لا جران سابانا أو السهول العظمى، هي هضبة واسعة تبلغ مساحتها 450 ألف كيلومتر مربع في جنوب شرق فنزويلا، وهي محاطة بالسلاسل الجبلية العالية، التي يصل ارتفاعها إلى ألف متر. وتتميز المنطقة بالأودية الصخرية العريضة المسطحة التي تتمتع بتشكيل جيولوجي فريد وقديم جداً؛ حيث أخذت صخور القشرة الأرضية في تلك المنطقة من الطبقات الأردوازية السابقة، وهي تشكّل الجزء الغربي من أوركونتينينتي جوندوانا، القارة السوبر الجنوبية، التي كانت موجودة في التاريخ الجيولوجي السابق قبل انفصال القارات الحديثة المعروفة، وكانت تغطي مساحة 73 مليون كيلومتر مربع تقريباً.
وخلّف التآكل الذي حدث على مدى ملايين السنين كتلاً من الحجر الرملي، هذه الوديان الصخرية الضخمة المتموجة والخشنة في الأراضي الوعرة، وتعرف باسم تيبويس في لغة هنود البيمون المحليين، ويقدّر عمرها بحوالي 70 مليون سنة. وتتميز أودية تيبويس
ال115 المختلفة في هذه المنطقة بتنوع ثري من النباتات والحيوانات الغريبة والفريدة من نوعها على الهضبة؛ حيث بقي قسم كبير من الحيوانات والنباتات على مدى ملايين السنين في عزلة حافظت عليها، في حين انقرضت شبيهاتها في مناطق العالم الأخرى.
تنحدر أعلى شلالات العالم من فوق الجبال المسطحة؛ مثل: سالتو كوكينام و أنجل فولز، ويبلغ ارتفاع الأخيرة أكثر من 1000 متر؛ لتشكّل أعلى الشلالات المعروفة في العالم ارتفاعاً، كما أنها أيضاً إحدى المعالم السياحية الأكثر شهرة في حديقة كانيما الوطنية، التي أعلنتها اليونيسكو موقعاً للتراث الإنساني العالمي.
وإضافة إلى ذلك، فقد تطورت وظهرت هناك أنظمة مذهلة من الكهوف في التيبويس؛ مثل: نظام كهوف موتشيموك في منطقة تشوري تيبوي، وأوجوس كويفا دي كريستال في تيبوي رورايما أو الفتحة المؤدية إلى كهف ساريساريناما تيبوي.
جولة ريكاردو إكستريم
يقع مجمع توريزمو بيمون ضمن مبنى مركز المعلومات السياحية إنفورماسيو توريستيكا مقابل جوادالوبي، وهو عبارة عن مجموعة من المرشدين يقدّمون فرصاً للقيام برحلة إلى الشلالات التي يزعمون أن موقعها معروف للبيمونز فقط، إضافة إلى جولات على زوارق الكانوي عبر الوديان المحيطة الخلابة والمذهلة. ومن هذه الجولات هناك ادرينالين إكسبينديتشرز ونظيرتها ريكاردو جران سابانا إكستريم، وهي تقدّم فرصة للتعرّف إلى جران سابانا بالكثير من الشغف والمعرفة، والأخيرة معروفة بتقديم مختلف أنواع الجولات السياحية بالتركيز على الرياضات المتطرّفة.
شلالات كويبرادا دي جاسبي
هي إحدى الشلالات الأكثر غرابة وشعبية في جران سابانا، ولا تعرف شلالات كويبرا دي جاسبي باندفاعها المثير فحسب، ولكن بصخور اليشب أو الجاسبر البرتقالية البراقة والحمراء تحت مياهها، وتسمى كاكو بارو في لغة البيمون وتعني «نار الخور»، ويصنع التصميم الذي نحته تيار المياه سطحاً أملس يشبه الخطوط التي تكون على جلد النمر. تقع الشلالات تحديداً في القطاع الشرقي من حديقة كانيما الوطنية، مختفية في امتداد من أراضي الغابات في محلية جران سابانا بولاية بوليفار، في غويانا، على بعد 273 كيلومتراً في المسافة بين سان فرانسيسكو وسانتا إيلينا وهي عبارة عن موقع طبيعي محمي بموجب القوانين المحلية.
حديقة كانيما الوطنية
تبلغ مساحة هذه الحديقة التي تقع في ولاية بوليفار جنوب شرق فنزويلا على الحدود مع البرازيل وغويانا، 30 ألف كيلومتر مربع، وتحتل مساحة قريبة من مساحة منطقة لا جران سابانا. تأسست الحديقة في عام 1962، وهي ثاني أكبر حديقة بالبلاد بعد باريما تابيرابيكو، وسادس أكبر حديقة وطنية في العالم، وهي تمتد على مساحة توازي حجم دولة بلجيكا أو ولاية ميريلاند الأمريكية.
