Quantcast
Channel: سياحة و سفر
Viewing all articles
Browse latest Browse all 552

الولاية المشمسة.. والشواطئ الساحرة

$
0
0
باجا كاليفورنيا هي ولاية مكسيكية على شبه جزيرة باجا كاليفورنيا، على الحدود مع ولاية كاليفورنيا الأمريكية، بمشاهدها الجبلية وشواطئها السينمائية المطلة على المحيط الهادي وخليج كاليفورنيا. تشمل البلدات القريبة من حدود الولايات المتحدة، تيخوانا المشهورة بالحياة الليلية والتسوق، وكذلك بلدة روزاريتو المشهورة بالشواطئ الرملية الواسعة على المحيط الهادئ.
قيل إن الغازي الإسباني، هيرنان كورتس، انحرف بجنوده إليها في عام 1535 وارتأى عدم إصدار أمر استيطاني كامل نظراً لبعدها الجغرافي. فعلى كل حال كان امتداد المياه الهادئة بين شبه الجزيرة واليابسة سمي بعد مجيئه، كانت باجا حتى منتصف القرن العشرين ليست ملكاً لأحد، فقد كانت منطقة تملؤها الأساطير مع أناس غير تقليديين ومستقلين، وكان من بين أوائل الزائرين إلى المنطقة في الأربعينات والخمسينات، الكاتب الأمريكي جون إستينبك والممثل جون واين والممثل والمغني بينغ كروسبي، لصيد أسماك المارلين والاستمتاع بالتنزه فيها، أما زوار اليوم فهم مشاهير كثر من بينهم، الممثلة الأمريكية الشابة جنيفر أنيستون، وأوبر وينفري، وسيدني كراوفورد، وجورج كلوني وغيرهم.
يقول أحد السياح، لقد حلقت بنا الطائرة من لندن إلى سان جوس دل كابو وعبر مكسيكو سيتي لرحلة استغرقت 9 أيام، وصولاً إلى جنوب باجا، المنطقة الوحيدة المستعدة في شبه جزيرة باجا كالفورنيا لاستقبال السياح، فتسعة أعشار المنطقة عبارة عن صحراء قاحلة ومياه لامعة لا تصلح إلا لهواة المغامرة من السياح الجادين الذين يملكون الوقت.
إن المرح والمتعة ينطلقان بمجرد أن تخرج من المطار، حيث ذهبت عدة أميال فقط خارج سان جوس على شارع سريع من اتجاهين في اتجاه لا باز، العاصمة الناعسة لجنوب باجا، فقد كانت المشاهد سينمائية تقليدية لأرض المكسيك المملوءة بالأشواك ونبات الصبار وأشجار الهيكل العظمي. لقد كان جنوب باجا منطقة صحراوية بالكامل، ومع ذلك طبيعتها زاخرة ووافرة، كما أن سحالي الإغوانا الاستوائية الضخمة منتشرة وسط نبات الصبار، وأرانبها الجميلة التي تتقافز وسط رمال الصحراء الوردية، لو كنت هنا قبل عدة أشهر لتمكنت من اصطياد آلاف الحيتان الزرقاء والرمادية الشاقة طريقها إلى سواحل الباسيفيكي، ومنها إلى بحر باجا للتوالد وخلق الصداقات في الجيوب الساحلية المنعزلة مثل أوجي دي ليبر وبورتو لوبيز ماتوس، تقعان على بعد 8 و3 ساعات في اتجاه الشمال عبر الطريق السريع على التوالي. إن لاباز الساحلية عاصمة جنوب باجا تغسلها مياه بحر كورتس الفيروزية، حيث تتوفر حافلة صغيرة تنقل السياح من كل الطبقات، وكما أن فنادقها القليلة العدد تتميز بالأتيكيت والمعاملة الجيدة للسياح، لقد استمتعت بأجواء هذه المدينة الدافئة وشواطئها المشمسة.
تشكل لاباز قاعدة مثالية لأفواج السياح الذي يودون الاستمتاع بمراقبة الحيتان، فهذه المخلوقات الضخمة اللطيفة التي تعيش في المستعمرة خاصتها يمكن رؤية حيواتها بشكل واضح في خليج لاباز، كما يمكن للسياح الاسترخاء لأيام على شاطئ تكولوتي وبلاندرا وهي من أجمل شواطئ المكسيك بمياهها ذات المسحة الكاريبية المباركة والهادئة.
لقد قمت في يوم من الأيام بالإبحار في سيرا دي لغونا للاستحمام تحت شلالات ارتفاعها 40 قدماً، كما أنني زرت عائلة تعمل بالزراعة في أرضهم الريفية، وفي اليوم التالي ذهبت لتناول وجبة الغداء باسبريتو سانتو، وهي جزيرة كبيرة غير آهلة بالسكان في بحر كورتس، بمكانها الضخم وجمالها البكر.
كان التنزه وسط الشعب المرجانية عُرساً من الألوان باختلافاتها المثيرة التي تصل حتى اليابسة في الساحل، وكذلك شاهدت السلاحف وأسماك الهامور الخضراء والبنفسجية الضخمة وأسماك الباروت «الببغاء» المزدانة ذات الأشكال التجريدية التعبيرية الجميلة، كما سبح نحوي اثنان من أسود البحر وهما في حالة مزاجية عاصفة، وفي الأثناء انتفض شعاع أمانتا بشكل ساحر وبلوري، وفي مكان بعيد شديد الوضوح تذكرت وصف الضابط البحري ومنتج الأفلام، جاكوز كوستيو، مياه باجا ب «حوض العالم للسمك».
توجهت من لاباز جنوباً بالطريق 1، وهو طريق سريع جبلي معزول يمر عبر سلسلة جبال خشنة طويلة وشاهقة مورقة بخضراوات، حيث هطلت أمطار صيفية لمدة يومين كاملين، لقد أوصلني الطريق إلى منطقة الترينفو، التي كانت مكاناً يتدفق إليه الناس بحثاً عن الذهب، ولكن اليوم صارت قرية هادئة ووادعة، حيث ينسجم المزارعون مع السياح الذين يأتون من الأماكن الباردة مثل ألسكا وسياتل، والذين يجتمعون لتناول كعك الجزر والقهوة في مقهى الترينفو.
لقد وجدت عدداً وفيراً من طيور الثلج في تودوس سانتوس وهي مقاطعة غير تقليدية على الساحل الباسيفيكي، قابعة وسط غابة من أشجار النخيل على مد البصر مع رائحة المحيط، فمن شهر نوفمبر/تشرين الثاني إلى مارس/آذار، تتجول الحيتان قريباً من الشاطئ على بعد أمتار قليلة مقلبة أذيالها وترقص فرحاً.
وفي الصباح، خرجت في نزهة في أنحاء تودوس سانتوس، باحثاً عن الكنيسة التبشيرية ومسرح بلازا السينمائي الذي يتميز بفن ديكو، ومراكز اليوغا ومحال كرافت إمبوريا وفندق كاليفورنيا وهو أكبر مبنى يجذب السياح في هذه البلدة الصغيرة.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 552

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>