الإقليم الشمالي هو ولاية في أستراليا، تحتل جزءاً كبيراً من وسط القارة وكذلك وسط المناطق الشمالية. لها حدود مشتركة مع أستراليا الغربية في غرب وجنوب أستراليا، ومع كوينزلاند في الشمال الشرقي. يحد الإقليم بحر تيمور، بحر آرافورا، فعلى الرغم من مساحته الكبيرة التي تقدر بأكثر من 1,349,129 كم، ما يجعله ثالث أكبر أقاليم أستراليا.
يعد الإقليم بشكل عام إقليماً صحراوياً يحتوي على بعض المعالم المشهورة مثل الألورو أو الآيرس روك، وهي صخرة يقدسها السكان الأصليون لأستراليا، أما عاصمته فهي داروين، فالسكان لا يتمركزون في المناطق الساحلية وإنما على طول الطريق السريع ستيوارت، وتضم مدنه الرئيسية الأخرى كاثرين، أليس، سبرينغز، تينات، كريك، ونهولونبوي، ويوجد شمال الإقليم ب 100كم جزيرتان تدعيان جزر تيوي، ويعرف سكان الإقليم بالإقليميين.
منطقة لابرينتا
برغم الصور النمطية عن الأجواء الساخنة والرياح الموسمية والتماسيح، صار الإقليم الشمالي لأستراليا من أجمل وجهات التجول المفضلة لدى السياح، فمنطقة لابرينتا تريل التي يمكن الوصول إليها سيراً على الأقدام مسافة 223 كيلومتراً والتي تقع غرباً باتجاه سلاسل ماكدونالد خارج اليس إسبرينغ، معروفة بتميزها للغاية لدى السياح الجائلين والرحالة حول العالم، ومع ذلك لابرينتا وحدها ليس سبباً وحيداً لجلب أحذية التجوال الخاص بك إلى الإقليم الشمالي.
ولأنها مغطاة بسلاسل التلال الصحراوية وفيما يبدو بالسهول الفيضية، وفنون الصخور الأصلية، ولضمها الشلالات الهادرة، يوفر الإقليم الشمالي تجربة أسترالية عتيقة في السير على الأقدام، ففي كل أنحاء المنتجع الوطني في الإقليم، هناك مسارات تجوال - بعضها قصيرة والبعض الآخر طويلة، فهذه المسارات يضفي وجودها على تضاريسه القاسية منظوراً دقيقاً على استحالة التنقل بين المدن بالمركبات.
إن التجوال هنا أمر موسمي للغاية، ويعد حصراً على فصل الشتاء وفصل الجفاف بشكل كبير، خاصة حول شهري مايو/أيار وسبتمبر/أيلول، حيث يتم تنظيم رحلات التجوال من قبل الشركات السياحية العاملة في المجال، مثل شركة بعثة الرحلات العالمية، الشركة الأسترالية للمغامرات البرية، والشركة الأسترالية لرحلات التجوال على الأقدام، فكلها شركات تجهز كامل المعينات المطلوبة للسياح الجائلين.
مسار جاتبولا
دائماً ما تكون عند عتبة منطقة كاثرين جورج موجة من النشاط، في منتجع نيتميلوك الوطني، مع اقتراب قوارب السياح، وزوارق الكنو الطويلة والرشيقة من الممر الضيق، ولكن هنا أيضاً مسار جاتبولا الذي يقودك إلى رحلة تجوال مختلفة للغاية، إذ يتجه مسار هذا التجوال الذي يستغرق 66 كيلومتراً بعيداً بشكل عمودي حتى يصل إلى الممر الضيق، متجهاً في محاذاة الشريط الساحلي لأرض أرنم، ففي البدء يكون مسار النزهة فوق قاعدتها، ومن ثم معظم الأيام الخمسة أو الستة فوق قمتها.
فطول المسار في أغلبه يتجه خلال أرض السافنا المعشوشبة التي تحدد أعلى قمة في أستراليا، حيث تجد تلال النمل الأبيض وقد ارتفعت مثل الشفرات فوق سيقان العشب الطويلة المنتصبة، أما الصخور المطروحة فتكون محمرة كاحمرار القلب، وكلها موضوعة وسط العشب المصفر، تحت سماء دائمة الزرقة، فهو عبارة عن لوحة زيتية أسترالية كلاسيكية.
إن أكثر ملامح المسار ترحاباً وإدهاشاً على طول مسار جاتبولا هي أماكن التخييم، فكل يوم جديد ينتهى بالقرب من المياه المتدفقة والشلالات أو بحيرة مثل قسم نهر إديس، فلا يمكن الوصول إلى المخيمات إلا سيراً على الأقدام، حيث توفر هذه الأماكن حمامات سباحة خاصة للسياح ليغوصوا فيها طرداً لحرارة الشمس ورهق الأيام المضنية.
توجد مواقع التخييم في أماكن تتسم بجمال هائل، من حمامات الصخور الجاثمة على حافة شلالات 17 مايل التي يبلغ ارتفاعها 30 متراً، إلى المياه السطحية في مخيم ساندي، فهو اسم على مسمى، فنحو ساعة قبل الوصول إلى شلالات 17 مايل، منتصف المسافة على طول مسار جاتبولا تقريباً، هناك تعامل آخر خاص للسياح: في «المدرج»، فهذا الممر الضيق المظلل الجميل المدرج في الجرف، يحمي أجمل المواقع الآثارية للصخور الأصلية لمنتجع نيتميلوك الوطني، حيث تضم الصور المغروية لشعب الجاوويان وطيور النعامات.
تتسم النهارات على طول مسار جابتولا بالحرارة الدائمة، ولكنها لا تستمر طويلاً، لوجود أماكن للتخييم بعد كل 11 كلم أو16 كلم، فانطلق في رحلتك مع تباشير الصبح كل يوم، لتصل أحد المخيمات في وقت الغداء، وكي تطرد حرارة الشمس من جسدك بالسباحة في الأحواض المجهزة.
محمية كاكادو الوطنية
تعتبر كاكادو الواقعة شمال نيتيملوك أكبر محمية وطنية في أستراليا، حيث تغطي مساحة كبيرة بحجم فلسطين، وبرغم أنها مخيفة بشكل كبير، إلا أنها وجهة لمسار غابي رائع، فالسير ليلاً في كاكادو غير شائع، إذ ليس هناك مسارات معبدة، لذا، تقودك مساراتها إلى ما يسمى ببلدة الحجر «أستون كنتري» في أعلى جروف أرض أرنم، وكي تتنزه فيها تحتاج إلى تصريح مسبق، وملء استمارة فيها تفاصيل غرض الرحلة المقترحة، وموقع التخييم كل ليلة، وخريطة طبوغرافية معلمة، فبرغم اللوائح المعمولة بها، أبلغت سلطات المحمية عن وجود زيادة في طلبات التنزه الليلي في 2014.