سباق التجديف النهري الأطول في العالم
كن في بيرو في منتصف الربيع، لأن شهر أكتوبر/ تشرين الأول شهر جميل للسياحة في بيرو، حيث تشهد زحاماً قليلاً في الفترة التي ما بين أيام الذروة وقبيل انتهائها عند قلعة إنكا بمدينة ماشو بيتشو التي يستطيع السياح فيها التمتع بأشعة شمسها المذهلة والاسترخاء في بعض غرف التكويع، فالجو الجاف في هذا الوقت من العام يشجع على الذهاب في رحلة غابية، إضافة إلى رحلة برية في حوض الأمازون.
ينطلق سباق التجديف الأطول في العالم ما بين مدينة نوتا وإكيتوس في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، كان سباق الأمازون للتجديف النهري الذي يمتد ليوم واحد قد بدأ في عام 1999، لمسافة 19 كلم، حيث كان يجذب السكان المحليين فقط، وفي عام 2006 تم تمديد السباق ليكون لمسافة 180 كيلومتراً على امتداد نهر الأمازون، وبذلك دخل السباق من سباق اليوم الواحد إلى سباق الثلاثة أيام الحالي موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
تأتي الفرق المكونة من 4 أعضاء من كل أنحاء العالم في المهرجان السنوي، فكل فريق يتعين عليه بناء قاربه من 8 ألواح مأخوذة من خشب البلساء المعروف بوزنه الخفيف، إضافة إلى مواد أخرى داعمة قبل أخذه إلى المياه الجارفة مع أمل كسر الرقم القياسي المسجل حالياً عند 12 ساعة و19 دقيقة، حيث سجل في عام 2008 من قبل فريق أمريكي.
كورك أيرلندا.. الموسيقى الشعبية
مدينة كورك هي ثاني أكبر مدينة بجمهورية أيرلندا، حيث يمكن الاستمتاع بالسياحة فيها على نحو شامل في أي وقت من العام، فطاقة هذه المدينة وحماسة سكانها لمتع الحياة يحفظ توازنهما تاريخها المذهل، أما الأطعمة الشهية، خاصة لحوم البقر، والضأن والمأكولات البحرية والجبن تعتبر جزءاً أساسياً من أي زيارة لهذه المدينة، كما يمكنك قضاء ساعات طويلة متجولاً في السوق الإنجليزية، ومستمتعاً بشوارعها الأنيقة.
لو كنت في كورك في هذا الوقت، فأنت تستحق أن تحضر حفلاً، حيث يشهد موسم الخريف فيها إحياء لحفلات الموسيقى الشعبية الأيرلندية الراقصة والتي تبدأ من 29 سبتمبر/أيلول حتى 2 أكتوبر، أما حفلات موسيقى الجاز فتبدأ من 28 أكتوبر/ تشرين الأول إلى 31 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث تقدم أغاني الروك الصاخبة، إضافة إلى تذاكرها المعقولة، فالموسيقى الشعبية لهذا الجزء من البلد له سيمة تاريخية، لكونها المدينة التي هاجر منها الأيرلنديون، فملايين الأيرلنديين والأيرلنديات غادروا أيرلندا بحثاً عن حياة أفضل من موانئها، مثل ميناء كينسالي، وميناء كوبه الذي كان المحطة الأخيرة لسفينة تيتانك قبل ذوبانها في لجج الأطلنطي، هذه المواني يمكن اكتشافها سيراً على الأقدام، حيث الحصون، والمناظر البحرية الخلابة، والسياح، وشعور الدهشة الممزوج بالحزن، مما يضفي طابعاً خريفياً على المشهد بشكل واضح.
نيو أوليانز.. مهرجان الشلال البهيج
تعتبر نيو أورليانز إحدى مدن الولايات المتحدة الأمريكية وأكبر مدن ولاية لويزيانا، حيث تقع في جنوب شرقي لويزيانا على نهر مسيسيبي، وتبعد عن خليج المكسيك نحو 180 كلم. أسست المدينة في عام 1781على الضفة الشرقية للمسيسيبي، وجنوب بحيرة بونت شارترين. عندما تبدأ درجات الحرارة العالية والرطوبة الشديدة في الانحسار، يطل شهر أكتوبر بأجوائه المثالية في نيو أورليانز، فالمدينة تكون أقل ازدحاماً مقارنة بشهور فصل الصيف، ولكن الفعاليات الثقافية تظل على كثافتها كما هي بالنسبة للسكان المحليين والسياح، إذ يبدأ شهر أكتوبر بمهرجان تريمي فول، وهو مهرجان يقيمه حي عريق للأمريكان من ذوي الأصول الإفريقية، ويضم المهرجان الموسيقى المحلية وتقديم الأطعمة إضافة إلى مهرجان خاص للأطفال.
