أشترى رجل الأعمال بوبي ديجوريتي، من ولاية فرجينا، في عام 2011، نزلاً متهالكاً يقدم خدمات المبيت والإفطار في كفر هندوراسي صغير يبعد أميالاً من الأماكن التي يحج إليها الناس. بدا الأمر يومها كأنه لن يقدر على إعادة تشكيل الأنماط السياحية التي تجري في أنحاء هندوراس، ولكن يمكن القول إنه تمكن من ذلك بالفعل، فقبل سنوات قليلة اصبح هذا الجزء المثير من غرب هندوراس جزءاً مكملاً، بل وبديلاً في بعض الأحيان بالنسبة للأماكن التي يرتادها السياح، مثل كبان أو باي أيلاندز.
فلو كان الطريق المملوء بالحفر الذي يربط بين بلدة بينا بلانكا بقري لوس نارنجوس الناعسة لا بد من السفر عبره - كطريق لا يسلكه السياح إلا نادراً - فإن الشقوق الكبيرة في الطريق تجبر حتى السائقين الهندوراسيين الشجعان على السياقة بمهل، حيث تتكون بحيرة صغيرة في الطرق المعبدة بعد هطول الأمطار، وعلى الرغم من هذا الدليل الظاهري، إلا أن أغلب السياح والرحالة يتوجهون إلى لوس نارنجوس هذه الأيام، فهي قريبة من الأخدود الموصل إلى الشلالات والكهوف و العديد من أماكن التنزه الفاخرة، وبالطبع إلى لاجو دي يوجا المذهلة.
حقاً البحيرة لافتة للأنظار: حيث تبلغ مساحتها 79 كم مربع من المياه الكامنة التي تكونت بفعل البراكين، والمطوقة بقمم التلال الوارفة المغطاة بالغابات التي تخللتها السحب الضبابية، فبرغم مرور الطريق السريع الرئيسي بين تيغوسيغالبا عاصمة هندوراس، والمدينة الثانية لسان بيدرو سالا بالشاطئ الشرقي للبحيرة، إلا أن هناك طريقاً آخر يؤدي إلى ناحيته الغربية، ما يجعلها شبيهة بالحياة البرية التي تعج بالطيور الفريدة والحيوانات.
ماذا أنت فاعل؟
إن كل شيء عن لاجو دي يوجا يتعلق بعناق عالم الطبيعة والاستمتاع بالطبيعة الخام والمناطق الجبلية المحيطة، فلا يوجد هنا الكثير من تجار السياحة، لذلك فإن معظم السياح تقريباً ينتهي بهم المطاف في النزل بحثاً عن المرشدين السياحيين فيها، ولكن يمكنك أيضاً الخروج إلى عدد من النزهات بمفردك، ويشمل ذلك زيارة كهوف تلابي الرائعة، حيث يمكنك الغوص عميقاً داخل الكهوف والمغارات المثيرة والمملوءة بالتكوينات الصخرية الملساء.
وكذلك يستطيع السياح المستقلين الوصول إلى منتجع لوس نارنجوس البيئي والآثاري بكل سهولة، حيث تجد مساراً مسافته كيلومترات عدة يربط ممراً ممتداً إلى البحيرة تبلغ مسافته أكثر من كم، ما يتيح لهم الحصول على كل أنواع الحياة البرية التي لن يجدوا مثل فرصتها في العادة، فهنا تنسجم البحيرة مع الأماكن التي يعيش فيها الطيور، فينصح الوصول إليها عبر زورق أو قوارب الكاياك فجراً، وقم بالتزحلق على الأسلاك المعلقة في الهواء فوق شلالات بولهابنزاك المنهمرة التي تبعد 30 كيلومتراً بالحافلة، وتجول في الغابات المحيطة أو استرخ وخذ حماماً في المياه الباردة.
أين ستقيم؟
توفر بعض فنادق الاستجمام المعتمدة والمتميزة بالإدارة القوية أماكن إيواء ونوم ملائمة للسياح من ذوي الميزانيات المتواضعة، فهي نوع من الأماكن التي يجد فيها السياح والرحالة أناساً آخرين يتبادلون معهم قصصاً وحكايات وأساطير أمريكا الوسطى، فلو كنت تبحث عن عزلة مجيدة أكثر من الروحانيات الدينية، فإن هناك بعض خيارات لأماكن الإيواء متاحة حول البحيرة، فقد بنى مالك مزرعة البن اللطيف أماكن إيواء متنوعة وسط مزرعته في لوس نارنجوس، بما في ذلك اثنان من مخادع الأشجار في عمق الغابة، فللضيوف هنا كامل الحرية لاستكشاف المناطق المجاورة التي تضم نهراً متفجراً وبركة ذات مياه زرقاء وعدداً وفيراً من النباتات، والأشجار والأزهار.
أين ستتناول طعامك؟
كما هو متوقع، فإن وجبات السمك تفرض سطوتها بكل ثقل على قوائم الطعام المحلية هنا، فليس هناك مكان آخر تتذوق فيه السمك الطازج من صيد اليوم أكثر من مطعم ألستوراكيو، وهو مطعم أسماك محلي مشهور يوجد بجانب البحيرة، ويقدم أطباقاً كبيرة من السمك المقدد المقلى مع شرائح البطاطس المقلية (تاجاداس)، إضافة إلى مجموعة مختارة من المقبلات وعدد متنوع من المخللات، والخضراوات الطازجة، كما أن أماكن الإيواء هذه توفر مطابخ فخمة تقدم وجبات عالمية، بما في ذلك الانتشلادا وهو عبارة عن لحم لذيذ يقدم مع صلصة الفلفل الحار، فضلاً عن البرغر المحلي الصنع.
دع رحلتك تتحقق
إن الوصول إلى لاجو دي يوجا سهل للغاية، حيث تتوافر حافلات مباشرة على رأس كل ساعة من سان بدرو سلا، مروراً من خلال كفر نارنجوس، تتحرك حافلة واحدة تيغوسيغالبا يومياً، فالسياح الذين يأتون من كوبان أو باي إيلاندز يحتاجون إلى الوصول من خلال سان بدرو سلا.