Quantcast
Channel: سياحة و سفر
Viewing all articles
Browse latest Browse all 552

بيتولا.. مدينة القناصل والتاريخ والمواقع الأثرية

$
0
0
إعداد: قرشي عبدون

بيتولا التي تعرف تاريخياً باسم المنستير أو مناستير هي مدينة في الجزء الجنوبي الغربي من جمهورية مقدونيا، فالمدينة هي المركز الإداري والثقافي والصناعي والتجاري والتعليمي، وتقع في الجزء الجنوبي من وادي بلاغونيا، وتحيط بها جبال بابا ونيديز على بعد 14 كلم شمال مدزتليجيا - نيكي الحدودية مع اليونان،
حيث تعد نقطة تقاطع هامة تربط بين جنوب البحر الأدرياتيكي مع بحر إيجه ووسط أوروبا. لقد كانت بيتولا معروفة منذ العصر العثماني باسم «مدينة القناصل»، لأنها تحتضن العديد من قنصليات الدول الأوروبية، ووفقاً لتعداد عام 2002، فبيتولا هي ثاني أكبر مدينة في البلاد، وواحدة من أقدم المدن في جمهورية مقدونيا، أسست باسم هراسيلا لنسيستس في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد من قبل فيليب الثاني المقدوني، فخلال الحكم العثماني كانت المدينة تحمل لقب روميليا العثمانية مع مدينة سالونيكا على حد سواء.
ومع السياح الذين يفتحون خطاً مباشراً في اتجاه بحيرة اوريد والعاصمة إسكوبي، فما زالت بيتولا بانتظار تسليط الأضواء عليها، ولكن هذه المدينة الوادعة تكافئ سياحها الفضوليين ببعض مواقعها الأثرية ذات الوزن الثقيل، وبثقافة مقاهيها السلسة، وأضف إلى ذلك، مهرجان الأفلام الدولية ذائع الصيت، والتنزه الجميل في أنحائها، حيث تستحق هذه المدينة التوقف فيها أثناء التنقل في أي رحلة داخل مقدونيا.

سر على مهل في أروقة تاريخ بيتولا

حالما تكتشف أن المدينة كانت ذات مرة مركزاً دبلوماسياً وثقافياً للإمبراطورية العثمانية في البلقان، فلن تفاجأ بأناقة مبانيها ذات المعمار الفريد، فقد اكسبها هذا لقب «مدينة القناصل»، حيث تبدو عليها تأثيرات الثقافة الأوروبية التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع. وكذلك، تقف مساجد يني واسحق وكادي، إضافة إلى ساعة كولا (برج الساعة)، شاهدة على فترة الحكم العثماني، فإستارا المفعمة بالحيوية (السوق القديمة) كانت مزدهرة في سالف العصر كمركز تجاري هام في البلقان، يعج بالآف المحال الخاصة بالمشغولات اليدوية والتطريز، حيث كان قد تم بيع أقل من مئة مخزن مختلف، أما التجوال في شوارع بيتولا المرصوفة بالحصى متعة وتجربة كبيرة، إضافة إلى كونها فرصة لاقتناء بعض الحاجيات عن طريق التبادل، والهدايا التذكارية الأصلية من أسواقها أيضاً.

متحف بيتولا التاريخي

هو المكان الذي لا يجب أن تفوتك رؤيته، حيث يوجد في الثكنة العسكرية القديمة التي يعود تاريخها إلى عام 1848، حيث كانت في يوم من الأيام أكاديمية عسكرية عثمانية، فأحد أهم تلاميذ هذه الأكاديمية، الذي تخرج عام 1899 هو مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الدولة التركية الحديثة، فمن بين الوثائق الرسمية والصور في جناح أتاتورك التذكاري، توجد رسالة غرامية حزينة من فتاة بيتولية، تضفي مزيداً من الألق على سيرة رجل الدولة السابق، أتاتورك، فهذا المعرض الدائم المميز يحتوي على تاريخ المنطقة باختصار، بثرائه المعماري، وآثارها الانثوغرافية المعروضة التي تضم عهد الحضارة النيلية، والهلنستية، والرومانية، والبيزنطية، ومن الأشياء البارزة أيضاً غرفة منزل المدينة التي يعود تاريخها إلى أواخر القرن العشرين. توجد في ضواحي المدينة أطلال مدينة هرسيلا لينسيستس التي تعد من أبرز المواقع الأثرية، حيث ما تزال الحفريات جارية من قبل خبراء الآثار، فالسياح يمكنهم مشاهدة بقايا حمامات الغسل اليونانية، والمدرج الذي كانت تقام فيه المناسبات المثيرة، إضافة إلى الكاتدرائية المسيحية القديمة وقصر الأساقفة، كما يمكنهم التمتع بمشاهدة أرضيات هذه المباني الفسيفسائية المزخرفة بالحيوانات.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 552

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>