، سوف تصل إلى أحد أجمل الشوارع الصديقة للمشاة في موسكو، حيث يوجد تمثال بيتر العظيم على نحو غير مناسب وسط مشاتل الأزهار، والنوافير، وفن الشوارع التي تزين جسر النهر على طول الامتداد، ولكي تكتشف كنزاً من الماضي عليك التنزه وسط حديقة آرت موزيون، فهذه الحديقة الغريبة الأمزجة تضم مجموعة من التماثيل التي يعود تاريخها إلى العهد السوفييتي التي اقتلعت من جذورها إبان موجة الكراهية التي ضربت الاتحاد السوفييتي عقب انهياره في 1991، فقد تم ضم هذه التماثيل المزدرية إلى الأعمال الحداثية المعاصرة التي تتراوح بين الخادشة للحياء والمستفزة.
أماكن ننصح بزيارتها صباحاً
الذهاب صباحاً إلى الساحة الخضراء يجنب الزحام ولكن كن مستعداًل»الرعب»، فهناك بلازا ضخم تحيطه معالم تاريخية وعجائب معمارية، خذ جولة حول الساحة حيث ضريح لينين أمام كاتدرائية سانت بازل، وتمتع بأزهار حدائق ألكسندر، حيث تحيط بك فعاليات ومراسم تغيير الحرس عند نصب الجندي المجهول، ولو أردت أن تتسوق فهناك نافذة تسوق عند مخزن وزارة الخارجية.
قم بتخصيص باقي الصباح لاستكشاف الكرملين، الرمز الأول للدولة الروسية، فلا عجب أن الأبنية البارزة داخل المجمع المحصن كانت في الأصل كنائس، حيث بنيت أغلبها من قبل أيفان العظيم في القرن الخامس عشر، وكذلك تمعن في الجداريات الملونة في كاتدرائية (أسمشن) الافتراض، وابحث عن جبانة إيفان الرهيب في كاتدرائية الملائكة، وأبد إعجابك بالحاجز الأيقوني المذهل في كاتدرائية (انيونيسشن) عيد البشارة.
وفي المساء! اقض بعض الوقت
متجولاًبين البوتيكات والمحال التجارية والمعارض قبل التوجه إلى المطعم الإيطالي المفضل المخبأ وسط المدينة، وقبل غروب الشمس.. إلى جيبسي، وهو مكان انتقائي مبتدع للاستمتاع ببعض المأكولات ومراقبة الأهالي، يمكنك قضاء أمسيتك متنقلاً بين مناظر المدينة الخلابة والأجواء العصرية المنتقاة لموسكو.