ومن الأودية الصخرية التيبويس الأكثر شهرة في الحديقة وهناك جبل رورايما، وهو أطول وأسهل في الصعود لمن يرغب في التسلق، والحديقة بعيدة نسبياً عن مناطق العمران مع عدد قليل من الطرق التي تربطها بالمدن، ويتم التنقل داخل الحديقة في أغلب الأحيان عبر الطائرات الخفيفة، وهناك عدد من مهابط الطائرات التي بنتها البعثات التبشيرية الكبوشية، أو عبر الزوارق أو سيراً على الأقدام. وقد طور البيمونز بعض المخيمات الفاخرة والأساسية التي تعد مقصداً رئيسياً للسياح من مختلف أنحاء العالم.
مدينة سانتا إيلينا
تأسست هذه المدينة الفنزويلية الصغيرة التي يسكنها حوالي 30 ألف نسمة، بواسطة لوكاس فرنانديز بينا في عام 1923 الذي جذبته مناجم الماس التي وجدت في المنطقة، وهي تقع في منتصف منطقة سهول جران سابانا الكبرى، وهي مقر للعديد من وكالات السفر وشركات تقديم الخدمات السياحية التي تقوم بتنظيم الجولات في حديقة كانيما الوطنية والرحلات إلى شلالات أنجل، وكذلك رحلات المشي الشهيرة إلى جبل رورايما.
تشتهر المدينة بحضورها القوي والملحوظ للوطنيين من الشعوب الأصلية التي تسكن المنطقة؛ حيث تقوم المدارس باستخدام اللغة الإسبانية ولغة البيمون التي يتحدث بها السكان الأصليون في التدريس. ونسبة لقربها من ولاية رورايما البرازيلية فإن سانتا إيلينا تشهد حركة نشطة للتبادل التجاري بين البلدين؛ حيث توجد المنتجات الاستهلاكية البرازيلية في أسواقها، وقد أعلن عن إنشاء منطقة للتجارة الحرة في المدينة عام 1999؛ لذا فإنك تجد المدينة مزدحمة بالبرازيليين الباحثين عن المنتجات منخفضة السعر خصوصاً في عطلة نهاية الأسبوع.
المطاعم في سانتا إيلينا
* سيرف كيلو نوفا أوبكاو: في هذه البقعة الشعبية لتناول الغداء سوف تعتقد أنك قد عدت مجدداً إلى البرازيل إن كنت زرتها من قبل، وهناك طيف واسع من الأطعمة يشمل أطباقاً من جانبي الحدود بين البلدين، بما في ذلك اللحوم المشوية وبعض الأطعمة النباتية، وعندما تدفعك حرارة الطعام للشرب فيمكنك الانتعاش مع العصائر الطبيعية المخلوطة الطازجة.
* مطعم ألفريدو: هو مكان يبدو من الداخل أفضل بكثير من الخارج، وألفريدو هو أفضل مطعم في المدينة بلا منازع. وهناك قائمة طويلة من الأطباق، إضافة إلى طبق التورتليني مع الريكوتا والسبانخ الذي يذوب في فمك.
* جادة الطعام توما سيرو: عليك أن تقصد توما سيرو لتناول وجبة رخيصة في جو من المرح، وهي عبارة عن «جادة (أو شارع) للطعام» مع العشرات من الأكشاك التي تقدّم مختلف الوجبات والأطعمة من الأريباس إلى النودلز.
الفنادق ومقار الإقامة
* لا ميسيون: يعد كابوتشين لاميسيون الذي يلوح فوق مباني البلدة الأخرى حتى الآن أفضل مكان للإقامة في جران سابانا، وهو يوفر خمسة مساكن يحتوي كل مسكن منها على حمامات خاصة ومياه ساخنة، وهناك أيضاً غرفة واحدة تحتوي على 12 سريراً.
* فندق لو كريسيا: يبلغ عمره 15 عاماً ولكن غرفه النظيفة تقع في مقابل منطقة من الحدائق الجميلة، وبركة السباحة الصغيرة في الفندق هي هدية إكرامية، وعلى الرغم من أن مبنى لو كريسيا يقع على طريق مزدحم إلى حدّ ما، إلا أنه يقع في مكان أبعد قليلاً بالنسبة للفنادق الأخرى الموجودة في مركز المدينة، وهو خيار جيد إذا كنت ترغب حقاً في الحصول على تكييف للهواء.
* فندق كافانا رودين: يوفر هذا الفندق الذي يقع عند مدخل البلدة غرفاً بسيطة؛ لكنها مقبولة، وهو يفتح أبوابه فقط عندما يتم إجراء الحجوزات. وهناك فقط ساعتان من الإمداد الكهربائي في المساء ولا توجد مياه ساخنة.