فضلاً عن مهرجان فيلم نيو أورليانز الذي يقام في الفترة من 12 إلى 20 أكتوبر، حيث يعرض صناع الأفلام المحليون والإقليميون والدوليون أفلامهم منذ 27 عاماً، ففي نهاية شهر أكتوبر تتسم الأجواء بالمرح على نحو خاص، حيث يضفي صخب «الهالوين» جمالاً قوطياً على المدينة، إضافة إلى فعاليات موسيقى الفودو وتجارب الفنون، فالاحتفالات الأخيرة التي تقترب من نهاية العام هي الأكثر راحة للسياح - فهذه هي حكمة الطقس !. وكذلك تشمل العناوين الرئيسية لهذا العام، نار الممرات، وفرقة الخيول، والمهرات، فكلها ستكون في سيتي بارك، أما أمكنة الطعام الذي يعده بعض أفضل طهاة أورليانز خلال فترة المهرجانات، فتنتشر حول سيتي بارك.
بوهو.. التلال الجنوبية الغربية لبلغاريا
أكتوبر هو الشهر الملائم لزيارة بوهو، التلال الجنوبية الغربية لبلغاريا، ذات الأجواء الباردة والهادئة، فابدأ من مدينة بلوفديف القديمة التي تنام فوق 7 تلال، وتزدحم بمعارض الفنون، والكهوف البوهيمية، والمباني المعمارية الجذابة التي يعود تاريخها إلى القرن ال19، حيث تقودك إلى كل دهاليز تاريخها الجميل، وبعده اتجه غرباً إلى ريلا موناستري المبجلة، والمغروسة داخل واد محاط بالتلال المسماة بالتلال الجنوبية الغربية، ولطالما تحب اللوحات الجدارية المتنوعة، فكر ملياً في الأمور الروحانية ومن ثم تنزه في صمت وجمال وسط غابة أشجار البتولا التي يبلغ عمرها 1000 عام بالقرب من كهف سينت ايفان ريليسكي.
أما بالنسبة للمرتفعات الأبيقورية، فاتجه جنوباً إلى قرية ملنك الصغيرة الوادعة ذات البيوت الكبيرة المبنية على طراز أيام النهضة الوطنية، حيث تم تجاهلها بسبب الأهرام التي تم بناؤها من الحجر الرملي، وبعده اذهب إلى المنحدرات لرؤية غروب الشمس الهادئ، وأخيراً عد شمالاً على مهلك وقم بمقابلة بعض السكان المحليين الأصليين عند محطات السكك الحديدية الضيقة من بانسكو إلى سبتمفري، طريق التلال ذات المناظر الطبيعية الخلابة.
مهرجان دسيهرا في كولو بالهند
تنام تلال كولو المستلقية على خاصرة جبال الهملايا نوماً هادئاً معظم شهور العام، حيث تتم زيارتها كنقطة عبور إلى منالي والوادي الصحراوي لولاية لداخ، ومع ذلك، تدب فيها الحياة في شهر أكتوبر لكونها مكاناً لأحد احتفالات دسيهرا المفعمة بالحيوية، حيث يحتفلون فيها بانتصار الخير على الشر.
يجتمع في هذه الاحتفالات الحجاج من كل أنحاء ولاية هيماشال براديش الجبلية التي تقع في أقصى شمال الهند لإحياء ذكرى انتصار الآلهة الهندية راما على الملك الشيطان رافانا، مع أسبوع كامل مخصص للمعارض، والمسيرات، والتزمير بالقرون، فأكثر من 200 آلهة تتبع للمعابد المنتشرة في كولو يتم وضعها في صناديق مغطاة ويجوبون بها في أنحاء المدينة، حيث ترافقها جحافل من أنصارها المتحمسين.
كما يتم نصب سرادق كبيرة مملوءة بأكشاك الطعام، حيث يكون فيها تجار السوق وتقام داخلها معارض دينية يصحبها مهرجان كبير يميزه جدار قديم يرمز للموت، أما مساكن كولو فهي ضيقة بطبيعتها، ومع ذلك يأتي إليها العديد من السياح من مانالي أو من وادي بارفاتي لقضاء يوم واحد، وبالتزامن تنطلق احتفالات دسيهرا الأخرى الصاخبة في كل أنحاء الهند، حيث تتميز معظمها بتماثيل رافانا الضخمة المحترقة، الملك الشيطان لسريلانكا حسب كتاب راميانا المقدس، وأيضاً يشهد أكتوبر مهرجان النور الشهير الذي يعرف بمهرجان «ديوالي».